آخر الاخبار

بيان توضيحي عاجل لشركة الغاز اليمنية حول الوضع التمويني وحقيقة تهريب مادة الغاز إلى الخارج الشركة المالكة.لفيسبوك وواتساب وانستغرام تعلن عن نشر أطول كابل بحري بالعالم.. يربط القارات الخمس؟ خفايا وأطماع مواجهات نارية في الدور الستة عشر في دوري أبطال أوروبا قرعة دور الستة عشر للدوري الأوروبي لكرة القدم الملك سلمان يعتمد رمز عملة الريال السعودي الريال يصطدم بجاره أتلتيكو ومواجهة سهلة لبرشلونة.. تعرف على قرعة دور ثمن نهائي أبطال أوروبا وموعد المباريات أبو عبيدة يعلن أن القسام ستفرج غداً عن 6 أسرى إسرائيليين بينهم "هشام السيد" هكذا ردت حماس على الاتهامات الاسرائيلية بشأن جثة الأسيرة الإسرائيلية "شيري بيباس" ترامب يوجه بتحريك قنابل جي .بي.يو-43 الشهيرة بأم القنابل ذات القدرات الفائقة لسحق كهوف صعدة ونسف تحصينات الحرس الثوري الإيراني ارتباك أمريكي ومبعوث أمريكا للشرق الأوسط يعلن متفلسفا: خطة ترامب بشأن غزة ليست لتهجير الفلسطينيين

موروث الراحلين عنا.. بلا ملاذ
بقلم/ عبدالرحمن مهيوب النقيب
نشر منذ: سنة و 6 أشهر و 6 أيام
الخميس 17 أغسطس-آب 2023 05:02 م
 

 تكالبت الأمم على بلاد السعيدة، كلٌ يحاولُ أن يفوزَ بقطعةٍ منها، لاحباً فيها ولا غراما، بل بحثاً عن مكنوناتِ أرضها وكنوز شواطئها اللامتناهية. وكان الأشد إيلاما من هذا وذاك، تكالب أبنائها عليها واندماجهم في سياسات الطامعين، فأفرز الذوبان غير الأخلاقي، مخرجات تمثلت في:

مليشيات الشمال، ومليشيات الجنوب، اللتان لا تؤمنان بالدولة ولا بتعاليمها، وبقيت مأرب دون سواها، كحارسة للشرق والجمهورية، تنشد ذاك البريق الذي يأمل النصر والتحرر من مليشيا الكهنةِ والاستعمارِ الجديدِ كل يوم.

هي مأرب، التي أكرمها الله بأنصار مستقبلين، ومهاجرين مقبلين، وبأيديهم بنادقهم، مدافعين عن الوطن الأخير برفقة مضيفيهم الأحرار حتى يأذن الله

بفتحٍ من عنده، وتتحرر باقي بلادنا السعيدة، لتعودَ سعيدةً بروحها وموروثها الديني والاجتماعي. وعلى الرغم من الموروثِ الكبيرِ لمأرب، إلا أنهُ لم يكنْ وليدَ اللحظة، أو نتاجاً لتخطيطٍ سريعٍ بل سبقهُ بعقودٍ عملٌ دؤوب ومعقد، أثقلَ عاتقَ حاملي الفكرة، فأسسَ في نهايتهِ بنياناً صلباً، استندتْ عليه الجمهورية كأعمدةِ سبأ، فكانَ الصد الأولَ والحاجز الأخير للكرامةِ والحرية.

إنّ الراحلين عنا، وعلى الرغم من جهلِ الناس بهم، لم يكونوا يرغبون بظهور أسمائهم على شاشات التلفزة، أو في قنواتِ التواصلِ الاجتماعي، بل عملوا من أجلِ الهدفِ الأسمى والغايةِ العظمى، ولكن للأسف بعد رحيلهم، تناساهم

الأصحابُ والأخلاء، وأصبحتْ سِيرهم وتاريخهم بلا مأوى، لأنها حسب اعتقادِ بعضهم أسرارٌ لا ينبغي البوحُ بها، وهنا يَجبُ الإشارة إلا أنّ الإنسانَ حينَ يعملُ في سبيلِ فكرةٍ وتنجح، فيجبُ أن يقابلها العرفان، ذلك العرفان الذي سقط مؤخراً من قاموس اللاحقين.

وفي مأرب أيضاً، تجد العجبَ كما ذكرنا، إهمالاً للراحلين، وتحفظاً على موروثهم، وإهمالاً للحاضرين بعدم نقل خبراتهم لليافعين، وهذا في نهايته يسبب العجز والترهل، فتجد المخرجاتِ عاجزةً وإن كانتْ حديثة، ومترهلةً بلا حقيقة، بل جوفاءَ فارغة كفراغِ عقولِ بعضهم، وكما كان للموروث الثقافي والديني أثر كبير، فإن الموروث العلمي إذا لم يتم نقلهُ، يتلاشى بموت صاحبه، أو بغرقٍ فكريٍ لفكرِ حاملها، فتراه يبرر لنفسه أسباب تحفظه، ولماذا لا ينقلُ خبرتهُ للأجيالِ الشابة؟!

وحينَ تبدأ في نقاشه، تجده أعجماً لا ينطق بفائدة، فارغاً بلا معنى، تافهاً بلا توابل. إن مأرب اليوم ليست الأمس، وفضاءها المعرفي وموروثها الديني سيتقادم بفعلِ قيادتها، لعدمِ حفاظهم عليه بنشرهِ ليستفيدَ منهُ الآخرون، وسنرى غيرنا يسبقنا بأميال، لا لسبب، ولكن لأننا نرى أنفسنا المأوى ونحن بلا مأوى، كما هم الراحلون عنا أصبح موروثهم وتاريخهم بلا مأوى، وحسبنا الله ونعم الوكيل. عبدالرحمن مهيوب.