آخر الاخبار

دور الإعلام في تعزيز الوعي الوطني ودعم مسار استعادة الدولة.. ندوة نقاشية بمحافظة مأرب حيث الانسان يعيد البسمة للأطفال الملتحقين بمركز يؤهل ذوي الاحتياجات الخاصة بمدينة تريم بحضرموت.. تفاصيل الحكاية رمضان في مناطق الحوثي .. من أجواء روحانية إلى موسم للقمع الطائفي والتلقين السياسي.. شوارع تعج بالمتسولين وأزقة تمتلئ بالجواسيس العميد طارق : ما حدث في سوريا لن يكون بعيدًا عن اليمن وادعاء الحوثيين التصنيع الحربي مجرد وهم وكل أسلحتهم تأتي من إيران اللجنة العليا للحج تؤكد على استكمال إجراءات السداد وتحويل المبالغ لضمان جاهزية الموسم مقاومة قبيلة أرحب تدعو المجلس الرئاسي إلى اتخاذ قرار الحسم وتمويل معركة الخلاص وتعلن.جاهزيتها العالية لرفد الجبهات بكافة سبل الدعم وول ستريت جورنال تسخر من تعامل الرئيس الأمريكي السابق مع الحوثيين وتورد بعض أخطائه حنين اليمنيين يتجدد كل رمضان للراحل يحيى علاو وبرنامج ''فرسان الميدان'' عاجل: الدفاع الأمريكية تعلن مقتل عشرات القادة الحوثيين بينهم عسكريين وتكشف حصيلة ''الموجة الأولى'' من ضرباتها وعدد الأهداف التي قصفتها الرئيس اليمني يدعو المجتمع الدولي لمعاقبة الحوثيين كما فعلت أمريكا ويتحدث عن السبيل الوحيد لإنهاء التهديدات الإرهـ.ابية

‏الاشتراكي.. انتقالي في عدن وشرعي بالرياض وحوثي في صنعاء
بقلم/ إبراهيم عبدالقادر
نشر منذ: 5 سنوات و 6 أشهر و 28 يوماً
الأحد 18 أغسطس-آب 2019 09:49 م
 

‏في البدء، هذا رأي أو تحليل وليس له أي علاقة بأي حقد أو كراهية، كما أنه ليس انحيازا لأي ايديولوجيا ضد ايديولوجيا أخرى، إنما هو محاولة للفهم والتحليل لواقع حزب له باع كبير في السياسة والحقل الوطني، سواء اتفقنا او اختلفنا معه، يبقى رافعة وطنية من المهم أن تتعافى وتتخلص من كل الأحقاد الماضوية، ويعيش واقع شعبه ويسمّي الأمور بمسيانها بعيدا عن الانتهازية والمكايدة السياسية، هذا ما نحتاجه، تفعيل أدوات السياسة بشكل سليم وبما يخدم القضية الوطنية.

‏من الواضح أن الحرب أوجدت واقع سياسي مغاير، سقط فيه مفهوم العمل السياسي والحزبي، وتغيرت فيه خارطة التحالفات السياسية والحزبية، ومعها تغيرت خطوط النشاط وقنوات التواصل والمواقف، واللافت أن الحزب الاشتراكي هو أهم حزب كان عرضة لكل هذه الرياح المتلاطمة، ومعها اعتمد على التنظير السياسي والشعارات العاطفية في عمله وبياناته، وتخلى عن الواقعية في التعامل، ورأيناه يشذ عن العمل الجماعي والتحالفات الوطنية، فهو يواكب كل الأحداث وله موقف من كل شيء لكنه لا يعرف ماذا يريد، فهو مع الحكومة لكن أدواته وبياناته وقياداته ضدها، يرى في الحوثي قوة صاعدة لكنه يعيب عليه التفرد بالحكم فقط، وكذلك هو موقفه الرمادي المتذبذب في الجنوب!

‏على مستوى الجنوب، حدثت تطورات متسارعة وساخنة، منذ بداية الحرب، ولا يزال ساحة للتطورات والمتغيرات، ومن رحم هذه المتغيرات دفعت الامارات بما يسمى بـ "المجلس الانتقالي الجنوبي"، وفرضته لقيادة المشهد الجنوبي، والتحكم بمساراته بقوة السلاح وليس السياسة، كونه الممثل الأول والأخير للجنوب ويريد صياغة واقع سياسي جديد، هو بدايته والنهاية، لا شريك له ولا مثيل!

‏أين "الحزب الاشتراكي اليمني" اليوم من الساحة الجنوبية الذي كان هو حاكمها الأوحد؟، الحزب الذي يفترض أن يكون هو في واجهة هذه الأحداث وهذا الواقع الذي يتشكل، ولكنه غاب عن المشهد، وهو ما جعل الناس تتساءل: هل الحزب الاشتراكي ترك زمام الأمور لصياد آخر وبقى هو في الظل، أم أنه يلعب على أوراق جديدة، وأن ما يجري من تشكيل جديد يتم بالتنسيق معه أو على الأقل بعلمه ورضاه؟

‏الحزب الاشتراكي ليس مؤيداً لفكرة مجلس الإمارات الانتقالي وحسب، بل هو جزء مؤثر فيه، قيادات من الصف الأول للحزب تتصدر واجهة المجلس، ولم يتخذ الحزب أي موقف أو قرار فصل بحق تلك القيادات لكي نقول أنه معارضا للمجلس الانتقالي، حتى لو خرج يلمح إلى أن تمثيل الجنوب يجب أن يشمل جميع المكونات السياسية الجنوبية، وليس للانتقالي الحق في الانفراد بالقرار والانفراد بتمثيل الجنوب، كلها ذر للرماد على العيون ومحاولة للعب على عواطف الجماهير للقول أنه مختلف عن أدوات الإمارات ويسعى لشراكة والقبول بالآخر.

‏كل الأحداث تؤكد أن الإشتراكي منسقاً مع الانتقالي، وترك له الفرصة لقيادة المشهد، لأسباب كثيرة أبرزها متعلقة بالشرعية وبالعلاقة مع الرئيس هادي، الذي يخوض حربا مع الانتقالي، وأعلن أن تشكيل المجلس الانتقالي انقلاب على الدولة وعلى الشرعية الدستورية، وأن أبو ظبي وراء هذا التشكيل، الذي وصف نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية المهندس "أحمد الميسري" قوامه بـ 400 مدرعة إماراتية وعشرات المأجورين يعملون بالصرفة اليومية، لذلك اختار الحزب الصمت وعدم اظهار مواقفه كاملة وواضحة من هذا التمرد، الذي يرسم خطوطه قيادات اشتراكية وازنة!

‏الحزب الاشتراكي يساند ويدعو للانفصال، واعتبر في تشكيل الانتقالي فرصة سانحة لتحقيق مبتغاه، وعلى ضوء هذا أقر اعتماد الفيدرالية للحزب الاشتراكي من إقليميين، وعلى ضوئها تشكلت قيادة للهيئة الحزبية في الجنوب، واعتبرت أن تشكيل المجلس الانتقالي خطوة جيدة تسهم في تحقيق رؤيته لشكل الدولة من إقليمين تهيء له الجنوب على طبق من ذهب.

‏الاشتراكي يناور ولا يعرف ما يريد، فهو من يصيغ خطابات الانتقالي وينظم أعماله حزبيين وقيادات رفيعة في الحزب هي ضمن الانتقالي، وعدم اتخاذ الحزب أي قرارات تأديبية بحقهم، يؤكد أنه يناور في الجنوب بلافتات عديدة، من بينها الحراك والانتقالي والتمسك بالإقليمين في طريقه للانفصال وعودة اليمن لما قبل 90.

‏الاشتراكي انتقالي في عدن، بنفس الوقت قياداته تشارك في الدولة بمناصب رفيعة ووزارات مهمة، سفراء ووكلاء أيضا، وهو يحاول إمساك العصا من النصف حفاظا على بقاء الود، فهو مع الانقلاب لكنه مؤيد للشرعية، وحوثي سلالي في صنعاء، وتعامل مع الحوثية باعتبارها قوة صاعدة تحد من سيطرة من يحب وصفهم دائما بالنافذين والقوى التقليدية.

‏هذا الارتباك والتناقض الذي يعيشه الحزب الاشتراكي يختصر وضع النخبة السياسية المهترئة، التي لا تقيم وزنا للقضية الوطنية ولم تكن تستخدمها إلا شعارات وبرامج انتخابية، لكن واقعهم مثقل بالخسة والدناءة والمكيدة والمكر، وكأن اليمن ينقصه حوثي آخر في الجنوب، وكأن البلد في وضع صحي، لكن من الضروري والمهم والواجب أن يعرف شعبنا شركاء تدمير بلاده وتمزيق دولته، لكي لا يكون لهم في المستقبل مكانا ولا شرفا.