آخر الاخبار

مجلس شباب الثورة: 11 فبراير لم يكن مشروعا عائليا ولا مناطقيا بل مشروع وطني مستمر والاستبداد إلى زوال مهما طال أمده عاجل : المملكة الأردنية تلغي اتفاقية وقعتها مع المليشيات الحوثية بعد اكتشاف انتحال قيادي حوثي هوية الشرعية حفل تكريمي ل 800 طفل وطفلة من المشاركين في مشروع النور المبين للحافظ الصغير على المسرح السبئي بمحافظةمأرب الجيش الوطني يفشل كافة عمليات التسلل الحوثية بمحافظة مأرب ويكبدها خسائر في القوة والعتاد. مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية يدشن موقعه الإلكتروني الجديد طهران تخشى الضغوط القصوى لترامب وتعلن استعدادها للتفاوض مع واشنطن بشرط واحد الموقف السعودي الرافض لتهجير الفلسطينيين وأثره على التطبيع الدولار يقترب من 2300.. آخر تحديث بأسعار الصرف مساء اليوم وزير الاوقاف بمكة المكرمة يكرم المشاركين في المسابقة القرانية للعسكريين بالسعودية حزب الإصلاح: ''ثورة 11 فبراير نجحت في تحقيق انتقال سلس للسلطة وما حدث بعدها انقلاب''

هل أعتذر لابني ؟
بقلم/ متابعات
نشر منذ: 15 سنة و 6 أشهر و يومين
السبت 08 أغسطس-آب 2009 05:15 م

أثناء تقديمي لإحدى الدورات الخاصة بالرجال

لاحظت رجلاً قد تغيروجهه ، ونزلت دمعة من عينه على خده

وكنت وقتها أتحدث عن إحدى مهارات التعامل مع الأبناء

وكيفية استيعابهم

وخلال فترة الراحة جاءني هذا الرجل وحدثني على انفراد

 قائلاً : هل تعلم لماذا تأثرت بموضوع الدورة ودمعت عيناي؟

قلت له : لا والله ! فقال : إن لي ابنا عمره سبعة عشر سنة

: وقد هجرته منذ خمس سنوات لأنه

لا يسمع كلامي -

ويخرج مع صحبة سيئة -

ويدخن السجائر -

 وأخلاقه فاسدة -

 كما أنه لايصلي -

ولا يحترم أمه -

فقاطعته ومنعت عنه المصروف

وبنيت له غرفة خاصة على السطح

ولكنه لم يرتدع ، ولا أعرف ماذا أعمل

ولكن كلامك عن الحوار

وأنه حل سحري لعلاج المشاكل أثر بي

فماذا تنصحني ؟

هل أستمر بالمقاطعة , أم أعيد العلاقة ؟

وإذا قلت لي ارجع إليه فكيف السبيل ؟

قلت له : عليك أن تعيد العلاقة اليوم قبل الغد

 وإن ماعمله ابنك خطأ

ولكن مقاطعتك له خمس سنوات خطأ أيضاً

 أخبره بأن مقاطعتك له كانت خطأ

وعليه أن يكون ابناً باراً بوالديه

ومستقيما ًفي سلوكه

فرد على الرجل قائلاً : أنا أبوه أعتذر منه ؟

نحن لم نتربى على أن يعتذر الأب من ابنه

قلت : يا أخي الخطأ لا يعرف كبيراً ولا صغيراً

وإنما على المخطئ أن يعتذر

 فلم يعجبه كلامي

وتابعنا الدورة وانتهى اليوم الأول

وفي اليوم الثاني للدورة جاءني الرجل مبتسماً فرحاً

ففرحت لفرحه ، وقلت له : ما الخبر؟

قال : طرقت على ابني الباب في العاشرة ليلاً

: وعندما فتح الباب قلت له 

يا ابني إني أعتذر من مقاطعتك لمدة خمس سنوات

 فلم يصدق ابني ما قلت ورمى برأسه على صدري

وظل يبكي فبكيت معه

 ثم قال : يا أبي أخبرني ماذا تريدني أن أفعل

فإني لن أعصيك أبداً 

وكان خبراً مفرحاً لكل من حضر الدورة

نعم إن الخطأ لايعرف كبيراً ولا صغيراً

 إن الأب إذا أخطأ في حق أبنائه ثم اعتذر منهم

 فإنه بذلك يعلمهم الاعتذار عند الخطأ

وإذا لم يعتذر فإنه يربي فيهم التكبر والتعالي من حيث لا يشعر

 هذا ما كنت أقوله في أحد المجالس في مدينة بوسطن بأمريكا

وكان بالمجلس أحد الأصدقاء الأحباء

 فحكى لي تعليقاً على ما ذكرت قصة حصلت بينه وبين أحد أبنائه

عندما كان يلعب معه بكتاب من بلاستيك

 فوقع الكتاب خطأ على وجه الطفل وجرحه جرحا ًبسيطاً

 فقام واحتضن ابنه واعتذر منه أكثر من مرة

حتى شعر أن ابنه سعد باعتذاره هذا

فلما ذهب به إلى غرفة الطوارئ في المستشفى لعلاجه

وكان كل من يقوم بعلاجه يسأله كيف حصل لك هذا الجرح ؟

يقول : كنت ألعب مع شخص بالكتاب فجرحني

ولم يذكر أن أباه هو الذي سبب له الجرح

: ثم قال معلقاً

أعتقد أن سبب عدم ذكري لأنني اعتذرت منه

 

وحدثني صديق آخرعزيز علي وهو دكتوربالتربية

بأنه فقد أعصابه مرة مع أحد أبنائه وشتمه واستهزأ به

ثم اعتذر منه فعادت العلاقة أحسن مما كانت عليه

 في أقل من ساعة 

فالاعتراف بالخطأ والاعتذارلا يعرف صغيراً أو كبيراً

 أو يفرق بين أب وابن

 

أ. جاسم المطوع *