خارطة مناطق استعادها الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع تتلاشى بشكل متسارع من الخارطة السودانية
قلق إسرائيلي من محادثات واشنطن المباشرة مع حماس
تقرير أميركي يكشف عمق العلاقات والمصالح بين مليشيا الحوثي مع المصالح الروسية والصينية
اجتماع برئاسة العليمي يناقش إجراءات الحكومة للتعاطي مع قرار تصنيف الحوثيين ''منظمة إرهابية'' والتخفيف من آثاره المحتملة
بعيدا عن تل أبيب.. البيت الأبيض يقود محادثات مباشرة مع حركة حماس
حيث الانسان يصل أقاصي جبال ووديان حضرموت.. مدرسة بلقيس حلم الاباء وأمنية الأبناء يصبح واقعا ملموسا.. تفاصيل
تفاصيل لقاء الرئيس رشاد العليمي مع الرئيس المصري واهم ملفات اللقاء
وزارة الخارجية تناقش مع السفير الأمريكي دخول قرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية حيز التنفيذ
لغم حوثي يودي بحياة 4 مدنيين بينهم طفل في الحديدة
مئات الإنتهاكات الحوثية في صنعاء خلال العام الماضي.. تقرير
يُروى عن الإمام الجليل أبي حنيفة النعمان رحمه الله تعالى أنه كان يعاني من آلام في ركبته وقد استأذن طلابه في أن يمد رجليه أثناء إلقاء دروسه في المسجد. وفي يوم من الأيام، إذ برجل كبير السن كث اللحية عليه أمارات الوقار، يلبس ملابس بيضاء نظيفة، أتى فجلس بين طلاب الإمام رحمه الله ورفع شأنه. وعندها قام الإمام أبو حنيفة بثني رجليه إلى الخلف وجلس جلسة التربيع تأدباً أمام ذلك الشيخ الوقور، وقد كان موضوع الدرس عن وقت صلاة الفجر. وكان الطلاب يكتبون ما يقوله الإمام بينما كان الشيخ ضيف الحلقة يرمق ما يحدث في الحلقة باهتمام. وأثناء ذلك وبدون استئذان قال الضيف للإمام: يا أبا حنيفة هل لي أنا أسأل سؤالاً؟ فقال له الإمام: تفضل واسأل
فقال الضيف: متى يفطر الصائم؟ فأجابه الإمام: عندما تغرب الشمس.
فقال الرجل: وإذا لم تغرب الشمس؟!
ّويروى أن أبا حنيفه رحمة الله عليه مد رجليه بعد سماعه السؤال الثاني من الضيف وقال قولته المشهورة: "آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه" لأنه أدرك بأن التقدير الكبير الذي أبداه للشيخ لم يكن في محله، وأن ذلك الشيخ ما هو إلا من عامة الناس وليس من جهابذة العلم كما كان يتوقع في بداية الأمر.
وهنا أقول يا ليتك تمعنت قليلاً في سؤال الشيخ الوقور يا أبا حنيفة ولم تمد رجليك مباشرة، فلو أنك افترضت عدم غياب الشمس وأعملت فكرك في المسألة فستفيد المسلمين المتأخرين من بعدك وخاصة من يقيمون في المناطق التي تقع في القطب الشمالي أو المناطق القريبة منه التي إما تغيب عنها الشمس كلياً بشكل متصل أو تظهر فيها الشمس كلياً بشكل متوالي في فصول السنة التي يصادف فيها حلول شهر رمضان المبارك، بحيث لا يتم تمييز الليل من النهار. فلو لم يتسرع الإمام وأعمل عقله قليلاً لكان وفر الكثير والكثير عن الخلف من هذه الأمة ولأفتى قياساً بما يراه حول هذه النازلة التي يعاني منها المسلمون في الوقت الحاضر. ولكننا نعطي لإمامنا الجليل العذر في ذلك، كونه لم يكن يعلم أن الشمس قد تغيب بالكامل عن مناطق معينة من الأرض لعدة أشهر من السنة وكذا تظهر بالكامل لأشهر أخرى من السنة.
في حياتنا اليومية هناك الكثير والكثير ممن يتسرعون في الحكم على الأشياء ويدعون العلم الرصين بحقائق الأمور وخاصة في مجال العلم والتعليم: فمهلاً مهلاً، فالحكمة تقول "ليس هناك سؤال غبي"، وقد كان سؤال الشيخ الوقور في محله، فربما كان هذا الشيخ الضيف قد سمع عن بلاد لا تغرب فيها الشمس فأراد سؤال الإمام عن تلك الحالة الفقهية. وهذه الظاهرة: نعت الأسئلة بالغبية أو إلصاق صفة الغباء بطالب ما، تحصل كثيراً في دولنا العربية وفي كل مراحل التعليم سواءً كانت مدارس التعليم العام أوحتى في مراحل التعليم العالي المتعددة، فمطلوب من المربين والمعلمين والأساتذة التريث والتصبر وتقبل أسئلة الطلاب بقلوب رحبة وسعة صدر طالما أن هدفهم صناعة أجيال للغد وتطوير مهارات قادة المستقبل الذين بلا شك من يعول عليهم في بناء دولنا وشعوبنا.
"فيا ليتك يا أبا حنيفة أجبت الشيخ ومن ثم مددت رجليك".
رضي الله عن أئمتنا أجمعين ووفق الجميع.
د. زيد شمسان