آخر الاخبار

تعرف على تشكيلة الوزراء في حكومة تصريف الأعمال السورية بعد خلع الأسد شرطة المنشآت بمحافظة مأرب تختتم العام التدريبي 2024م وتكرم منتسبيها تزايد السخط الشعبي ضد الحوثيين في مناطق سيطرتهم ومتحدث جبهة الضالع يتوقع سقوطهم القريب محافظة إب تغرق في جرائم القتل والاختطاف في ظل هيمنة مليشيا الحوثي عاجل: مطار صنعاء يخرج عن الخدمة وسقوط ضحايا مدنيين وتدمير واسع في غارات شنها طيران الاحتلال ايران تهدد رسميا بنشر الفوضى والطائفية في سوريا وابتعاثها خلال أقل من عام عاجل: انفجارات عنيفة الآن تهز العاصمة صنعاء والإعلان عن سقوط قتلى ''فيديو والمواقع المستهدفة'' اللواء العرادة يشدد علي تعزيز التعاون بين اليمن ومصر لتأمين الممرات المائية وأهمية باب المندب بالنسبة لقناة السويس الرئيس العليمي يوجه بصرف علاوات سنوية لكافة منتسبي السلطة القضائية.. تفاصيل اجتماع حضره بن مبارك والمعبقي إسرائيل تكشف طريقة الرد االقاسي ضد الحوثيين في اليمن

قيم الثورة في ذكرى 14 اكتوبر
بقلم/ عارف علي العمري
نشر منذ: 10 سنوات و شهرين و 12 يوماً
الثلاثاء 14 أكتوبر-تشرين الأول 2014 08:17 ص

بعد مرور نصف قرن على ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة يتسأل الكثير من الشباب الذين ولدوا كنف هذه الثورة وترعرعوا في رغد الحرية التي أنتجتها ثورة كان ثمنها باهظاً , وناضل الآباء والأجداد في سبيلها سنوات طويلة. لقد كانت ثورة 26 سبتمبر ثورة إنسانية في المقام الأول قبل أي اعتبار أخر, وكانت ضرورة لأسباب إنسانية قبل أي أسباب أخرى منفردة كانت أم مجتمعة سياسية كانت أم اقتصادية أم ثقافية أم اجتماعية أم تعليمية أم خدمية عامة أم كل ذلك... ويمكننا القول أن هذه الأسباب كلها مجتمعة وإلى جانبها أسباب أخرى شكلت بمجموعها البعد الإنساني لهذه الثورة، فمن المعلوم أن هناك ثورات تقوم لأسباب سياسية فقط وهناك ثورات تقوم لأسباب اقتصادية ومعيشية فقط وهناك ثورات تقوم لسببين أو ثلاثة أسباب، لكن الثورات التي قامت في العصر الحالي لكل تلك الأسباب مجتمعة هي في حكم النادر جدا، ومنها ثورة 26 سبتمبر التي انطلقت لإنقاذ شعب كامل من الجمود وإخراجه إلى رحابة الحياة وإدماجه في العصر.. كان الخلاص من حكم الأئمة ضرورة إنسانية لإنقاذ الشعب اليمني، والمشكلة لم تكن متعلقة بعائلة بيت حميد الدين التي حكمت اليمن منذ أواخر القرن التاسع عشر فقد كانت هذه العائلة بكل سلبياتها هي أرقى مراحل حكم الإمامة لليمن وأقلها سوءا منذ بدأ عام 284 هـ ليتواصل بشكل متقطع حتى عام 1382هـ 1962م...

فقد كانت مشكلة الأئمة مع هذا الشعب تتركز في الفلسفة التي انطلقوا منها في حكم اليمن وهي فلسفة ترتكز على رؤية عنصرية تمنح الحق المطلق في الحكم لكل من انتسب (للبطنين) - أي ذرية الحسن والحسين رضي الله عنهما - وتمنحهم الحق الأساسي في التعليم مع فئات محدودة في المجتمع اليمني على أسس طبقية بحتة بحيث تخدم حكمهم في النهاية، وفيما عدا ذلك فلا يجب أن يمتد حق التعليم لبقية أبناء الشعب. لم تكن تلك الثورة العظيمة محظوظة في تجاوز الصعاب والتأسيس للنظام جديد في فترة زمنية وجيزة بل زرعت في طريقها الأشواك وشهدت الجمهورية الوليدة حالة من اللااستقرار لمدة تزيد عن خمس سنوات , وظلت مرحلة الصراع بين الأئمة والثوار مستمرة وظلت الحرب في شمال الشمال بين كفر وفر , ليقول البدر عقب مؤتمر خمر في العام 65م وبعد ثلاث سنوات من صراعه مع النظام الجمهوري (( انه من الضروري إنهاء الحرب التي دمرت وطننا الحبيب بالمفاوضات السلمية بين اليمنيين )).

لقد شهدت مرحلة مابعد الثورة حالة نادرة يجب أن يتمسك بها جيل اليوم’ والتي تمثلت في بُعد الرعيل الأول عن الانتهازية والانتقام , وعدم التشبث بالمناصب والألقاب , لقد حمل ذلك الجيل من القيم الثورية مانجعلنا اليوم ننحني إجلالاً لتاريخهم العظيم.

ثمة موقفين الأول لثائر من ثوار 26 سبتمبر الخالدة وموقف أخر لثائر حر من أبطال ثورة 14 أكتوبر المجيدة, يجسدان قيم وطنية غاية في الأهمية افتقدها الكثير سواءً داخل اليمن أو خارجة. الموقف الأول للرئيس اليمني المشير عبدالله السلال احد رواد الثورة وقادتها , فعندما وصل هذا الرجل إلى سدة الحكم وبذل كل خبراته من اجل بقاء الحس الثوري متوهجاً حفاظاً على قيم الثورة , وبعد خلاف مع رفقاء دربه من الثوار استدعاهم إلى مطار الحديدة بعد أن اعرف انه لم يعد مرغوب فيه لحكم اليمن وقال لهم أهم من حكم الجمهورية هو بقاء الجمهورية , ليجسد ذلك الموقف واحدة من اشرف قيم الثورة المباركة, ومثله عمل القاضي عبدالرحمن الارياني الذي قال للثوار بعد أن عرف أن هناك رئيساً بديلاً عنه (( إني لااريد ان يُسال دم دجاجة من اجلي فكيف بدماء اليمنيين )) وغادر اليمن حقناً لدماء اليمنيين.

ثمة موقف أخر لايقل أهمية عن موقفي السلال والارياني للرئيس الجنوبي سالم ربيع علي الملقب بسالمين الذي قال لرفاقه إذا رأيتم بأني لا أصلح لقيادة البلاد فأنا على استعداد أن أرحل عنها لاجئاً إلى أي دولة تقبل بي!! وهذا يدل بأن هذا الرجل العظيم لم يكن متشبثاً بالسلطة وحرصاً منه على عدم إراقة دماء شعبه من أجل كرسي الحكم . كم نحن بحاجة إلى استلهام الدروس من ثوراتنا المباركة , والوقوف ملياً أمام قيمها العظيمة, والابتعاد عن الانقلاب على قيم الثورتين 26 سبتمبر و14 أكتوبر.