هل بدأ الحوثيون يكتشفون حدود قوتهم أمام الواقع الأمريكي؟
بقلم/ فضل حنتوس
نشر منذ: يوم واحد و 6 ساعات و 55 دقيقة
الجمعة 11 إبريل-نيسان 2025 07:02 م
  

منذ أن أطلق الحوثيون شعاراتهم التي ادعوا من خلالها أنهم يقودون نضالًا مقدسًا ضد ما يسمونه "العدو الأمريكي والإسرائيلي"، اعتقدوا أنهم في معركة كبرى تُدافع عن الحق والمظلومين، وزعموا أنهم يتبنون قضايا أمة العرب، إلا أن الحقيقة، كما هي العادة، كانت أبعد ما يكون عن هذه الزعامات، فقد كانت هذه الشعارات مجرد غطاء لأجنداتهم الطائفية التي فرضتها عليهم إيران، لتكون هي المتحكم الأول في مصيرهم السياسي والعسكري، ولتحشدهم في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، حرب أذلت اليمن وأبنائه، وزجتهم في مستنقع من الصراعات الإقليمية والدولية التي لم تكن في حسبانهم، ومع بداية التصعيد الأمريكي في اليمن، بدأ الحوثيون يدركون بشكل جلي أنهم دخلوا في فخ لم يكن لهم فيه أي دور إلا أن يكونوا أداة تنفيذية لحسابات غيرهم، فلا هم حققوا نصرًا حقيقيًا على أعدائهم ولا استطاعوا الحفاظ على استقلال قرارهم في ظل التدخلات الأجنبية التي زادت تعقيد الوضع، وبينما كانوا يظنون أنهم يواجهون تهديدًا واحدًا، إذا بهم يجدون أنفسهم في مواجهة معقدة مع قوى عظمى تملك من القدرة العسكرية والسياسية ما لا يمكنهم صده، ومع هذا التحول المفاجئ في المعركة بدأ يظهر الانقسام داخل قياداتهم، فبينما يميل البعض إلى ضرورة إيقاف العملية العسكرية والبحث عن مخرج يخفف الضغط الدولي والإقليمي عليهم، يرى آخرون أن التراجع سيكون بمثابة الهزيمة السياسية التي ستسقطهم من أعين أنصارهم وتفضحهم أمام العالم، وبين هذا وذاك، لا يهم الحوثيون سوى إبقاء شعاراتهم قائمة، حتى ولو كانت على حساب مصلحة الشعب اليمني الذي يعاني ويدفع الثمن الأكبر في هذه الحرب التي كانوا أول من أطلق شرارتها، وفي هذا السياق تبين للجميع أن الحوثيين لم يكونوا أبدًا القوة التي حاولوا تقديمها للعالم، بل كانوا مجرد بيادق في لعبة أكبر منهم، لعبة تفرضها إيران وتسعى لتقويض استقرار المنطقة دون النظر إلى ما سيترتب على ذلك من مآسي لشعب لا ناقة له ولا جمل في هذه الصراعات الدولية، فقد كانت كل وعودهم ونضالاتهم ضد أمريكا وإسرائيل مجرد شعارات فارغة حملت اليمن إلى أتون حرب مستمرة ليس لها نهاية مرجوة، ليكتشف الحوثيون في النهاية أن قوتهم الهشة لم تكن تكفي لمواجهة واقع عسكري وسياسي يفوق قدراتهم بكثير، بينما كان اليمنيون يدفعون الثمن الأكبر، فقد كان الوطن هو من يُجعل رهينة لهذه الأجندات التي تُملى عليهم، ليظل الشعب اليمني هو الضحية الوحيدة لهذه الحرب التي لا تقتصر تداعياتها على الحاضر، بل تهدد بتدمير المستقبل أيضًا.