الحوثيون يحولون المدارس إلى معسكرات تدريب .. ومسيرات النفير العام تتحول الى طعم لتجنيد الأطفال خيار الانفصال يعود مجددا ...حلف قبائل حضرموت يعلن رفضه لنتائج اجتماع مجلس القيادة الرئاسي ويهدد بالتصعيد مجددا قوات الجيش الوطني تفتك بالمليشيات الحوثية جنوب مأرب.. حصيلة الخسائر عاجل.. رئيس حزب الإصلاح يلتقي قائد قوات التحالف العربي .. تفاصيل الاجتماع منظمة دولية تتهم إسرائيل بممارسة جرائم حرب في اليمن وتوجه دعوة للمجتمع الدولي جامعة العلوم والتكنولوجيا بمأرب تقيم اليوم العلمي الأول لطب الأسنان بمأرب باحثة إسرائيلية متخصصة بالشأن اليمني تقول أن الحوثيين قد يُشعلون حربًا جديدة وتكشف عن صعوبة تواجه اسرائيل في اليمن الأمم المتحدة تطلق خطة استجابة لجمع 2.47 مليار دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية في اليمن حرصًا منها على مبدأ الشفافية.. وزارة الأوقاف اليمنية تعلن استرداد 15 مليون ريال سعودي تمهيداً لإعادتها إلى الحجاج السعودية تدخل عالم التصنيع المطور وتوقع اتفاقية تاريخية مع الصين
سئل الامام البخاري عن ماهية المنكر الذي يرد ذكره كثيرا في القرآن فقال: المنكر اثارة الشر على المسلم والكافر.
اثبتت الاحداث عبر التاريخ ان الاخلاق والسياسة ميدانان مختلفان كثيرا. ففي الاخلاق نتوقع بناء عالم يلهم فيه العقل كل الكائنات الانسانية لكن الواقع التجريبي يدل على ان البشر (العقلاء) من حيث المبدأ، يتصرفون في اغلب الاحيان باساليب لا عقلانية، ويقعون فريسة لمصالح واهواء متعددة .
في مجتمع عقلاني نتوقع ان يطبق توزيع عادل للمنافع وذلك يتم عبر المنافسة التي تحدد، في كل مجال، المرشحين الافضل تاهيلا. ولكن، وكما نعلم جيدا، ان هذه الالية، الية المنافسة، يتم تزويرها باستمرار. فكل مجموعة حاكمة تسعى جاهدة لتامين انتصارها الخاص لتستأثر مستعينة بالقوة الغاشمة، وهو ما يولد الشعوربالظلم لدى الجماعات الاخرى، وينتج خصومة عميقة. حتى كاد ان يصح القول بان الصراع لا يمكن تجنبه في كل مجتمع .
وفي سعي البشر لتحقيق العدالة والقضاء على اسباب الصراع الاجتماعية، عمل المجتمع المعاصر في العالم المتقدم على جعل القانون والقضاء المستقل مرجعا نهائيا لتحقيق العدالة وفرضها على المجتمع . ان الدولة العادلة في هذه الحالة تتجاوز الطابع الخاص للجماعة وتصبح تعبيرا عن الانسانية نفسها، حيث يكون القانون فيها عاما ويطبق على جميع المواطنين والمقيمين ولا يشكو من اي استثناء .
ان دولة القانون التي تمتلك احتكار العنف، وتضع هذا العنف تحت المراقبة الدقيقة للقانون، هي الامل الوحيد لكبح جماح التناقضات السياسية، والمشروعات الخاصة للافراد او المجموعات الجزئية في المجتمع .
في تاريخنا الاسلامي نجد امثلة على هذا الافتراق الكبير بين السياسة والاخلاق. فبعد ان تم الصلح بين الحسن بن علي بن ابي طالب وبين معاوية بن ابي سفيان في عام الجماعة، نص كتاب الصلح على تسليم ولاية المسلمين الى معاوية، واشترط الكتاب شروطا عامة للمسلمين وخاصة للحسن واهله وانصاره على معاوية. ولكن معاوية وقد اصبح خليفة منفردا بالسلطة نكث بالعهود. وقال المفيد وابو الفرج انه صلى بالناس الجمعة في النخيلة، وهي معسكر الكوفة، وخطب خطبة طويلة قال فيها : " اني والله ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا ولا لتحجوا ولا لتزكوا، انكم لتفعلون ذلك. ولكني قاتلتكم لأتأمَرعليكم، وقد اعطاني الله ذلك وانتم كارهون . ألا واني كنت منَيت الحسن واعطيته اشياء، وجميعها تحت قدمي لا أفي بشئ منها. "
واليوم وقد احتل الحوثي صنعاء بحجة اقامة العدل، والتخفيف على المواطنين، والحفاظ على اموال الدولة، التي هي اموال الشعب، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وحشد لذلك من حشد، وخطب واطنب، وحلف واقسم، ووقع على اتفاق السلم والشراكة الوطنية، بعد مقتل وجرح ما يزيد على السبعمائة انسان، فان اول عمل قام به بعد ذلك، هو التنصل من الملحق الامني في الاتفاق الذي ينص فيما ينص، على ارجاع اسلحة الدولة المنهوبة، وتمكين اجهزة الدولة من القيام بدورها كاملا، لتبسط سلطتها على كل اجزاء البلاد.
وبدلا من ذلك قام اتباعه بنهب ما يزيد على 100 دبابة من دبابات الدولة طبقا لاحصائيات وردت في وسائل الاعلام، ، والكثير الكثير من الآليات والاعتدة، وساقوها الى معسكراته ومعاقله، وحل اتباعه محل الدولة في كل شارع وسوق في العاصمة صنعاء، ونهبوا بعض المعسكرات والمنشآت بما في ذلك القيادة العامة للجيش، وامتدت الايدي الآثمة الى الأجهزة الاعلامية العامة والخاصة، والى منازل خصومه السياسيين (منزل وزير التربية والتعليم) ومؤسساتهم ونهبتها، ، منعوا وزيري الثقافة والشؤون الاجتماعية من الدخول الى وزاراتيهما...الخ. واذا بسليل الحسن اوالحسين، لا فرق، يتأسى بمعاوية بن ابي سفيان، ويضع الاتفاق، الذي لم يجف حبره بعد، تحت قدمية تماما كمعاوية. وهي بداية تشي بأن القادم أسوأ.
اني اتوقع انه لن تمر الا ايام او اسابيع قليلة، حتى تشرع السيارات المفخخه بالانفجارعند تجمعات الحوثيين، لتحصد اضافة اليهم، المواطنين الابرياء، فيرد الحوثيون بعنف، ويضيع الامن بين الارهاب والارهاب المضاد اكثر مما هو ضائع، وتلك عاقبة شعور الناس بالظلم .