مليشيات الحوثي تختطف مواطناً من جنوب اليمن للضغط على شقيقه عاجل .. دعم سعودي لحكومة بن مبارك ووديعة بنكية جديدة كأس الخليج: تأهل عمان والكويت ومغادرة الإمارات وقطر دراسة حديثة تكشف لماذا تهاجم الإنفلونزا الرجال وتكون أقل حدة نحو النساء؟ تعرف على أبرز ثلاث مواجهات نارية في كرة القدم تختتم عام 2024 محمد صلاح يتصدر ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي .. قائمة بأشهر هدافي الدوري الإنجليزي مقتل إعلامية لبنانية شهيرة قبيل طلاقها قرار بإقالة قائد المنطقة العسكرية الأولى بحضرموت.. من هو القائد الجديد؟ دولة عربية يختفي الدولار من أسواقها السوداء تركيا تكشف عن العدد المهول للطلاب السوريين الذين تخرجوا من الجامعات التركية
تفرد الفيلسوف الثائر والأديب الشاعر القائد الشهيد / محمد محمود الزبيري
بروح نضالية تواقة للحرية منصهرةً في الوطنية وقلبا يعشق اليمن حتى الثمالة، لها نذر نفسه وشعره وقلمه :
الشاعرية في روائع سحرها
أنت الذي سويتها وصنعتها
مالي بها جهد فأنت سكبتها
بدمي وأنت بمهجتي أودعتها
أنت الذي بشذاك قد عطرتها
ونشرتها بين الورى وأذعتها
وقفت لساني في هواك غناءها
فإذا تغنت في سواك قطعتها!
شكل رحمه الله مدرسة نضالية متميزة في السلوك والفداء والتضحية والفهم العميق لطبيعة ومهية ومحددات الصراع مع الكيان الإمامي الكهنوتي البغيض وكيفية مواجهة تغوله وجبروته وطغيانه ودجله داخل المجتمع اليمني .
وصف الشهيد الزبيري حكمهم بأنَّه حكمٌ مُطلق من كل القيـود، والاعتبارات الدكتاتورية نفسها، وأنَّ الإمام يعتقد أنَّ سلطته من السماء، وأنَّ اللهَ هو الذي اختاره ليحكم هذا الشعب، وألهمه أن يعمل، وأن لا يعمل، وأنَّ الله هو الذي جعـل من تصرفاته شرائع تنسخ الشرائع، ودينا ينسخ الأديان.
وأضاف: «حسب الواحد منهم أن يتربع على العرش، ثم يقول للناس أنَّ الله هو الذي ولاه، أنَّ الله هو الذي أمر الناس أن يطيعوه، وأن يخدموه، وأن يقدسوه، وأن يموتوا في سبيل نصرته، وأنَّ حكمه ليس مُستمدًا من الشعب، ولا من فضل الشعب؛ بل هو منحة من السماء، إنه ظل الله، ونائب الله وخليفته»،
وأضاف: «إنَّ الذين يؤمنون بالعنصرية هم الذين يدافعون عن الفوارق والامتيازات التي تفصل بينهم وبين سائر فئات الشعب وطبقاته، ويصرون على أن يتميزوا على الشعب، وينفردوا عنه بحقوق سياسية واجتماعية كأنهم لا يقبلون أن يكونوا في عداد أبنائه، ولا في مستوى إنساني كمستوى إنسانيته»،
قلة من أعلام اليمن كانت على فهم مبصر وإدراك عميق لكينونة وخبث وطغيان هذا الكيان الضال على علم وأساليب وطرق مواجهته منهم ان لم يكن أكثرهم فهما وأوسعهم إدراكاً واشدهم صلابة الشهيد الزبيري رحمة الله عليه والذي نذر حياته وعمره وكل كيانه وقدم روحه فداء لوطنه ونصرة لجمهوريته الفتية .
ضمن رحلة كفاح طويلة قدم رحمة الله عليه عصارة فكره وكل جهده وجهاده في سبيل القضية اليمنية العادلة وتشرد في المنافي والأصقاع وطاف ارجاء الارض ليحمل اليمن الجريح المكلوم في قلبه ووجدانه الى كل بقعة خطت فيها قدماه .
بعد تعثر ثورة 1948م ،كان ضمن وفد من الحكومة الدستورية إلى السعودية ، ضمن قدرا من الله تعالى محتوم ليدخر هذا العملاق لجولات من الصراع بين حق اليمنيين في الحرية والكرامة وباطل الإمامة في الإستبداد والظلم عند ما تمكن الطاغية أحمد حميد الدين من دخول صنعاء ونكل بالاحرار قتلا وسجنا وتشريدا، بداءت رحلة الزبيري في النضال من خارج الوطن بداءً من عدن، إلى باكستان حيث عاش في "كوخ" صغير يبيع "الأقفال" ليحصل على ما يسد القليل من احتياجات الحياة البسيطة
رافضا بشدة ما عرض عليه الشاعر الكبير عمر بهاء الدين الأميري سفير سوريا آنذاك لدى باكستان، من مساعدة
متمسكا بعزة المؤمن وقناعة المناضل وزهد الثائر
وهناك كادت أن تخنقه العبرة حناناً على شعبه فبكت حروفه شعراً:
ما كنت أحسب أني سوف أبكيهِ وأن شعري إلى الدنيا سينعيهِ
وكنت أحرص لو أن أموت له،وحدي، فداءً ويبقى كلّ أهليهِ.
وبعد قيام ثورة يوليو المباركة في العام 1952م عاد إلى مصر وواصل نضاله مع ثلة مباركة من رفاق دربه التحموا من أجل اليمن كلها شمالًا وجنوبا ، حيث قال الزبيري رحمه الله:
شطرنا يستغيث من غاصب فظ وشطر من مستبد عنيد
لقد ظل الوطن هو الذي يتحرك الزبيري لأجله، وقد صدق حين قال:
وطني أنت نفحة الله ما تبرح
لاعن قلبي ولاعن لساني
صور الله منك طينة قلبي
وبرى من شذاك روح بياني
شعلة القلب لو أذيعت لقالوا
مر عبر الأثير نصل يماني
جمع كل وسائل وأساليب وطرق مقاومة الإمامة بالكلمة القوية والمؤثرة والنافذة الى قلوب وعقول الشعب بكل نخبه وأطيافه وبالقصيدة المعلقة المزلزلة لعروش الطغيان والمخلخلة لأركان الدجل وبالخطبة الجامعة والنافذة الى العقول والقلوب والمحركة لكل ابناء الشعب لمواجهة الجلادين وقتلاع جذور الكهنوت وبالعمل في أوساط المجتمع القبلي وحشد طاقات وامكانيات ورموز الشعب اليمني العظيم نحو الانتصار للثورة والجمهورية وبالدبلوماسبة الرسمية والشعبية التى جابت اصقاع الارض للانتصار للقضية اليمنية وحشد الأمة والعالم لمناصرة الشعب المظلوم وبنشر العلم والمعرفة ومحاربة الجهل التي تتكاء عليه أساطين الإمامة في تقسيم المجتمع وخلق الصرعات البينية بالمؤلفات والكتب والنشرات التي تعري الإمامة وتفضح زيفها وبالسلاح الذي يواجه فلول الطاغية ويقوي معنويات الثوار .
غادر سجن طغاة الإمامة ليوصل مسيرة النضال في الافق الاوسع ويحمل قضية بلاده الى افلاك الارض مزمجراً بقصيدته الخالدة:
خرجنا من السجن شُمّ الأنوف كما تخرج الأُسد من غابها
نمُرُّ على شفرات السيوف
ونأتي المنيّة من بابها
ونأبى الحياة إذا دُنِّسَت
بعسف الطّغاة وإرهابها
ونعلم أن القضا واقع
وأن الأمور بأسبابها
ستعلم أمّتنا أننا
ركبنا الخطوب حناناً بها
فإن نحن فزنا فيا طالما
تذلّ الصّعاب لطلّلابها
وإن نلقى حتفاً فيا حبّذا
المنايا تجيء لخُطّابها
فيا ملكاً لجّ في بطشه
وداس البلاد وأخنى بها
ستلقى مغبّة ما قد صنعت
وتجني المخالب من غابها
قام بتأسيس جمعيّة الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر إثر عودته من القاهرة، بعد إكماله الدراسة في كلية دار العلوم.
كيانٍ مقاومٍ يحشد ابناء اليمن للوقوف امام الكهنوت الإمامي
وأسس في عدن مع بعض رفاقه أوّل عملٍ صحفيٍّ،مناهض للإمامة وفي طريق الخلاص الوطني
وعقب ثورة سبتمبر المباركة عاد الى الوطن يحمل مشروعا تنويريا يقضي على الجهل اهم مرتكزات الإمامة ، وزيراً للتربية ثم نائباً لرئيس الوزراء لشؤون الإعلام والتربية.
لكنه لم يأنس لبهرجة السلطة فواصل مشروعه النضالي متنقل بين قرى اليمن ووديانه وسهوله وجباله يحشد الجماهير للالتحام بركب الثورة والجمهورية.
حالة الإلهام التي شكلها الزبير في العقول والقلوب والارواح تتجدد بتجدد حاجة الأمة للكفاح ضد الاستبداد ننقل هناء ومضات من تلك الاشراقات :
يقول الكاتب الاديب الثائر /غائب حواس بنبرة صوت ساحرة وصادقة :
"الزبيري ليس ثائر ؛ بل ثورة ، وليس مثقف بل ثقافة ، بلغ بشعره آفاق قللللل أن بلغها أحد لا من شعراء الجاهلية ولا الاسلام "
وفي دراسة منشورة بعنوان ، الزبيري زعيم اليمن الشهيد .. أعظم الساسة العرب ثقافة وثائرية ، يقول المؤرخ المصري الدكتور محمد الجوادي:
" ليس بين الساسة العرب المعاصرين من يفوق الأستاذ القاضي محمد محمود الزبيري في الاحتفاظ بمكانة سامقة وسابقة في الأدب والعلم والفكر والثقافة والثورة ، فهو الشاعر الخطيب المعلم القاضي الفقيه الزعيم الثائر."
ويضيف الجوادي :
" لقد كان الزبيري نموذجا نادرا للنوابغ النبلاء من فرسان عصور النهضة الذين يتمتعون بالتفوق الساحق في شتى الميادين ، ويجمعون الأمجاد جمعالمقتدرين المخططين لا جمع المضطرين أو المتوافقين"
يقول الكاتب المبدع عبدالله شروح
" يبرز الشهيد محمد محمود الزبيري باعتباره النموذج الأكمل في نضاله ضدّ الإمامة، الخطر الوجوديّ الأكبر."
انه الزبيري مدرسة متفردة في النضال والثورة والحرية وقمة سامقة في الأدب والشعر والفقه والعلم ومنظومة عالية في القيم والسمو والنزاهة والأخلاق
سيظل الزبيري فكرا متوهجاً وجذوة ثورية مشتعلة تصلي الطغيان والإمامة حمم الموت ولهيب النيران في كل زمن وعصر
يوقد في الجماهير شعلة الثورة ووهج الجمهورية وروح النضال كلما عدى معتد على قيم الحرية ومبادئ الجمهورية وعنفوان الثورة
انه ضمير الشعب وصوته الحادي الذي بموته دبت الحياة في القيم الوطنية التي زرعها وفي مبادئ الجمهورية التى صاغ أهدافها وفي دروب الحرية التي سقاها بقطرات دم قلبه النقي
قضى حياته مناضلاً من أجل وطنه، في كل اطوارها وبكل ما يملك من مهارات ومواهب ، شاعر، صحفي، وزير، ومهاجر ولاجئ سياسي، وزعيم وطني ، مترفعاً عن الأطماع والمصالح الشخصية زاهدا في المناصب والمواقع همه وديدنه تخليص البلاد من رجس الكهنوت .
لزبيري شخصية عالمية ملهمة وسيرة نضالية مليئة بالنبل الإنساني تشعل جذوة النضال في حياة ألشعب كلما اطل الكهنوت في غفوة من الزمن ليبعث الحياةُ في شعب اذاقته الإمامةُ الويلات في قرون
توج الزبيري حياته المترعة بالنضال والجهاد، والتضحية شهيدا مجيدا في سبيل تحرير وطنه من قبضة الاستبداد الإمامي الكهنوني ووهب الوطن أغلى ما يمكن ان يجود به انسان :
بحثت عن هبة احبوك يا وطني
فلم أجد لك الا قلبي الدامي!
في 1 ابريل 1965 وبعد رحلة عمر حافلة بالكفاح والنضال والجهاد من أجل حرية اليمنيين وكرامتهم ونهضة اليمن ونمائها سلت رصاصات الغدر روحه الطاهرة
التي زرعت في اليمنيين ارواحا تواقة الى الحرية والإنعتاق من نير الإمامة،وعفن الكهنوت ارتقت تلك الروح العاطرة وتجذرا الفكرة التي من اجلها ضحت في وجدان وعمق وضمير الشعب اليمني .
رحم الله كل احرار سبتمبر وكل شهداء اليمن وحفظ الله الوطن الأغلى على وجه الارض . ،،،