حيث الإنسان يرسم الابتسامة ويضع مداميك المستقبل لنازح بمحافظة المهرة.. الحلاق الذي تحققت أحلام حياته بمشروع مستدام يؤمن مستقبله ومستقبل أسرته
عودة العليمي إلى عدن ومصدر في الرئاسة يكشف عن التحركات القادمة للرئيس
مؤتمر مأرب الجامع يلتقي جرحى الحرب ويتعهد بمتابعة مطالبهم وحل قضاياهم
مانشستر يونايتد يقدم هدية لليفربول ويقربه من لقب الدوري الإنكليزي
الذهب يرتفع في الأسواق العالمية لهذة الأسباب؟
أجهزة الأمن بالمهرة تضبط أجهزة اتصالات لاسلكية ممنوعة الاستيراد إلا من قِبل الجهات العسكرية بمنفذ صرفيت
انجاز تاريخي للحكومة السورية.. توقيع رئاسي مع قائد سوريا الديمقراطية يؤكد على وحدة البلاد واستعادة الثروات النفطية والغازية
مستشار وزير الشباب والرياضة يدشن المسابقة الثقافية الرمضانية بالمهرة
الزنداني يناقش مع الرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر دعم المشاريع الإنسانية والتنموية في اليمن وبادي يصف العلاقات بالتاريخ المشرق
يتحرك عبر دهاليز المخابرات الحوثية.. واجهة حوثية جديدة لإرث عائلي متخصصة في تجارة الموت والعمليات المشبوهة
حينما استقبلت رسالة إخبارية قصيرة تفيد بالإفراج عن السجين بن معيلي بقضيته المتشابكة، امتزجت عندي مشاعر الفرحة بانفراج غُمة يمني مظلوم والنشوة بانتصار صديقي المحامي عبدالرحمن برمان في واحدة من أهم المعارك الحقوقية التي خاضها قضائياً وإعلامياً وإنسانياً، كمتطوع وليس ككثير من المحامين الذين لا يحضرون إلا إذا حضرت أتعابهم الباهظة.
بمجرد معرفتي بخبر الإفراج عن بن معيلي بادرت للاتصال ببرمان لتهنئته بهذا الانتصار المهني والحقوقي الذي احققه، لكني وجدته لازال غارقاً في هم معركته هذه، ففرحته تلك ابتلعتها أوجاع معاناة المُفرج عنه، حيث لا بيت له ولا أهل ولا بطاقة هوية تمنحه فرصة المبيت في واحد من فنادق ولوكندات صنعاء المنتشرة في كل أزقتها.
لم تكن قضية بن معيلي تعني لي شيئاً حينما تصدر لها برمان، لكنه أصر على جرجرتي لمساندته في معركته، رغم خذلاني له لاحقاً، حيث جعل منها حديثاً يومياً خلال إقامة مشتركة في إحدى شقق القاهرة التي جاءها للعلاج. ونتيجة إلحاحه أضطررت لمرافقته إلى منزل بائس تقطنه أسرة موكله في أحد الأحياء الشعبية في أكثر العواصم العربية إزدحاماً.
صديقي برمان هذا الذي لا تفارقه الابتسامة في أحلك الظروف. بقدر فرحتي بانتصاره في هذه القضية المعقدة، أشعر حالياً بالتقصير ولا أتوقف عن اللوم والعتاب لنفسي تجاه هذا الخذلان الذي ما كان يفترض أن يأتي مني أنا خاصة.
فهو ليس مجرد أخ عزيز جمعني وإياه العمل في اللجنة التنفيذية لاتحاد طلاب جامعة صنعاء، ولكن الأهم أنه بعد متابعتي كـ(صحفي تحت التمرين) لأخبار القضية التي رفعها أمام القضاء ضد الحكومة بشأن الرسوم الجامعية عام 1999م، التحقت بمهنة الصحافة رسمياً وصرت عضواً في هيئة التحرير بصحيفة الصحوة.
صحيح أن الأمر قد يراه البعض طبيعياً ولا يستحق هذا التبرير، لكن مالايعرفه أحد آخر أن عبدالرحمن كان هو من يلاحقني إلى البيت أو الصحيفة بتفاصيل الخبر ولا يغفل حتى خدمتي بالتصريحات. ونحن بعيدان عن الوطن وعن بن معيلي السجين، اجتهد لجرجرتي للتعمق أكثر في واحدة من قضاياه، ليس من خلال التغطية الإخبارية، ولكن حتى بمرافقته لزيارة أسرة موكله والقيام بدور إنساني تجاهها. صار من النادر أن نجد محامياً يمنياً يتجاوز مهمته المعتادة إلى ما هو أرفع من ذلك.
عبدالرحمن بعد سنوات من التعثر في كلية الشريعة والقانون لأسباب تتعلق بنشاطه النقابي والطلابي وجراء حكم قضائي شهير بحرمانه من التخرج ظل سنوات (يُشارع) لنقضه والحصول على الشهادة، ولأن آخر مايفكر به المال، لم يجد مكاناً سيبذل فيه جهده وقدراته وإنسانيته ولطفه وواجبه في الدفاع عن الحقوق والحريات سوى منظمة (هود) ليعمل بها إلى جانب خبير قانوني كبير ومحامٍ قدير وحقوقي عنيد وشجاع بحجم (محمد ناجي علاو).
ليس من عادتي في الكتابة، تخصيص مقال لشخص والإشادة به أياً كان ممن يستحقون ذلك وهم كثيرون، لكن لمعرفتي بمحامين كُثر ومنهم أسماء لامعة يمنياً، لم أجد منهم محامياً يخوض معركة إنتصار لمظلوم بمتابعة اجهزة القضاء والامن والترافع أمام المحكمة وملاحقة الصحفيين بأخبار القضية والقيام بدور إجتماعي مع الأسرة البائسة في القاهرة و.. و... إلخ، سوى المحامي ذي الدخل المحدود والتعيس (عبدالرحمن برمان).