حماس تتوعد تل أبيب وتكشف عن ردة فعلها جراء أي تصعيد عسكري إسرائيلي
وزارة الأوقاف والإرشاد تتوعد بعقوبات صارمة ضد أي منشأة تقصر في خدمة المعتمرين
الرئيس الأمريكي دونالد ترمب: سأزور السعودية قريباً
الإدارة الأمريكية تتوعد الحوثيين ولندن تكشف عن خطة لمنع تهريب الأسلحة وحماية السواحل اليمنية ضمن شراكة دولية.. عاجل
أبرز ما جاء في بيان الجمهورية اليمنية أمام جلسة مجلس الأمن الدولي
أول تحرك اوربي جاد .. بريطانيا تدعو عبر مجلس الأمن يدعو لضمان حظر توريد الأسلحة إلى اليمن وتحديدا الأسلحة الإيرانية
التنقل دون قيود زمنية.. الإعلان رسميًا عن فتح طريق الحوبان- تعز على مدار 24 ساعة خلال شهر رمضان
140 مقطورة غاز وصلت عدن وتعز قادمة من مأرب مع زيادة في حصة المحافظتين
وزير الدفاع اليمني يشدد على ضرورة دعم القوات المسلحة ويؤكد جاهزيتها العالية لردع أي حماقة حوثية
العليمي يبحث مع رئاسة مجلس النواب عدد من الملفات في مقدمتها دفع الرواتب وتداعيات تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية
كان الإنسان في العقود القريبة يبحث عن عوامل البقاء والاستقرار ومن هذه العوامل الأمن والخدمات الضرورية لحياة الإنسان ويرحل إليها ويستقر حيثما وجدت تلك العوامل أو بعض منها كما كان يفعل ساكنو الريف حيث كانوا يرحلون إلي المدينة لأن فيها من تلك العوامل ما يغري الإنسان للسفر أو الهجرة إليها أما اليوم وخاصة في مدينة تعز فقد انقلبت هذه القاعدة كليا فبدلا من نزوح ساكني الريف إلى مدينة تعز أصبح ساكنو مدينة تعز يفكرون بالنزوح إلى الأرياف بحثا عن عوامل البقاء والاستقرار من الأمن والخدمات الضرورية لحياتهم اليومية فالأمن في مدينة تعز شبه مفقود إن لم يكن مفقودا بالمرة المسلحون يتمنطقون بأسلحتهم شوارع المدينة ليلى نهارا ويرعبون الناس في وضح النهار وأصبحت تتكون ما يسمى ( بالشلل ) بكسر الشين أي جماعات فأصبحت تسمع عن تبادل إطلاق النار هنا وإطلاق نار هناك ومطاردة هنا ومطاردة هناك وقتل فلان وجرح فلان من الناس الغلابة وكأننا نسمع عن أفلام هوليود أنتقل تطبيقها إلى هذه المدينة الحالمة بحيث أصبح الواحد من أبناء هذه المدينة ينتظر رصاصة طائشة من هنا أو رصاصة من هناك وفي أي وقت .
وكذلك ظاهرة نهب الأراضي والسطو عليها وإزهاق الأرواح فيها وعين عينك يا تاجر والأمن لا يتواجد إلا عندما يكن هناك جباية ضرائب أو زكاة أو واجبات أو تحصيل مالي وإذا ما اجتهد بعض مدراء الأمن وأفرادهم في إلقاء القبض على مطلوب هنا أو مطلوب هناك سرعان ما تتدخل الوساطة لإخراجه , وأصبحت تعز وكأنها إقطاعيات قطاع الشيخ فلان وقطاع الشيخ علان وهكذا دواليك وأنت يا مواطن ما عليك إلا أن تتحمل الرعب أو ترحل مما جعل هذا المواطن عاجزا عن فعل أي شيء سوى التفكير في الرحيل من هذه المدينة
ولأعجز من ذلك السلطات المحلية فعندما تسمع لبعض مسئولي السلطة المحلية وهم يشكون حالهم ويشكون الانفلات الأمني تصاب بالدهشة وبالحيرة أكثر هل وصلت مدينة تعز مدينة الثقافة والعلم والفكر إلى هذا المستوى من اللاوعي ومن اللاعقلانية ومن عجز مسئوليها في الحفاظ على طابعا المدني السلمي ؟ أم أريد لها هذا ؟ كي تصبح مشلولة وعاجزة عن التأثير في أي فعل سياسي قادم أو في صناعة أي تحول نحو الأفضل
أما الخدمات الضرورية لحياة الإنسان من مياه وكهرباء وصحة ومشاريع طرقات فهذه أصبحت شبه مغيبة إن لم تكن مغيبة بالمرة بقصد أو بدون قصد من قبل من غيبها , المياه لا يتحصل عليها أبناء هذه المدينة إلا على تمام الشهر إن لم يزد في أغلب الأحيان على ذلك بعشرة أيام
والكهرباء كثرة انقطاعاتها جعلت الناس يتذكرون الفوانيس بخير ويعودن إليها عدا في هذه الفترة الأخيرة من الأسبوعين الماضيين شعر الناس بتحسن ملموس نوع ما في الكهرباء وهنا يجب أن يوجه الشكر لوزير الكهرباء عن هذا التحسن لأنه وفى ببعض ما وعد به عند زيارته الأخيرة لمدينة تعز وهذا يحسب له فعلا إذا استمر الوضع علي هذا الحال ولم يتغير بعد الانتهاء من احتفالاتنا بالعيد الثاني والعشرين من مايو عيد الوحدة المباركة والذي سيقام في هذه المدينة الغراء
أما الطرقات فشوارع المدينة أغلبها إن لم يكن معظمها محفورة والأتربة تطغى عليها والمجاري طافحة في معظم شوارع المدنية ولا أدل على ذلك شارع وادي القاضي الذي أصبح فضيحة السلطة المحلية والمجالس المحلية ثلاث سنوات تزيد قليلا أو تنقص وهو على حاله وغيره من الشوارع كثر وبحيث نكون منصفين بدأت وتيرة العمل في إصلاح وترقيع الشوارع ترتفع في هذا الشهر شهر إبريل وذلك مع اقتراب أعياد الثاني والعشرين من مايو والتي ستقام كما أسلفنا في هذه المحافظة المنكوبة وبدأ الناس يتداولون أمنياتهم بأن تكون كل أعياد الثورة عندهم في تعز كي يحسوا بخدمات الدولة ويعزفوا عن فكرة النزوح والهجرة العكسية إلى الأرياف
هذا بعض ما في مدينة تعز فمتى سيتدارك العقلاء هذا التدهور الخطير وسيعيدون لهذه المدينة تألقها الحضاري وإشعاعها العلمي والفكري وسيعيدون لهذه المدينة بعضا من مكانتها في صناعة التأريخ السياسي الحديث وفي صناعة التحولات السياسية لليمن السعيد وفي صناعة النخب والوعي لدى الآخرين وكذلك في صناعة الحدث والفعل السياسي العام .