آخر الاخبار

رسائل دول الخليج من العاصمة دمشق لسوريا وللعرب وللمحور الإيراني المليشيا تجبر طلاب جامعة ذمار على إيقاف الدراسة للإلتحاق بدروات طائفية وعسكرية تشمل التدرب على الأسلحة المتوسطة والثقيلة تعرف على الأموال التي سيجنيها ريال مدريد في حال تتويجه بكأس العالم للأندية 2025؟ أول دولة أوروبية تعلن تقديمها الدعم المالي لسوريا توكل كرمان : الشرع يدير سوريا وفق الشرعية الثورية وتشكيل حكومة شاملة بُعَيْدَ سقوط نظام الأسد نكتة سخيفة خمسون قائداً عسكريًا سوريا ينالون أول ترقيات في الجيش السوري شملت وزير الدفاع.. مأرب برس يعيد نشر أسماء ورتب القيادات العسكرية 1200 شخصية تتحضر للاجتماع في دمشق لصناعة مستقبل سوريا .. تفاصيل عاجل الإنذار الأخير ... واتساب سيتوقف عن العمل على هذه الهواتف نهائياً أجهزة الأمن بمحافظة عدن تلقي القبض على عصابة تورطت بإختطاف النساء ...تفاصيل صحيفة هآرتس: الاتفاق السعودي الحوثي معضلة أمام إسرائيل في حربها ضد الحوثيين ... قراءة تل ابيب لمشهد الحسم العسكري المتأرجح

الحوثيون : حرب الريالات والهواتف النقالة
بقلم/ شاكر الجوهري
نشر منذ: 17 سنة و 5 أشهر و 30 يوماً
السبت 30 يونيو-حزيران 2007 10:35 م

تراجع قادة التمرد في بعض مديريات صعدة عن الإتفاق الذي توصلوا له مؤخرا مع الحكومة اليمنية بوساطة قطرية، فيما أسفرت زيارة ميدانية إلى مديريتي رازح وشذى عن تأكيد حقيقة سيطرة القوات الحكومية اليمنية الكاملة على مناطق القتال، وتوقفه في بقية المناطق.

الزيارة الميدانية تمت بترتيب من قبل وزارة الإعلام ومديرية التوجيه المعنوي في الجيش والقوات المسلحة اليمنية، وقد استمرت طوال يوم الأحد، وبعضا من ليلة اليوم التالي (الإثنين).

غير أنه قبل التوجه إلى مديرية رازم، اتصلت "الوطن السعودية" هاتفيا من صنعاء، مع صالح هبرة بني معاذ، في صعدة، الذي قدم نفسه باعتباره عضوا في الهيئة الإدارية لمنظمة الشباب المؤمن..التنظيم الذي يقوده الحوثيون، ويقوم بالتمرد في بعض جبال صعدة.

مع أن المعلومات الميدانية التي زودنا بها بني معاذ أثبتت الزيارة الميدانية عدم صحتها، إلا أنه يصعب تجاهل بقية ما ورد في الحوار مع الرجل، الذي قال إنه تحول من دور الوسيط الذي كان يقوم به، إلى الإنحياز للتمرد الحوثي، بعد أن شنت الحكومة وقواتها المسلحة هجوما واسعا عى المتمردين.

ما اذي قاله بني معاذ..؟

خطير جدا ما قاله الرجل في الإتصال الهاتفي..وهو يتلخص في أمرين اساين:

الأول: تراجع قادة التمرد عن الإتفاق الذي تم التوصل إليه مع الحكومة اليمنية من خلال الوساطة القطرية، ويقضي بتوجه قادة التمرد الأساسيين إلى دولة قطر، والبقاء فيها لبعض الوقت، بعد أن يتم وقف اطلاق النار، وتسليم الأسلحة المتوسطة التي في حوزة المتمردين، ونزولهم من الجبال وعودتهم إلى منازلهم.

يقول بني معاذ: يتم الأن مجددا بحث مسألة توجه قادة منظمة الشباب المؤمن إلى قطر، مع وفد قطري مفاوض برئاسة قائد لواء الحرس الأميري القطري، يرافقه وفد يمني يتشكل من رؤساء الكتل البرلمانية في مجلسي الشورى والنواب اليمنيين، وبعض الشخصيات اليمنية مثل القاضي أحمد محمد الشامي، الأمين العام لحزب الحق المحلول، وهو الحزب الذي انشق عنه الحوثيون لدى لجوئهم للتمرد، وصادق الأحمر، إبن الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، شيخ مشايخ قبائل حاشد، ورئيس مجلس النواب، الذي يواصل علاجه في السعودية من مرض عضال.

الإتفاق غير التطبيق..!

كيف يمكن اعادة التفاوض بعد التوصل إلى الإتفاق..؟

لا يشعر بني معاذ بأي حرج وهو يشرخ لك وجهة نظرة قائلا: الإتفاق شيئ، وتطبيقه على أرض الواقع شيئ آخر..ذلك أنه خاضع للتفاوض في المستقبل. ويضيف يجري الآن البحث مجددا في مسألة الذهاب إلى قطر..!

ويضيف إن الإخوة القطريين موجودون الأن في صعدة، يحاولون الإتصال مع قادة التمرد من خلال وسطاء، ويراقبون وقف اطلاق النار. وقد وصل الوفد القطري إلى صعدة يوم الإربعاء الماضي.

إلى ذلك، يقول بني معاذ إن قادة التمرد يريدون التمتع بالمزيد من حرية التعبير، وممارسة حقوقهم الثقافية..!

ما المعني بذلك..؟

لا يوضح الرجل مقصده، غير أن متابعة ملف التمرد لا تجعل المرء يطيل التفكير في المسألة..إنهم يريدون مواصلة التعبير عن رأيهم من خلال مواصلة ترديد الشعار الذي أشعل الفتنة: الله أكبر..الموت لأميركا..الموت لإسرائيل..اللعنة على اليهود..النصر للإسلام. وهو الشعار الذي يسعون من خلال ترافقه مع فرض سيطرتهم العسكرية على بعض المناطق، محاولة فرض سلطتهم على اليمن ككل، خاصة وأنهم يعتبرون الحكم في اليمن مغتصب، لوجوب أن يكون الحكم في أحد البطنين..الحسن أوالحسين إبنا الإمام علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه.

أما ممارسة حقوقهم الثقافية، فهذا يتم من وجهة نظر ممارساتهم من خلال الدعوة إلى تشييع الزيود، واعتبار أن الدولة التي يرئسها رئيس زيدي، دولة مضطهدة للزيود..!

الوضع العسكري، يقول بني معاذ إنه هادئ ومستقر منذ اليوم التالي للتوصل إلى الإتفاق من خلال الوساطة القطرية. وهذا يعني القبول بوقف اطلاق النار وحده من قبل الحوثيين، ورفض بقية بنود الإتفاق، والتراجع عنها..أي تحويل الإتفاق إلى هدنة تساعد المتمردين على البقاء في المناطق التي لم يطهرها الجيش اليمني بعد..!وأن تكون بؤرة جاهزة لتطوير التمرد لاحقا، بعد أن يستعيد المتمردون انفاسهم، ويتزودون بأسلحة اضافية.

المناطق التي يسيطرون عليها الآن هي، وفقا لبني معاذ: مديرية واحدة في محافظة الجوف، يقول إنه لا يذكر اسمها..!علما أن هذه أول مرة يدعي فيها المتمردون تواجدهم في هذه المحافظة. ومديريات رازح، قطابر، غمر، سحار..أي المديريات التي تجولنا فيها برفقة الجيش يوم الأحد، وفي اليوم التالي مباشرة لهذا الإتصال الهاتفي..!

ومع ذلك، يدعي بني معاذ أن المناطق الخاضعة لسيطرتهم واسعة جدا، دون ن يحدد مساحتها، رغم الطلب منه ذلك. ويقول في معرض تحدثه عن ميزان القوى الحالي بين الجانبين إن كل طرف يمسك بالمناطق التي يسيطر عليها سيطرة كاملة. ويصف الأسلحة التي في حوزة المتمردين بأنها اسلحة خفيفة ومتوسطة، مثل قاذفات الـ R.B.J . ويمتنع عن تحديد عدد القتلى، نافيا امتلاكه معلومات، لكنه بعود في الجملة التالية مباشرة للقول إنهم بالآلاف..!

حرب لا هدف

ما هو هدف التمرد..؟

هذه هي النقطة الوحيدة التي يتفق بها بني معاذ مع الرئيس علي عبد الله صالح. يقول "الحرب كما وصفها الأخ الرئيس علي عبد الله صالح هي حرب لذات الحرب..لا توجد مطالب أكثر من أن يعيشوا بسلام". ولا يتورع عن القول إن "الجهات الرسمية هي التي تتهمهم بالتمرد، فيما يقولون هم إنهم ليسوا بمتمردين".

وحين نسأله لم تهاجمهم الدولة إن لم يكونوا متمردين، لا يجد ما يقوله غير تكرار الدعاية التعبوية التي يرددونها "كانت بعض الأسباب البسيطة..يطالبون بحرية أكثر في التعبير، وحرية أكثر في ممارسة حقوقهم الثقافية".

على أرض الواقع وجدنا الوضع شديد الإختلاف..بل إن الطريق ذاته، وما تلاحظه عليه من احترازات أمنية، ينبؤك بأن الخطر قد يهددك في أية لحظة..فالمتمردون الحوثيون يتسللون إلى الطرق العامة مستخدمين اللباس العسكري اليمني الرسمي، ويرتكبون بعض الإعتداءات على الناس، كما قال لنا سائق الباص الذي أقلنا قي رحلة الـ 24 ساعة المتواصلة. ولذا، فقد تم تزويد الباصين اللذين أقلا الصحفيين، بحراسات مكثفة طوال الطريق، تشكلت من سيارات لاند روفر عسكرية، مزودة بأطقم مقاتلة، ورشاشت من عيار 500. لكن سيطرة الجيش الكاملة حالت دون التعرض لأي اعتداء..بل إن ما شاهدناه كان مشاريع بنية تحتية معظمها سبق تنفيذه، وبعضها الآخر قيد التنفيذ.

الكهرباء والماء باتت تصل إلى كل منزل ناء في جبال اليمن. وقد شاهدنا بأعيننا منازل معزولة مقامة على رؤس جبال شاهقة، منارة بالكهرباء. وشاهدنا أنابيب المياه تخترق الجبال، ليجد كل مواطن يمني شربة ماء نقية، أينما كان مسكنه.

شعارات على الصخور

ومقابل الخدمات التي تقدمها الدولة شاهدنا اشارات على وجود سابق للتمرد تمثل في الشعار الأشهر (الموت لأميركا الموت لإسرائيل..إلخ.) مخطوط على الصخر الذي يحف بالطرق من جانبيها. لكن رجال الجيش قاموا بشطب أغلب هذه الشعارات بعد أن مروا من هذه الطرق، وفرضوا سلطة الدولة حيث نجحوا في التقدم.

على مثلث خمر ـ حوث ـ حرض، كان لافتا الآية الكريمة التي تحذر المسلمين من اليهود والنصارى "لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والنصارى..إلخ."، وبعده بمسافة تجد ترحيبا بعيد ايراني لم يسبق أن احتفل به اليمنيون "أهلا بيوم الغدير". يجدر بالذكر أن المتمردين نجحوا في ارهاب وابعاد عدد من اليهود، بالعشرات، عن منازلهم في جبال صعدة إلى العاصمة صنعاء.

وبالطبع، فإن الصخور التي تحف بالطرق ملآنة كذلك بالشعارات التي تمجد الرئيس علي عبد الله صالح، وعموم الأحزاب اليمنية، دالة على أنها من شواهد الديمقراطية اليمنية، وبقايا المعركة الإنتخابية الرئاسية والبرلمانية التي شهدتها اليمن في أيلول/سبتمبر الماضي.

حوث، وهي البلدة التي يفترض أن الحوثيين ينتسبون إليها، بدت شديدة الهدوء، وهي التي لم يصلها التمرد قط. وعن بعد شاهدنا بناء كبيرا أبيض اللون يدلل منظره على أنه يعود لمنشأة حكومية حديثة.

قائد الجبهة الغربية

وقد اضطرتنا ضرورات الحذر من سلوك طريق التفافي قادنا إلى مديرية رازح، من الجهة الغربية، وعبر أحد مقرات قيادة الجبهة الغربية، حيث تناولنا طعام الغداء في ضيافة العميد الركن على عمر قائد هذه الجبهة، وبمشاركة جنوده.

وبسبب من عملية الإلتفاف هذه، فقد استغرقنا الذهاب إلى رازح منذ لحظة انطلاقنا من صنعاء ثماني ساعات، بزيادة ربما تصل إلى قرابة الثلاث ساعات، بما في ذلك فترة الغداء.

العميد قال لنا منذ البداية إن المتمردين الحوثيين لا عهد لهم ولا ميثاق..لقد نقضوا الكثير من العهود والمواثيق التي تم التوصل إليها. كما ابلغنا أن هناك قبائل موالية للدولة تقاتل المتمردين. وأشار إلى أنه في اليوم السابق لوصولنا، كانت قد دارت معركة قي منطقة ذويب بين مجاميع بقيادة الشيخ أحمد بن مسعود، ومجاميع أخرى بقيادة الشيخ حسين أحمد بني هشام، على خلفية تفجر لغم أودى بحياة الشيخ أحمد الهباش، ما أدى لحدوث معارك ثأرية. وقد أصيب في المعركة التي حدثت في ذويب طفلان، اصابة احدخما خطيرة.

وأشار العميد عمر إلى أن جبل قمامة أصبح بيد الجيش منذ خمسة عشر يوما، وذلك بمساعدة المواطنين. ونفى أن تكون قواته قامت بتمشيط منازل المواطنين بحثا عن السلاح..مؤكدا وقوف المواطنين مع الجيش والدولة.

ومبديا اعتقاده بأن قادة التمرد لا زالوا داخل اليمن، نفى العميد عمر أن تكون هناك اشتباكات بين المتمردين والجيش في الوقت الحاضر، مشيرا فقط إلى المناوشات والإشتباكات التي تحدث مع الأهالي والقبائل في منطقة الذويب.

افاعي تتلوى وسط الجبال

الطرق داخل وبين جبال مديرية رازح ظلت تتلوى بنا، كما الأفعى، إلى أن وصلنا إلى القلعة، وهو إسم حاضرة المديرية..التي تقع على ارتفاع أكثر من ثلاثة آلالف متر..أي أنها في مثل ارتفاع طائرة ركاب مسافرة.

في بداية الصعود إلى القلعة، وهو الصعود الذي استغرق منا قرابة الساعتين، كنا كلما انتهينا من صعود جبل، بان امامنا أكثر من جبل يتحتم علينا مواصلة صعودها..

في بداية الصعود الذي بدا لنا غير متناهي، كان في استقبالنا العقيد الركن حفظ الله السدومي، رئيس عمليات لواء المغاوير..اللواء الذي طّهر كامل المديرية من المتمردين..بدأ حديثه قائلا من هنا بدأت قوات العمالقة عملياتها الهجومية في الحادي والعشرين من نيسان/ابريل الماضي، حيث نجحت في البداية في السيطرة على جبل الحزة، وجبل القايد في مديرية شذى. وقبل تطهيرها، قال العقيد، كانت مجاميع من المتمردين موزعة إلى يسار المنطقة ويمينها، وكما في المركز الرئيس، وهو عقبة بسباس. وفي ذات اليوم تمت تصفية المتمردين في الجبلين والعقبة. وتواصلت بعدها العمليات القتالية، حيث حاول المتمردون استعادة مواقعهم من قوات العمالقة والأمن، دون جدوى..إذ شنوا هجوما قي الخامس والعشرين من ذات الشهر تكبدوا فيه خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، فضلا عن الجرحى..وتتالت العمليات بتاريخ الأول من آيار/مايو، حيث تمت تصفية العناصر الإرهابية في المركز الرئيس، مع النقطة التي اقاموها بهدف الفصل بين مديرتي رازح وشذى.

واضاف العقيد..كانوا يعتقدون أن هذه المنطقة لن تصل لها القوات المسلحة قبل سنوات، بسبب صعوبة الأرض، والإستعدادات المحكمة الي اقاموها من حفر للخنادق والمغر في جوف الجبال، واستخدامهم للإلغام، والشراك الخداعية، وحفر الطرق، وتخريبها. وأضاف هذه كانت المرحلة الأولى من مراحل تطهير مديرية رازح، وكذك مديرية غمر.

أنفاق قتالية

وأثناء تسلق الباصات للجبال، شاهدنا نفقا محفورا من بداية كوع جبلي، ويخرج من نهايته..بحيث يتم التسلل من البداية المخفية للنفق، الذي يبلغ طوله خمسة عشر مترا، وقطره ستين سنتيمترا، ليتم ضرب الآليات العسكرية المتقدمة صعودا، والإختفاء خلف الكوع الجبلي، دون أن تتمكن القوات المتقدمة من رصد وضرب المهاجمين.

لكن قوات العمالقة استخدمت تكتيكا غير متوقع من قبل المتمردين..فهي بدلا من أن تتقدم على الطريق المرصوف، حيث ركز المتمردون دفاعاتهم، عمدت إلى التقدم شبرا شبرا من خلال ثلاثة محاور جبلية وعرة، على الأقدام، إلى أن تم تجاوز النقاط الدفاعية للمتمردين، والإلتفاف عليها من الخلف، بحيث تم الهجوم الفعلي المفاجئ من الخلف، ومن أعلى إلى أسفل، في مكان مقابل لقرية الشرفة، بدلا من أن يتم من أسفل إلى أعلى. وفي الأساس، فإن قوات التمرد كانت قابلة للإنكماش والإنضغاط، دون أن تكون قابلة للتمدد، وذلك بسبب محدودية اعدادها، وتجهيزاتها. وبفضل كل ذلك، تمت السيطرة على المنطقة اعتبارا من التاسع من حزيران/يونيو الجاري، وحتى الآن..حيث لم يتم اطلاق طلقة واحدة من تاريخه.

وبسؤال العقيد السدومي قال إنه لم تكن توجد مقرات قيادة للمتمردين، باستثناء الخنادق والأنفاق التي حفروها..وكانوا يسعفون جرحاهم في منازل مهجورة متناثرة. وأكد أنه تمت تصفيتهم نهائيا في المكان بتاريخ الحادي والعشرين من آيار/مايو، رغم استخدامهم للمدنيين كدروع بشرية.

ومن التكتيكات التي استخدمها المتمردون، بعد أن فوجئوا بتقدم القوات المسلحة، تفجير العبارات بهدف عرقلة تقدم القوات والآليات، وتحويلها إلى صيد سهل لللقاذفات من طراز r.b.j . وقد شاهدنا أكثر من عبارة مفجرة ومدمرة، وبعضها قد أعيد ترميمها واصلاحها.

شهادات مواطنين

طفل صغير جاء راكضا إلى حيث العقيد في أحد المواقع، وهو يشرح سير العمليات العسكرية للصحفيين، فكان أن سأله أحد الزملاء رأيه فيما جرى، وهو في الثانية عشرة من عمره، فأجاب الطفل لقد أذونا، واغلقوا مدارسنا، أما الجيش فقد أحضر لنا الكهرباء والماء.

المواطن ضيف سلمان شعب، وهو أمين عام مديرية رازح، اشار إلى موقع مجمع الدوائر الرسمية في القلعة حاضرة المديرية الذي فجره المتمردون قبل أن يتم افتتاحه. وشرح لنا العقيد السدومي كيف قام المتمردون بإحداث حفر ملاصقة لأساسات المبنى بواسطة كمبراسورات، لتوضع فيها المتفجرات، كي تتمكن من إحداث أكبر قدر ممكن من الدمار في المبنى..كما شاهدنا بقايا مركز الشرطة المجاور، والذي قاموا بحرقه قبل انسحابهم.

وقال شعب إن المواطنين كانوا قد تعاطفوا مع المتمردين في البداية بسبب اعتقادهم أن الدولة قد اعتدت عليهم، كما زعموا..لكنهم سرعان ما اكتشفوا حقيقتهم، وهم الذين جاؤا إلى رازح من المديريات المجاورة وبواقع عشرة، وعشرين مسلحا من كل مديرية. وقال إن اعلام التمرد كان يعتمد على نشر الإشاعات التي تدعي احتلالهم للمديرية الفلانية والقرية العلانية، وتدميرهم مقرات حكومية، وما إلى ذلك. كما كانوا يعملون على كسب تأييد السكان باسم المذهب الزيدي، بقولهم وادعائهم أن الحرب الدائرة هي بين الدولة والزيدية. لكنه أكد أن الزيدية براء منهم ومن افعالهم.

الريال السعودي عملة التداول

وكشف شعب عن ظاهرة قال إنها ترافقت مع عناصر التمرد تمثلت في عدم رؤية الريال اليمني معهم، وإنما الريالات السعودية فقط..ما يعني أن الأموال تأتيهم من رجال دين سعوديون شيعة، اضافة إلى الدعم الذي يأتيهم من ايران. واضاف إنهم كانوا يستخدمون هواتف نقالة تعمل على الشبكات السعودية.

وأكد شعب أنهم حين لم ينجحوا في استمالة المواطنين، عمدوا إلى ايذائهم. وقال إنهم كانوا يتهمون المواطنين بأنم عملاء لأميركا واسرائيل.

وأشار شعب إلى أن المتمردين كانوا يزعمون أن الدولة تحاربهم بسبب رفعهم شعار الموت لأميركا واسرائيل، غير أن مواطنا لاحظ أنه في جبال صعدة لا يوجد أي اميركي أو أي اسرائيلي، وأن الحوثيين قتلوا في الواقع، ودمروا ممتلكات المواطنيبن اليمنيين. وتساءل مواطن آخر كيف يمكن فهم الهتاف ضد اميركا واسرائيل في جبال صعدة، وتآمر حلفاء الحوثيين مع اميركا واسرائيل في العراق وافغانستان..؟!

وأضاق شعب إن الحوثيين كانوا قد أعلنوا سابقا أنهم يعتزمون تعيين حسين الحوثي اماما لليمن، ولكنهم بعد مقتله قرروا أن يعينوا أخاه عبد الكريم الحوثي في هذا المنصب. وأشار إلى أن قادة التمرد في مديرية رزاح كانوا طارق شريف، وعبد الله خاطر، والظاهري، الذي لم يعرف بقية اسمه.

الملاحظة اللافتة في مديرية رازح هي صعوبة مشاهدة آثار حرب وقتال خارج القلعة، ذلك أن القوات المسلحة كانت تحصل على معلومات تفصيلية من المواطنين قبل أن تهاجم أي مدينة أو مديرية، بحيث كانت تفاجئ المتمردين في مخابئهم وأوكارهم، أو تطوقهم وهم غافلون..

فقط في القلعة جرى قتال وتفجيرات تدميرية شرسة من قبل المتمردين، لأنها كانت آخر معاقلهم في المديرية، التي لم يعرفوا منها إلى أين يذهبون.

عن الوطن السعودية