آخر الاخبار

مجلس شباب الثورة: 11 فبراير لم يكن مشروعا عائليا ولا مناطقيا بل مشروع وطني مستمر والاستبداد إلى زوال مهما طال أمده عاجل : المملكة الأردنية تلغي اتفاقية وقعتها مع المليشيات الحوثية بعد اكتشاف انتحال قيادي حوثي هوية الشرعية حفل تكريمي ل 800 طفل وطفلة من المشاركين في مشروع النور المبين للحافظ الصغير على المسرح السبئي بمحافظةمأرب الجيش الوطني يفشل كافة عمليات التسلل الحوثية بمحافظة مأرب ويكبدها خسائر في القوة والعتاد. مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية يدشن موقعه الإلكتروني الجديد طهران تخشى الضغوط القصوى لترامب وتعلن استعدادها للتفاوض مع واشنطن بشرط واحد الموقف السعودي الرافض لتهجير الفلسطينيين وأثره على التطبيع الدولار يقترب من 2300.. آخر تحديث بأسعار الصرف مساء اليوم وزير الاوقاف بمكة المكرمة يكرم المشاركين في المسابقة القرانية للعسكريين بالسعودية حزب الإصلاح: ''ثورة 11 فبراير نجحت في تحقيق انتقال سلس للسلطة وما حدث بعدها انقلاب''

ثورة مصر ثمار ينبغي الحفاظ عليها 1
بقلم/ د أمين المخلافي
نشر منذ: 13 سنة و 11 شهراً و 26 يوماً
الأحد 13 فبراير-شباط 2011 09:26 م

عشنا وعاشت الأمة بأسرها لحظة التحول التاريخي في أرض الكنانة، عشناها دقائق و ساعات، نتابع أخبارها على معظم ما بين أيدينا من وسائل إعلامية تقليدية وغير تقليدية، عشنا هذه اللحظة ألماً، و تخوفاً، وتوجعاً، واشتياقاً، وعاش معنا – إثر ذلك - كل أنواع الهواجس والآمال، التي كانت تعبث برؤؤسنا، و تذهب بها يمنة ويسرة، ونحن بعيدون بأجسادنا عنها وعن أهلها الأبطال؛ إلا أن قلوبنا وعقولنا كانت معهم لحظة بلحظة، وذلك لأهمية اللحظة المفصلية التي بدأ حبر تأريخها بدم الشهداء وهي ليست مفصلية في تاريخ الشعب المصري الأبي فحسب، بل في تاريخ الشعوب العربية كلها، فمصر هي قلب الأمة النابض الذي توقف عن النبض منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد المشئومة في 17 سبتمبر 1978، فا للحظة الحالية تاريخية، ومفصلية بكل معنى الكلمة.

شاهدنا على جميع القنوات الفضائية الشعب المصري وهو يعيش و تعيش معه الشعوب العربية قاطبة لحظة الفرح، ولا أكون مغالياً إن قلت أن هذه اللحظة عاش حلاوتها العالم بأسره، الصديق يعيشها فرحة، و نشوة، و انتصاراً، والعدو يعيشها ترقباً، و تحفزاً، وانحساراً. إنها – من دون شك - لحظة تاريخية، بكل ما تحمله الكلمة من معنى. بيد أني لا أريد أن أفسد في هذه المقالة لحظة النشوة التي تخامر عقول عشاق الحرية و الديمقراطية، فهذه اللحظة صُنعت بعزيمة الشباب الواعي الذي عرف أهدافه بصورة جلية، و ناضل من أجلها بعزيمة لا تلين، على الرغم من كل المحاولات، والمساومات، والمراوغات الصادرة من أربابها وتجارها؛ ممن لهم باع طويل في التضليل والمراوغة والخداع، إلا أن حبائلهم الشيطانية، وتمائمهم السحرية تحطمت على صروح وعي الشباب، وصمودهم المذهل، شعارهم واحداً، كما هو هدفهم، \"يسقط فرعون\" ، وسقط فرعون، و التهمته أمواج البحر الهادرة، و سجلت هذه اللحظة المفصلية وتسجلها الملايين في ذاكرتهم الحديدة، وفي ذاكرة التاريخ التي لا ترحم، فاللحظة تاريخية، و تحولية بحق ، فقد نزعت شعب مصر بكل مقوماته البشرية، والتاريخية، و العسكرية، والاقتصادية من براثن التبعية وأعادته إلى أحضان الأمة ، و لكن ثم أما بعد!

أما بعد فأن الثورة تجاوزت العقبة الكبرى، متمثلة باندحار و رحيل رأس النظام الزائف-الرئيس المخلوع \"اللامبارك\"، و نحن نترقب تزلزل كل أركان هذا النظام بقضه وقضيضه، عند إذ - و قبله وبعده - لابد للثورة من حارس و حام ، متحفز، ويقظ، و حذر، يقوم على حراسة هذه المكتسبات، والحفاظ على مقدراتها، فالعبرة بالخواتيم، والأمور لا تقاس بالنوايا، وإنما بالنتائج.

أما بعد إن هذه الثورة لها ما بعدها من المحاذير وعليها ما عليها من الإصلاحات لكل ما أفسده نظام جثم على الشعب المصري ثلاثون عاماً، من القهر، والكبت، والإذلال، والحرمان، والفساد، و القتل، والتشريد، والمحاكمات العسكرية، وقانون الطوارئ، ونهب ثروة الأمة، والتبعية المذلة للخارج.

أما بعد فهي الحرية، أولى مكاسب الثورة، هذه القيمة البشرية المتأصلة في عقيدتنا الإسلامية، و تراثنا الإسلامي: \"متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا\"، والحرية ليست هبة بل هي حق ينتزع ولا يوهب، و ها هو الشعب المصري ينتزع حريته من يد سالبيها، هذا النظام البوليسي الحديدي الذي أنشب براثنه في أكباد الشعب المصري، وزرع فيها أشجار الخوف التي تجذرت لمدة ثلاثون عاماً، هذا النظام الذي غطى سماء مصر بالكبت، و الحرمان ردحا من الزمان، هذه اللحظة التاريخية رسمتها ريشة شباب بعمر الزهور، وضعوا الخوف جانباً، وحملوا أرواحهم على أكفهم، و نزلوا إلى أرض الميدان ينازلون الخوف، و النظام الأسود بكل أدواته القمعية من الدهس، و البلطجة، و إشاعة الذعر، واستخدام القنابل المسيلة للدموع، و إطلاق الرصاص الحي على صدور الشباب الحي الحر، فانتصر الشباب بصبرهم، وثباتهم، وإيمانهم الذي لا يتزعزع بقيمة الحرية، و العيش بكرامة، و فعلاً فقد أضاء أو صنع الشعب المصري شعلة الحرية في ذلك الظلام الدامس والقاتم فاندحر إلى غير رجعة، ورسم شباب مصر بدمائهم – أبتداء - لوحة أخرى في طريق استرداد الحرية بعد تلك التي رسمها البوعزيزي ومن ورائه الشباب التونسي، ومن هنا لابد للحرية من حراس، لا يعرف النوم إلى عيونهم طريقاً، و لا يعرف الوهن إلى سواعدهم سبيلاً.