آخر الاخبار

صحفيات بلا قيود: حرية الصحافة في اليمن تواجه تهديدا كبيرا.. وتوثق عن 75 انتهاكا ضد الصحفيين خلال 2024. مركز الإنذار المبكر يحذر المواطنين في تسع محافظات يمنية من الساعات القادمة بشكل عاجل أردوغان يكشف عن أرقام اقتصادية تذهل العالم بخصوص الصادرات التركية خلال 2024 لماذا اصدرت وزارة الداخلية اليمنية قرارا بمنع تشغيل المهاجرين الأفارقة في عدن؟ وزير الخارجية الأمريكى: فوجئنا بسرعة سقوط نظام الأسد وإيران في وضع لا يسمح لها بالشجار .. عاجل وزير الخارجية الألماني والفرنسي في غرف التعذيب بزنازين صيدنايا سيئ السمعة بسوريا وزيرة خارجية ألمانيا بعد لقائها أحمد الشرع: حان وقت مغادرة القواعد الروسية من سوريا وزير الخارجية الفرنسي من دمشق يدلي بتصريحات تغيظ إيران وحلفاء امريكا من الأكراد بعد تهرب الجميع.. اللواء سلطان العرادة ينقذ كهرباء عدن ويضخ الى شريينها كميات من النفط لتشغيلها هكذا سيتم إسقاط الحوثيين عسكريا في اليمن .. تقرير أمريكي يكشف عن ثلاث تطورات ستنهي سيطرتهم نهائيا ...كلها باتت جاهزة .. عاجل

الحراك..الحوثي..والقابلية للهدم
بقلم/ محمد سعيد الجبري
نشر منذ: 12 سنة و 10 أشهر و 9 أيام
الجمعة 24 فبراير-شباط 2012 01:44 م

قامت الثورة اليمنية قبل عام بفكر سابق وتخطيط ناهض، وتنظيم دقيق، وإخلاص فريد، فأبهرت وبزت وانتصرت، وحققت الكثير وأمامها الكثير بفضل الله سبحانه ثم بإخلاص القائمين بها وتضحياتهم وإيمانهم ووعيهم بأهدافهم، واجتماعهم على كلمة سواء، وكذلك يكون النصر في ركاب هؤلاء وأمثالهم: يقول عبدالله بن مسعود : «كنا رعاة غنم، وبفضل الإسلام صرنا رعاة أمم». نعم صار المسلمون رعاة أمم بعد أن كانوا همجاً جاهليين، مجموعة من الأعراب الجفاة الذين يقتلون ذريتهم خشية أن يطعموا معهم، ويأكل قويهم ضعيفهم، وكانوا كالقطيع تسوقه عصا الشرق والغرب إلى حيث تشاء، ولكنهم عندما جاءتهم رسالة الإسلام ملكوا الدنيا وعزوا وسادوا الأمم في عقد واحد من الزمان، ورحم الله عمر حين قال: «كنا أذلة فأعزنا الله بالإسلام، ومن ابتغى منا العزة بغيره أذله الله»، ونحن أمة الإسلام نحاول على النهج نسير وعلى الأثر نقتفي، ولكن زادنا قليل وجهدنا كليل، وعزمنا هزيل، نسأل الله أن يجبر كسرنا ويرحم ضعفنا، ويمدنا بعون منه، وخاصة بعد أن ابتلينا وابتلي العالم العربي والإسلامي على مدى أعوام عدة وأزمان طوال بأعداء عتاة، فكثر ذابحونا وتعدد طاعنونا من داخلنا وخارجنا، وكان من الفتك الداخلي أشد وقعاً علينا من فتك أعدائنا بنا؛ لأن القادم الغازي والمستعمر المحتل جاء إلى بلادنا، وفي يده صليب وفي ركابه مشروع فكري وثقافي يخالف عقائد الأمة ويضاد توجهها، وزاد على ذلك فور هجومه على بلادنا في موجته الاستعمارية الأولى أن قام بتحويل المساجد إلى اصطبلات أو كنائس كما فعلت فرنسا في الجزائر وتونس والمغرب وغيرها. وكان هذا هدم حضاري مريع ومكشوف ومصادم للصغير والكبير، وعلى شتى النخب السياسية في هذا الوقت، وعلى عوام الناس من الفلاحين والحرفيين البسطاء، ولذلك حاربه الجميع وفشل في تحطيم حصوننا الفكرية والثقافية، وفي هدم مقومات الشخصية العربية والإسلامية، حيث كانت الحياة تتجدد في ينابيع ومقومات الأمة دائماً أبداً، وكانت الملاذ الذي حالت بيننا وبين السقوط الحضاري، وقد صرح بهذا الرئيس «ديجول»، رئيس فرنسا، في مذكراته، و«جلوب» باشا الإنجليزي في مذكراته وغيرهما، إذ قالوا: «إن الأمة الإسلامية كانت تملك دوماً ماء الحياة وهو الإسلام، والثقافة التي صاغها والتي حالت دون تذويب الشعوب المستعمرة في ثقافة الشعوب الغازية لها». ولهذا أدرك الاستعمار أن الدبابة وحدها لا تكفي في استئصال هذه الأمم؛ وبالتالي كان لابد من إدماجها في الثقافة الغازية، فأسسوا مدارس ومعاهد خاصة ولا يخفي علي احد فكثير من المعاهد الغربية في اليمن إمَّا جواسيس أو صُنَّاع لثقافتهم،ولهذا نرى أن أغلب الذين تصدوا للإسلام وسبوه وسبوا رسوله هم من المسلمين الذين احتضنتهم الحضارة الغربية، وهؤلاء الذين يُعرفون بـ«الليبراليين الجدد» والذين يقومون بممارسة أدوار معينة في تحريف الأمة عن مسارها، وتسهيل اندماجها الفكري في المنظومة الاستعمارية، كما يطالبون بوأد الثقافة العربية والإسلامية، وإحلال الثقافة «الفرانكفونية» و«الأنجلوسكسونية» محلها، والقضاء على التعليم والمعاهد الأصلية التي تخرج العظماء والقادة الكبار، وواكب هذا الغثاء الدخيل عصر السلطات الهزيلة والدكتاتوريات الخائنة العميلة التي تقود بأفعالها إلى عودة الاستعمار إلى منطقتنا من جديد، نجحت الثورة في «الساحات» ونجاح أول هدف من إهدافها ولا يوجد طريق ثالث، فقط طريقان: أن ينجح بناة الوطن، أو أن يسود «ملوك الطوائف» والهرج والمرج. وطبعاً سيكتب ويتحدث أبواق هذا التيار المعادي بعد قليل عن ضرورة فعل كذا وكذا، وعمل كذا وكذا، حتى لا تكون البلاد على حافة الهاوية، لا إنتاج ولا استقرار، ويستعد بعض الدخلاء ليكونوا «ملوك الطوائف» الجدد الذين أتقنوا بإحكام وبدقة فعل «الديّوث» (والديوث هو السمسار الذي يتاجر بالأعراض)، فهم نجحوا في جلب المستعمر إلى بلادنا، وأجازوا له أن يمارس الفاحشة السياسية والثقافية والاقتصادية والأمنية مع بلادنا العربية والإسلامية، وهم عاجزون عن تقديم أي مشروع ثقافي وفكري ينهض بهذه الأمة، بل هم في الوقت الذي يتبجحون به بالمشروع «الديمقراطي» يقبضون أموالاً بالجملة من أعتى الدول الملكية والدكتاتورية، وهم بعد أن كشفوا عن حلفهم المقدّس مع أمريكا راحوا يتحالفون مع الكيان الصهيوني، وهم بهذا سيتحالفون مع أعتى أعداء العالم العربي والإسلامي وهما أمريكا والكيان الصهيوني، اللذان هما كطرفي المقّص؛ ظاهرهما مختلف وباطنهما متفق على تمزيق العرب والمسلمين، ونكون بهذا قد هدمنا أنفسنا، أو استطاع الأعداء هدمنا، ووقعنا في براثن التخلف لا قدر الله، نسأل الله العون والسداد والرشاد.. آمين.