عدن تشتعل غضبا احتجاجات ليلية وقطع طرق بسبب إنهيار كلي للكهرباء لأول مرة في تاريخ المدينة تقرير صحفيات بلاقيود يوثق الانتهاكات الإسرائيلية ضد النساء والفتيات في قطاع غزة ويكشف عن مقتل أكثر من 15000 أنثى صحيفة أمريكية: الحوثيون نفذوا سياسة العنف الجنسي والقمع ضد النساء الناشطات سياسياً والمهنيات سلطنة عُمان تعلن موقفها من خطة.ترامب لتهجير الفلسطينيين الحوثيون يعتقلون تعسفيا أحد أعضاء نقابة المحامين اليمنيين المليشيات الحوثية تفرج عن الإعلامية اليمنية سحر الخولاني صراع النفوذ الحوثي في إب إشتباكات دامية على قطعة أرض تقتل شابا وتصيب أخرين بجروح خطيرة اتحاد الشرطة الرياضي ينظم ماراثون اختراق الضاحية في اربعينية الفقيد العقيد بدر صالح الجيش الوطني ينجح في كسر هجوم حوثي عنيف جنوب اليمن الموظفون النازحون يتظاهرون غداً الخميس بالعاصمة عدن للمطالبة بصرف مرتبات 7 أشهر متأخرة
إن أخطر داء قد يصيب المجتمعات ويؤدي إلى تفككها، هو ذاك الداء الناجم عن الكراهية والحقد والفرقة ، إنه الداء العضال، الذي يجعل المجتمع متخلخلاً، ضعيفاً ،لا يستطيع أن ينهض أو يتطور، ما أن ينحو باتجاه النهضة، حتى تتجاذبه أعراض ذلك المرض، ويعود من جديد.
وإننا وفي الوقت الراهن بالذات، محتاجون للملمة الصف، وجمع الكلمة، والقبول بالآخر، واحترام الرأي المخالف، في ظل احترام لثوابت المجتمع وعقائده، خاصة ونحن يجمعنا قالب واحد، هو قالب الإسلام، ولسنا من أديان مختلفة ..
إن الأيمان بوجود الآخر، والاحترام لأفكار ورؤى الآخر، مهما كان، واجب يحتمه علينا ظرفنا الراهن، بل ومقومات المجتمع الناجح، أيضاً تستدعي ذلك.
وللأسف الشديد! الكثير منا يجعل من الخلاف البسيط ،والتباين في وجهات النظر، سبب للفرقة والقطيعة، وقيام إثر ذلك حرب داحس والغبراء، وحرب باردة كحرب السوفيت والأمريكان .. وتناسوا هولاء الأخوة أنهم في سفينة واحدة، فأي عبث بمحتوياتها أو بمحركاتها سيؤدي إلى الغرق بنا جميعا...... فالخلاف مهما كان حجمه لا يجب أن يؤدي إلى الفرقة والحقد والبغضاء.
والمصيبة أحيانا أننا لا نريد أن نفهم بعضنا، أو نتفهم ظروف بعضنا لنعذرهم في بعض ما ذهبوا إليه، فنستند إلى ثقافة قالوا وسمعنا و..و، دونما تثبت وتبين لما قال الآخر، وهل هو فعلا من قاله، أم هناك شخصاً ما أراد الوقيعة بيننا....
وهناك الكثير لا هم لهم إلا الاصطياد كما يقال في الماء العكر، بل نسميه احتطاب الليل، فمن يحتطب في الليل، قد يحمل الجيد والرديء ويمكن يحمل مع الحطب الحشرات والثعابين، وقد يكون هناك جهة ما مغرضة، هي من تضع القش وأعواد الحطب هنا وهناك، ثم يأتي المستعجلون والمتهورون، ويلتقطون تلك الأعواد ويجمعونها، ثم ما أن تلبث أن تصبح نار مشتعلة، تحرقنا جميعا، حينها تستضيء تلك الجهة بنورها وتزيدها إشعالا... أظن المعنى واضح ..
ودورنا كشباب كبير، ومسئولية ملقاة على عواتقنا جميعاً، في إطفاء مثل هذه الحرائق إن وجدت، أو رمي أعودها إلى سلة المهملات قبل الاشتعال.....
إن وأد ثقافة الكراهية من مجتمعنا مسئوليتنا جميعاً، كشباب ونخب مثقفة وعامة
، نحن بحاجة إلى احترام الآخر وجوداً ورأياً ومشاعر، في حدود لا تتصادم مع معتقداتنا، وعادتنا كمجتمع مسلم ، حتى يتسنى للجميع صياغة العلاقة بين الذات والآخر، وبين مكونات المجتمع وتعبيرات الوطن المتعددة ...
إننا اليوم وفي ظل الأوضاع التي نعيشها، يتحتم علينا أن نجتمع على نقاط اتفاقنا، ومسلمات الوطنية، التي يجب على أياً منا أن يؤمن بها، وندع نقاط الخلاف جانباً، بل نجعل منها تنوعا سياسياً ومنافسةًً لخدمة وطننا، والابتعاد عن مصالح ضيقة، حزبية، أو شخصية، أو فئوية، أو جهوية، أو غيرها ، نحن بحاجة إلى رفع راية الوطن أولا...
نحن اليوم بحاجة إلى الحوار، والجلوس على طاولة واحدة، لنطرح رؤانا وأفكارنا، فيما نخدم به وطننا، ونتحاور في ذلك، وليقنع كلا منا الآخر، إن كانت رؤيته هي الأصوب، لكن بشرط التجرد من الأنا ونحن والذات، وتحت راية حب الوطن والمجتمع، وإيمان بقبول الحق، وإن كان لا يوافق هوانا...
إن الظروف الحساسة التي نعيشها، تتطلب منا جميعاً الانعتاق من أسر التعصب والأنانية القاتلة، وذلك حتى نتمكن من مجابهة هذه الظروف والتحديات التي تستهدفنا جميعاً أرضاً وإنسانا.
نحن بحاجة إلى تكاتف كل الجهود، وتجييش كل الطاقات، والإمكانات، من أجل النهوض ببلدنا ولذلك لابد من الخروج من إبرة التعصب الأعمى، إلى رحاب التواصل والحوار، ومن ضيق التطرف والغلو، إلى سعة الرفق والتيسير، ومن دائرة الجمود المميتة، إلى فضاء التجديد والاجتهاد والكدح المتواصل من أجل الحق والحقيقة..
يجدر بنا القول أن التّسامح فضيلة رائعة، حرياً بكل صاحب فكر إلى تبنيها، وتبني نبذ التّطرف والغلو في الأفكار والمعتقدات .
وأخيرا علينا جميعا أن نسعى لأن يسود مجتمعنا جو من التسامح، والسلام والتعاون، والتكافل، مهما اختلفت أفكار ومعتقدات أبنائه .
Ssm535@gmail.com