آخر الاخبار

حماس تتوعد تل أبيب وتكشف عن ردة فعلها جراء أي تصعيد عسكري إسرائيلي وزارة الأوقاف والإرشاد تتوعد بعقوبات صارمة ضد أي منشأة تقصر في خدمة المعتمرين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب: سأزور السعودية قريباً الإدارة الأمريكية تتوعد الحوثيين ولندن تكشف عن خطة لمنع تهريب الأسلحة وحماية السواحل اليمنية ضمن شراكة دولية.. عاجل أبرز ما جاء في بيان الجمهورية اليمنية أمام جلسة مجلس الأمن الدولي أول تحرك اوربي جاد .. بريطانيا تدعو عبر مجلس الأمن يدعو لضمان حظر توريد الأسلحة إلى اليمن وتحديدا الأسلحة الإيرانية التنقل دون قيود زمنية.. الإعلان رسميًا عن فتح طريق الحوبان- تعز على مدار 24 ساعة خلال شهر رمضان 140 مقطورة غاز وصلت عدن وتعز قادمة من مأرب مع زيادة في حصة المحافظتين وزير الدفاع اليمني يشدد على ضرورة دعم القوات المسلحة ويؤكد جاهزيتها العالية لردع أي حماقة حوثية العليمي يبحث مع رئاسة مجلس النواب عدد من الملفات في مقدمتها دفع الرواتب وتداعيات تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية

الاتهام الإيراني الرسمي للسعودية
بقلم/ على الرز
نشر منذ: 15 سنة و 4 أشهر و 10 أيام
السبت 24 أكتوبر-تشرين الأول 2009 11:59 م
 

لم يفهم كثيرون "الاتهام" الرسمي الايراني للسعودية بالوقوف مع السلطات اليمنية في حربها ضد الحوثيين. كان بيان الموقع الرسمي لمؤسسة الاذاعة والتلفزيون في طهران شبيها بالبيانات التي تصدرها المواقع الالكترونية التي فرختها اجهزة استخبارات عربية وايرانية حيث ترسم السيناريوهات بلا دليل وتوجه القذائف الشخصية والسياسية بشكل مركز على هذا المكان او ذاك المقام.

تأكد، اذا، "رسميا" لدى ايران بحسب البيان، ان السعودية تدعم صنعاء بخمسة ملايين دولار اميركي (لاحظوا الرقم) لمواجهة تمرد الحوثيين اضافة الى ارسالها الف مقاتل للقتال الى جانب الجيش اليمني مع دعم واسناد من الطائرات الحربية... لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل الحوثيون يقيمون على جزء من الاراضي الايرانية التي انتهكت المملكة سيادتها بالف مقاتل وخمسة ملايين دولار؟.

غريب عجيب امر الاعلام الايراني. فهو من جهة ينفي ان تكون لطهران اي علاقة بالحوثيين ومن جهة اخرى يتعامل مع القضية وكأن "حوثستان" تتعرض لهجوم يمني مدعوم من السعودية. كل ما نعرفه عن القضية حتى الآن ان الحوثيين هم يمنيون يقولون عن انفسهم انهم يطالبون بحقوق ويتعرضون لظلم وتقول الحكومة اليمينة عنهم انهم متمردون لجأوا الى السلاح لتقويض النظام بدعم خارجي وتحديدا من ايران واحزابها الحليفة في المنطقة مثل "حزب الله" اللبناني. لكن البيان الرسمي الايراني الذي "يتهم" دولة جارة لليمن بدعم اليمن ضد تمرد داخلي يؤكد وجود الحضانة والرعاية والعناية الايرانية لهذا التمرد.

قبل البيان الايراني بيومين، سارت تظاهرات "عفوية" و"غير منظمة" نحو السفارة السعودية في طهران هاتفة منددة متوعدة. بلد "ديموقراطي" تمنع فيه التظاهرات المحتجة على تزوير الانتخابات الرئاسية بالقمع والقتل ويسمح فيه بالتظاهر من اجل قضايا اقليمية. وتمحورت الشعارات الاحتجاجية التي رفعها المتظاهرون ضد المملكة حول ثلاثة امور مزعومة: دعم المملكة للارهاب. علاقاتها باسرائيل. دعم السلطات اليمنية ضد الحوثيين.

لم يندد متظاهر باحتضان ايران لقيادات "القاعدة" التي فرت من افغانستان. لم يحتج على اللقاء الذي جرى بين الوفدين الاسرائيلي والايراني في القاهرة... وبالطبع لم يسأل نفسه عن سبب هذا الحشد الايراني الرسمي والشعبي لدعم الحوثيين.

لم يحاصر المتظاهرون سفارة اليمن بل سفارة المملكة وفي ذلك اكثر من اشارة للذين يحسنون التقاط الاشارات. وبالتأكيد لم تخرج تظاهرات مماثلة في طهران حين اجتاحت احزاب لبنانية مدعومة وممولة من ايران وسورية بيروت في 7 مايو 2008 واسقطت عمليا وبالقوة الحكومة اللبنانية. كانت نشوة الانتصار تنضح في طهران ودمشق. في المقابل، لم يسمع اي صوت رسمي سعودي او يمني او مصري يتهم مثلا العراق بمساعدة السلطات الايرانية في قمعها لحالات "تمرد" في الاهواز.

وقبل التظاهرة والبيان، سلوك عام لم يعد يخفى على احد من المتابعين، فايران تتصرف على انها قوة كبرى في المنطقة وتطمح للوصول الى مرحلة شبيهة بمرحلة الاتحاد السوفياتي الذي حكم بقبضة مركزية الى جانب نفوذ محلي منتشر في دول دائرته الاقليمية الاوسع. ولان الاوضاع والظروف مختلفة وتتداخل فيها عوامل العرق والدين والمذهب يتعثر هذا الطموح لكنه لا يتوقف بل يبني زحفه على "المشتركات" المذهبية طورا والدينية والسياسية تارة وعلى النفوذ بالسلاح والمال والتدريب في مختلف الاحيان.

هكذا صار لايران موقع متقدم على البحر المتوسط من خلال حلفائها في لبنان. وهكذا صار لايران موقع في قلب فلسطين والصراع العربي الاسرائيلي من خلال "حماس". وهكذا صار لايران موقع في العراق من خلال عشرات الاطراف المحلية والتنظيمات الموالية. وهكذا صار لايران موقع في "الحركة الجهادية" السنية التي يجمع العرب والعالم على اعتبارها "ارهابية" من خلال استضافتها لقيادات "القاعدة". وهكذا صار لايران موقع قوي في سورية من خلال التحالف الاستراتيجي الذي نشأ بعد احتلال العراق والاتفاق على ادخال "المجاهدين" لتفجير انفسهم وتفجير الاستقرار وبالتالي الامساك بورقة انهاك المشروع الاميركي او عقد الصفقات معه، وزاد هذا الموقع صلابة وقوة بعد اغتيال الشهيد رفيق الحريري والعزلة العربية والدولية لدمشق وسيف المحكمة. وهكذا صار لايران موقع في افغانستان من خلال النفوذ في ناطق تقطنها غالبية مذهبية معينة.

واليوم تتهم الحكومة اليمنية ايران بدعم الحوثيين بالعتاد والسلاح والمال والتدريب ويلتقي انفصاليو اليمن مع ايران من خلال تصريحات الاشادة بها التي اطلقها النائب السابق لرئيس دولة الوحدة علي سالم البيض لدى دعوته الجنوبيين في اليمن الى الانتفاض... انه موقع متقدم جدا خليجيا ودوليا في مشروع الهيمنة الاقليمية.

مرة اخرى، الحوثيون يمنيون، واليمن والسعودية جارتان تتداخل بينهما عوامل الحدود والمصالح والعلاقات الاجتماعية والاقتصاد والامن بطبيعة الحال. ولا مشروع لاي فئة عربية مهما كان انتماؤها الديني او المذهبي او المناطقي او القبائلي الا مشروع الدولة التي تعيش فيها، ومن حقها بل من واجبها ان تطالب بالعدل والقانون والانماء والمساواة، لكن خروج اي فئة على هذا المشروع ينصر الآخرين على الدولة ... وعليها لاحقا.

انتظروا التحرك الايراني المقبل.

alirooz@hotmail.com

*مدير تحرير جريدة - الرأي العام - الكويتية