أبو بكر القربي
بقلم/ عرفات مدابش
نشر منذ: 17 سنة و 7 أشهر و 20 يوماً
السبت 17 مارس - آذار 2007 07:32 ص

قال وزير الخارجية والمغتربين اليمني الدكتور أبو بكر القربي ان محادثاته التي أجراها أخيرا في إيران بشأن التمرد الشيعي في شمال اليمن، أوضحت الصورة المغلوطة للإيرانيين، بالتأكيد على ان التمرد القائم ليس حربا بين السنة والشيعة. وقال ان الحوثيين الذين يقودون التمرد في محافظة صعدة تقمصوا المذهب الشيعي لجذب اهتمام وتعاطف ايران، مشيرا الى انهم تلقوا اموالا من دول عربية عدة. وأكد القربي في حوار مع «الشرق الاوسط» في صنعاء وجود دعم معنوي ومالي من «مؤسسات شيعية عربية» للحوثيين، لكنه نفى ان يكون من بينها حزب الله اللبناني. وأشار الى وجود تعاطف ليبي مع المتمردين في صعدة، وقال «زيارات يحيى الحوثي إلى ليبيا ولقاءاته بقيادات شيعية هناك.. ومن خلال استقباله، يظهر تعاطفا مع هذه المجموعة». واوضح ان الأجهزة الأمنية اليمنية لديها أيضا أدلة عن مصادر تمويل مرت عبر عدد من الدول إلى هذه المجموعة.

كما نفي القريب ألأنباء التي تحدثت عن رفض ألمانيا تسليم لحوثي قائل " هذه المعلومات التي وردت حول تسلم يحيى الحوثي والتي وردت في الصحف غير صحيحة، وزارة الخارجية لم تطلب تسلمه حتى الآن. إذا اتخذت اجراءات قانونية ضده وقررت الحكومة اليمنية المطالبة به سيتم ذلك. القضية من وجهة نظري يجب أن تخضع للدستور والقانون اليمني وليس للإشاعات في الصحف والاستنتاجات الخاطئة.

وحول اتهام السودان بانه وراء تفجير المدمرة الاميركية كول قال «السودان يتعرض الآن لاتهامات كثيرة ومحاولات للضغط عليه.. ويجب أن لا نصدق أي شيء نسمعه ونعتبره صحيحا». ونفى توتر العلاقات مع الكويت عقب اعدام الرئيس العراقي صدام حسين. وتحدث القربي ايضا عن الأوضاع في الصومال واستضافة اليمن لعدد من قادة المحاكم الإسلامية ومساعي اليمن في المصالحة الصومالية والى أين وصلت تلك المساعي. كما اعرب عن تفاؤله الكبير بنجاح القمة العربية المقررة أواخر الشهر الجاري في العاصمة السعودية الرياض.


نص المقابله

* ما هي «الصورة المغلوطة» لدى إيران بشأن الحرب في محافظة صعدة والتي قلتم انكم قمتم بـ«ايضاحها» لهم خلال زيارتكم قبل أيام إلى طهران؟

ـ الصورة التي لدى الإيرانيين أن ما يجري من تمرد في محافظة صعدة أو في منطقة من مناطقها هو اقتتال بين السنة والشيعة وهذا كما تعرف ليس له أساس من الصحة وهذه مجموعة من المتمردين هم في الأصل ينتمون إلى المذهب الزيدي الذي تعايش مع المذهب الشافعي في اليمن لقرون ولم تحدث بينهم أية مواجهات وبالتالي هم تقمصوا الشيعية لكي يحصلوا على التعاطف من إيران ومن بعض الحوزات العلمية الإيرانية معهم وبالتالي لا صحة لما يقال بان هناك صدامات بين الشيعة والسنة في اليمن وهذا يروج له ـ مع الأسف الشديد ـ بعض الدارسين اليمنيين في إيران من الطلاب اليمنيين في الحوزات العلمية والذين ربما اعتنقوا المذهب الشيعي، وهذا من حقهم وهذه هي النقطة الأخرى التي أكدناها للأخوة في إيران لان الدستور اليمني يمنح كل مواطن حقه في ممارسة مذهبه بحرية وبالتالي لا يوجد مبرر لاستخدام العنف لممارسة المذهب الذي تنتمي إليه وإذا كانت لهم أجندة سياسية في ما يتعلق بنظام الحكم فأمامهم في الدستور والقانون ما يمكنهم من إنشاء حزب سياسي يروجون من خلاله لبرنامج سياسي ونظرتهم إلى الحكم في اليمن. 

* ما حقيقة وجود دعم إيراني ـ ليبي للمتردين الحوثيين في صعدة؟

ـ في الحقيقة أن هناك عناصر من المتمردين هي التي عبرت عن دعم يلقونه من مصادر خارجية وزيارات يحيى الحوثي إلى ليبيا ولقاءاته بقيادات شيعية أيضا يظهر أن هناك ومن خلال استقباله، تعاطفا مع هذه المجموعة والأجهزة الأمنية اليمنية لديها أيضا أدلة عن مصادر تمويل مرت عبر عدد من الدول إلى هذه المجموعة.

* هل تتهمون رسميا السلطات الإيرانية أو الليبية أو حوزات علمية بدعم المتمردين؟

ـ هناك كما قلت تمويل جاء إلى هذه المجموعة المتمردة عبر دول عربية ومؤسسات دينية في إيران وخارج إيران.

* هناك حديث حول دعم قيادات شيعية في دول مثل الكويت والبحرين للحوثيين وكذلك من حزب الله، ما صحة ذلك؟

ـ أنا لا اعتقد أن حزب الله كحزب له علاقة بهذا الأمر، لكن وكما قلنا فهناك مؤسسات شيعية وفرت الدعم للمتمردين. 

* مؤخرا اتخذ مجلس الدفاع الوطني قرارا باتخاذ إجراءات ضد الدول التي تتدخل في الشأن الداخلي لليمن على خلفية التمرد في صعدة.. من هي هذه الدول وما هذه الإجراءات؟

ـ اعتقد انك قرأت القرار وستجد الإجابة فيه ولكن أهم شيء يعبر عنه القرار هو أن اليمن لن يسمح لأي جهة التدخل في شؤونها الداخلية، والرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد خلال لقائي به وكذلك وزير خارجيته أكدا على أنهم يرفضون أي تدخل في الشأن الداخلي لليمن ويرفضون العنف كوسيلة لتحقيق أهداف سياسية. هذه الزيارة التي قمت بها لشرح هذه المواقف في إطار الجهود اليمنية لتعريف الدول بموقف اليمن وما يمكن أن تتخذه في حال حاولت بعض الدول أن تستغل علاقاتها الطيبة لتتدخل في شأننا الداخلي.

* ما طبيعة الدعم الذي حصل عليه الحوثيون في صعدة؟

ـ هو دعم مادي في الأساس ودعم معنوي من خلال محطات الراديو والفضائيات التي تتبنى مواقفهم.

* إذا ما استمر هذا الدعم المادي أو المعنوي ماذا سيكون موقفكم كحكومة يمنية؟

ـ ستعرف ذلك في حينه.

* معالي الوزير هل هناك دول أخرى ثبت تورطها فيما يجري في صعدة؟

 ـ لا .. باستثناء المعلومات التي قلتها لك لا معلومات أخرى.

* هناك من يقول إن الولايات المتحدة أعربت عن انزعاجها من شعار «الموت لأميركا، الموت لإسرائيل».. التي يرددها المتمردون؟

ـ هذه الشعارات كما تعرف تتردد في عالمنا العربي والشعب اليمني «سنة وزيدية» غير راضين عن السياسات الأميركية في فلسطين والعراق، والشعارات التي رفعها المتمردون هي محاولة لاستفزاز أميركا واستعدائها على الحكومة اليمنية وأنا لا اعتقد أن هذه الشعارات هي التي ستقود إلى استراتيجيات بين الدول ولهذا لا اعتقد أن الأساس الذي بني عليه سؤالك فيه شيء من الصحة. 

* إلى أين توصلت مساعي الحكومة اليمنية لتسلم يحيى الحوثي من ألمانيا؟

ـ هذه المعلومات التي وردت حول تسلم يحيى الحوثي والتي وردت في الصحف غير صحيحة، وزارة الخارجية لم تطلب تسلمه حتى الآن. إذا اتخذت اجراءات قانونية ضده وقررت الحكومة اليمنية المطالبة به سيتم ذلك. القضية من وجهة نظري يجب أن تخضع للدستور والقانون اليمني وليس للإشاعات في الصحف والاستنتاجات الخاطئة.

* في تطور جديد تابعنا اتهام قاض أميركي للسودان بالتورط في الاعتداء على المدمرة الأميركية «كول» قبالة سواحل عدن في أكتوبر عام 2002، ما هو تعليقكم على هذا الاتهام، وهل لديكم اتصالات مع الولايات المتحدة بهذا الشأن؟

ـ لا توجد أية اتصالات واعتقد أن السودان يتعرض الآن لاتهامات كثيرة ومحاولات للضغط عليه ويجب أن لا نصدق أي شيء نسمعه ونعتبره صحيحا. 

* أعلن اليمن أخيرا عن استضافة ثلاثة من قادة المحاكم الإسلامية في الصومال أبرزهم شيخ شريف احمد، وقال انه يرعى حوارا بين المحاكم والحكومة الصومالية لكن الذي حدث انه تم التعتيم والعزل لهذه القيادات وخاصة عن وسائل الإعلام؟

ـ أولا غير صحيح اننا نعتم او عزلنا هذه القيادات، لأننا أعلنا حتى وقبل وصل شيخ شريف احمد إلى اليمن أننا مستعدون لاستضافتهم وهو الآن في صنعاء وبالنسبة للحوار فاليمن مع الجامعة العربية وومنظمة «إيغاد» والاتحاد الأفريقي يتحاورون مع الحكومة التي أعلنت عن مؤتمر المصالحة في الصومال الذي سيعقد في ابريل المقبل. والحوار يدور الآن حول الهدف من الحوار ومن الذي سيشارك فيه وكيف نضمن أن الحوار يضمن مشاركة كافة الأطراف الصومالية سياسية وقبلية ومجتمع مدني لأننا نعتقد أن استبعاد أي طرف لن يخدم الأمن والاستقرار في الصومال، العملية جارية الآن ونأمل في الأسابيع القليلة المقبلة أن يتضح البرنامج لهذه المصالحة.

* ما هي قراءتكم لاشتداد العمليات العسكرية في العاصمة مقديشو واستهداف مقرات الرئاسة والحكومة خلال الأيام الماضية؟

ـ قراءتنا إن هناك مقاومة ووجود القوات الإثيوبية في الصومال هو احد عواملها والخوف من الاستبعاد أيضا وهناك أناس لهم مصالح تضررت الآن نتيجة وصول الحكومة إلى مقديشو وبالذات أمراء الحرب. العملية تحتوي على عدة عوامل وليس عاملا واحدا، ولهذا فان السؤال الآن هو كيف يمكن أن تتحقق المصالحة ويشارك الجميع فيها، كيف يتحقق الأمن وتصل قوات حفظ السلام الأفريقية حتى يتزامن وصولها مع انسحاب القوات الإثيوبية وهذه العوامل مجتمعة ستسهم في الاستقرار في الصومال إضافة إلى توفير الإمكانات للحكومة الصومالية لبناء مؤسسات الدولة لدفع مرتبات قوات الجيش والأمن وموظفي الحكومة.

* هل نفهم من ذلك أنكم تقرأون بان المعتدلين في المحاكم الإسلامية سوف ينتصرون لصالح المصالحة؟

ـ اعتقد أن المحاكم الإسلامية أعلنت أنها مع الحوار والمصالحة وأنها ترفض العنف وتدين الإرهاب وموقفها واضح كما عبر عنه شيخ شريف احمد.

* في أعقاب إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين حدثت توترات عربية وهاجم بعض البرلمانيين الكويتيين الرئيس علي عبد الله صالح، كيف هي العلاقة اليمنية الكويتية الآن هل تمر بفتور؟

ـ لا يوجد أي فتور ولن تتأثر العلاقات بين الحكومتين إطلاقا وهذه مواقف أشخاص وقلنا حينها إن اليمن لن ينجر إلى المهاترات.

* متى يمكن أن يتم تطبيع العلاقات اليمنية الكويتية بشكل نهائي؟

ـ العلاقات اليمنية الكويتية طبيعية تماما ولا اعتقد أنها بحاجة إلى تطبيع وموقف الكويت في مجلس التعاون الخليجي ومشاركته في مؤتمر المانحين لليمن الذي انعقد في نوفمبر الماضي في لندن اعتقد أن هذه دلائل كبقية دول مجلس التعاون تتعامل مع اليمن بنفس الروح وبنفس الحرص.

* هناك تحركات دبلوماسية في عواصم عربية عديدة تحضيرا للقمة العربية المقررة أواخر الشهر الجاري في العاصمة السعودية الرياض، وهناك إشكاليات عديدة تتعلق بانعقاد القمة، ليبيا أعلنت عدم مشاركتها وهناك مطالبة من بعض الدول العربية للرئيس السوري بشار الأسد بالاعتذار عن الكلام الذي قاله أثناء حرب تموز في لبنان ووصفه بعض الحكام العرب بانهم «أنصاف رجال».. في ظل هذا الوضع هل تعتقدون بنجاح القمة؟

ـ أولا دعني أؤكد أن حكومة المملكة العربية السعودية وجهت الدعوة لكل الدول العربية بما فيها ليبيا وبالتالي المملكة حريصة على مشاركة جميع الدول كما انه لم تنعقد أي قمة عربية إلا وكان هناك تخلفا من بعض القادة العرب عن المشاركة فيها لسبب أو لآخر وهذا أمر يؤسف له ولكن المرء أن يقدر ظروف الدول ومبرراتها لهذا الغياب. والقمة العربية المقبلة في الرياض تتميز أولا بان الظروف الدولية الحالية والجهود التي تبذل لإيجاد المعالجات للأوضاع في الصومال والعراق ولبنان والاتفاق الأخير في مكة بين الفلسطينيين تظهر ان هناك تحركا عربيا تشارك فيه المملكة العربية السعودية ومصر وان هذا التحرك يأتي بنتائجه وبالتالي هناك عدة مؤشرات لنجاح القمة في الرياض بالإضافة إلى مكانة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والمملكة على المستوين العربي والإسلامي مما يجعلها قادرة على أن تجهد في إيجاد المعالجات للعديد من القضايا وتفعيل العمل العربي المشترك وإنشاء الله أيضا حل الخلافات العربية ـ العربية التي تعيق العمل العربي.