مليشيات الحوثي تختطف مواطناً من جنوب اليمن للضغط على شقيقه عاجل .. دعم سعودي لحكومة بن مبارك ووديعة بنكية جديدة كأس الخليج: تأهل عمان والكويت ومغادرة الإمارات وقطر دراسة حديثة تكشف لماذا تهاجم الإنفلونزا الرجال وتكون أقل حدة نحو النساء؟ تعرف على أبرز ثلاث مواجهات نارية في كرة القدم تختتم عام 2024 محمد صلاح يتصدر ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي .. قائمة بأشهر هدافي الدوري الإنجليزي مقتل إعلامية لبنانية شهيرة قبيل طلاقها قرار بإقالة قائد المنطقة العسكرية الأولى بحضرموت.. من هو القائد الجديد؟ دولة عربية يختفي الدولار من أسواقها السوداء تركيا تكشف عن العدد المهول للطلاب السوريين الذين تخرجوا من الجامعات التركية
ستسجل مأرب في التاريخ كمدينة ستالينغراد الروسية، التي كانت نقطة التحول المحورية نحو هزيمة النازية في الحرب العالمية الثانية، إذ مثل صمودها لعامين في مواجهة جحافل الكهنوت العنصرية الحوثية والاحتلال الإيراني الهمجي نقطة تحول مفصلية في مسار الحرب والانتصار لكرامة ومستقبل اليمنيين..
وستسجل قوات الجيش والمقاومة والقبائل التي دافعت عنها على مدى عامين كاملين بلا توقف منذ بداية 2020 وحتى نهاية 2021 على جبهات تمتد لأكثر من 400 كيلومتر بامكانيات محدودة كأعظم وأجسر جيش عرف في حروب القرن. واجهت المحافظة وتلك القوات شحيحة المرتبات، محدودة التسليح على مدى عامين أعنف وأقسى وأشد الهجمات المطردة بلا تهدئة، حتى كان الوصف السائد في الأخبار يومياً أن "الهجوم هو الأعنف"، و"معارك غير مسبوقة".
واجهت مأرب منفردة وقواتها تلك الحشود المجهزة الموجهة إيرانياً، بينما كانت جميع جبهات وقوات البلاد تنعم بالبيات، إلا من "هزات" ومناوشات غالباً ما يقررها الحوثي للتأكد من خنوع ما وراء ظهره دون مأرب.
كذلك أقر التحالف مؤخراً أنه منح الميليشيا الارهابية هدنة مفتوحة في صنعاء وبقية المحافظات الخاضعة لسيطرتها، على أمل أن يكون ذلك عربون سلام، وكان تدخله محصوراً تقريباً في دعم واسناد جبهات مأرب.
قاومت مأرب وحيدة؛ في ظل تفرغ وتركيز قوة الاحتلال الإيراني وترسانتها العسكرية المهولة ودعمها اللوجيستي عبر مرتزقتها في المنطقة على معركة "تمر مأرب" كناية عن نفط وحضارة وكرامة مأرب. إنها عظمة وشجاعة وبسالة تلك القوات التي تنتمي لليمن جنوبه وشماله، مدنه وريفه وقبائله وقراه من مختلف المحافظات.. هو اليمني الحافي النزيه والشيخ الكبير في أرقى وأعز وأسمى صور العظمة والانسانية والتضحية في مواجهة الفاشية العنصرية الإيرانية..
خسرنا الآلاف من أشرف وأعظم اليمنيين شهداء وجرحى، وبينهم مهنيون ومتخصصون وطلبة جامعات وعمال ومزارعون كانت البلاد في أمس الحاجة لهم ولجهدهم في التنمية والحضارة، لكن الاحتلال الإيراني ومرتزقته أرادوها معركة استعباد، فكانت الروح القدس فداءً للحرية والكرامة والوطن والانسانية.
ولعل من قصر النظر في مقام الانتصار اليوم، أن ياتي من يغمز ويتحدث عن تباطؤ خطوات وتقدم قوات الجيش الوطني في مأرب في التقدم مقارنة بأبطال قوات العمالقة الوطنية العظيمة، الذين جاؤوا على أرضية صلبة من الصمود والثبات مقابل الاستنزاف والانهاك لعدو مندفع منذ عامين بكل طاقته دونما فرامل.. ذلك الجيش الذي لم يعرف أسبوعاً من الراحة على امتداد الجبهات منذ عامين، وهذا ما يجهله أو يتغاضى عنه البعض في غرف مكيفة مطلقاً الأحكام عما ينبغي وما لا ينبغي، دونما إدراك أو وعي بحقيقة المعركة وظروفها..
ليس الموضوع هنا للمناكفة أو المزايدة فلقوات العمالقة وكل فرد شارك في هذه المعركة جميل في ضمير كل يمني، لكن قوات تصدت ببسالة منفردة لجحافل الغزو البربرية التي قادتها إيران على مأرب، واستنزفتها وانهكتها هي بكل تأكيد أبرز الأسباب التي ساعدت غيرها من القوات في تحقيق انتصارات اليوم.. لكن صمود مأرب وافشالها مخططات الحرس الثوري الإيراني ومرتزقته في المنطقة لمدة عامين كاملين، مع فارق التسليح والقوة والأنساق مثل نقطة التحول الكبرى الحقيقية في مسار المعركة التي تجري اليوم، والتي ان تم الاستمرار فيها ودعمها فستمثل النهاية الفعلية للمشروع العنصري الإيراني الحوثي في اليمن..
صمدت ستالينغراد الروسية في وجه الغزو النازي الألماني لمدة 6 أشهر منذ أغسطس 1942 في إحدى أعنف معارك الحرب العالمية الثانية واكثرها دموية، لكنها كانت المعركة الفاصلة التي انتصر فيها أصحاب الأرض بصمودهم ولم تعرف بعدها قوات هتلر النازية سوى الهزيمة في كل المعارك التالية، لتؤذن ستالينغراد بإنهاء الحرب العالمية الثانية وأفول المشروع النازي إلى الأبد. وها إن مأرب بكل قواتها الوطنية، من جيش وقبائل ومقاومة، تفعل ما فعلته ستالينغراد مع مدة تزيد بثلاثة أضعاف، ومع كثير من العوامل الأخرى المحبطة..
صمدت في وجه الغزو الإيراني بجيش وليد عمره بضع سنوات، عديم الرواتب، محدود التسليح والامكانيات. صمدت مأرب وانهكت الاندفاعة الحوثية الإيرانية في ذروة قوتها وغطرستها، وخلقت الأساس القوي لتهاوي دفاعاتها وهزيمتها، وسيكون من شأن استمرار الهجوم المنسق بذات الوتيرة القائمة بقيادة ألوية العمالقة أن يسقط مديريات باكملها فمحافظات في زمن قياسي.
لمأرب الأرض والإنسان دين في رقبة كل يمني، في محافظات خاضعة للإرهاب الحوثي أو أخرى لا تخضع له، أن دافعت عن كرامته ووطنه ومستقبل أبنائه بصمودها العظيم في وجه الغزو البربري العنصري الإيراني.
دين لن نستطيع الوفاء به، إذ هو الدم والروح التي بذلت لخيرة رجال اليمن دفاعا عن الحياة والانسانية والكرامة. وعسى يكون الإخلاص لتراب الوطن والانتصار لمشروع الدولة والمواطنة والقانون ورفض العنصرية هو خير وفاء لدماء الشهداء ولأرض الحضارة والتاريخ ضمانا لإنهاء حكم العنصرية إلى الأبد.