مبارك يحاصر غزة ...أما آن له ان يكون.
بقلم/ احمد الحمزي
نشر منذ: 15 سنة و 10 أشهر و 18 يوماً
الأربعاء 17 ديسمبر-كانون الأول 2008 09:01 ص

نعلم تمام العلم أن مصر بلد الكنانة والفخامة والعظمة ، ولا يصدق أحدا أن يأتي يوما من الأيام أن تصبح مصر مغلقة ومحرمة على الفلسطينيين ، مفتوحة على مصراعيه لأبناء القردة والخنازير يعربدون فيها ويدنسونها ، ومن كان يصدق أن مصر ستحاصر فلسطين وتمنع عنهم ما يسد رمقهم وتحرمهم من ضرورياتهم بحصار ظالم فرضه الصهاينة وشاركهم فيه محمد حسني مبارك ، هذا النظام الذي أصبح خصما قويا وأكثر عدائية من العدو الحقيقي للفلسطينيين ، هذا الحاكم الذي يريد أن تصبح مصر تسير بسياسة السلم مع العدو واللاسلم مع الأخ الشقيق ، الذي لم يراعي أي حقوق ولم تأخذه في أشقائه من أطفال وشيوخ ونساء إلا ولا ذمة.

هذا النظام الذي يشدد من حصاره على قطاع غزة يستوي في ذلك والصهاينة ، مع العلم ان الشعب المصري الأصيل لا يقبل هذا مطلقا ، ذلك الشبع الذي يرزح تحت سياط نظام ظالم مستبد يسعى لخدمة الأعداء بضرب حصار خانق على الأشقاء تخلى عن مبادئه وقيمة من لاجل أن ترضى عنه اليهود والنصارى ، والذين لن يرضوا عنه حتى لو تنصر أو أصبح يهوديا رسميا ، فهو اليوم عاملا مخلصا لأعداء الأمة الذين يدنسون ثالث الحرمين الشريفين وأولى القبلتين.

نظام مبارك يحاصر غزة و يدعو الصهاينة ويستقبلهم على ارض مصر بدعو تطبيع العلاقات والاتفاقيات التي مرغت وجه العرب بالتراب ، هذا ليس تطبيع بل تضييع لشرف مصر و المصريين والأمة العربية بأكملها.

أبناء غزة محاصرون و جوعى لا يصلهم دواء ولا حتى ادني احتياجاتهم الضرورية و أبناء صهيون في ارض الكنانة سابقا والتي أصبحت في عهدكم ارض المهانة يدنسون رمال مصر الطاهرة ،

فهذه الحكومة لا تمثل إلا نفسها وحاشا المصريين الشرفاء أن يقبلوا ما تقوم هذه الحكومة العاجزة التي جلبت لأبناء مصر العار والمهانة .

تابعنا وصول عدة سفن أجنبية بادرت لكسر الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة ، هذه السفن التي صممت على كسر الحصار بعد مضايقات من جيش الاحتلال الصهيوني الذي يحاصر غزة ولكنه في النهاية سمح لها بالعبور على أي حال بعد إحراجه إعلامياً وهو العدو .

وفي هذه الأثناء تبادر لأذهاننا صورة معاكسة تماماً كان بطلها فرعون مصر ، حيث كانت هناك شحنة أدوية قادمة من اسكتلندا لغزة لتخفيف الحصار عن غزة ومرت هذه القافلة في عشر دول حتى وصلت لحدود غزة البرية مع مصر ، وظن أهل السفينة أنهم وصلوا بر الأمان وان رحلتهم تكللت بالنجاح ، وأن هذه هي أسهل وسيلة للوصول إلى غزة عبر" شقيقتها الكبرى" العربية مصر ....

ولكن حصل ما لم يكن بالحسبان؛ فقد منعهما فرعون مصر من الدخول لغزة عبر معبر رفح وظل أهل السفينة ينتظرون لعل قلب فرعون يرق، لكن هيهات فقلب فرعون مغلق ومفتاحه بيد موظف السفارة الأميركية فهو لا يستطيع أن يضع رأسه في فم الأسد ويمد يده لفتح معبر رفح بدون موافقة أمريكا .

فهذا الفرعون على شبعه والأسد على أشقاءه النعامة مع أعدائه يجوع الشعب الفلسطيني وهو القادر على أن يفك حصارهم لو أن خوف الله طغى على خوفه من الصهاينة والاميركان .

هذا الحاكم لا يخاف الله ولا يتقيه فلوا كان غير ذلك لما قبل بتجويع الأطفال والنساء والشيوخ من أبناء غزة ، وما اقل حياءه وهو يحاصر حجيج بيت الله ويحول بينهم وبين بيت الله العتيق وأصبح حج رجال غزة ونساءها عملية صعبه ومشكلة صنعها مبارك وعباس هذان الشخصان اللذان أصبحا غير مرغوب بهما واللذان يعتبرا رمزان من رموز الخيانة لأوطانهم وأمتهم وشعوبهم .

ولو افترضنا أن فرعون مصر لايريد تجويع الشعب الفلسطيني كما صرح ولكنه يخاف من وضع رأسه في فم الأسد ويتجنب إغضابه .. إذن فلِمَ هذه الحرب الشرسة التي يشنها على الأنفاق التي تمر تحت الأرض والتي تعتبر شريان الحياة الوحيد لغزة -بعد أن أغلق وجه الأرض بقرارٍ أميركي- والتي قتل فيها حوالي 14 فلسطينياً في غضون أسبوع واحد بعد رش الأنفاق بغازٍ سامٍ من قبل حرس الحدود الفرعوني ...؟!!...

هذه الصورة القاتمة توضح بما لا يدع مجالاً للشك أن فرعون مصر هو الأداة القوية بيد الكيان الصهيوني لفرض الحصار على غزة لمحاولة تركيعها وإذلال أهلها الأبطال .

ورغم أن فرعون مصر لم يقصر في خدمة سيديه الأمريكي والإسرائيلي إلا أن هذين السيدين لا يتورعان عن إهانته أمام شعبه وأمته حين تحين الظروف وهو لا يبالي فالمهم عنده ألا يغضب الأسد حتى ولو على حساب كرامته ..فمن تعود الإهانة يسهل عليه الهوان "ما لجرحٍ بميتٍ إيلام" ..!

يظن فرعون مصر أنه إذا ظل متدثراً بالعباءة الأميركية وإذا ظلت أميركا راضية عنه أنه سيظل محتفظاً بعرشه، وأنه ليس مهماً بعد ذلك أن يظلم ويحاصر شعبه قبل شعب غزة وهو لا يبالي بدعوات المظلومين المتضررين منه .

ربما أن كلمات الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون ما زال صداها في أذني مبارك عندما قال له في رسالة ما مفادها " عزيزي حسني أن إسرائيل لك بمثابة النفط لدول الخليج " .

إننا نتألم حين نرى الشقيق يحاصر أخاه في غزة ..جراء ذلك يموت الأطفال.. النساء ..الشيوخ ..يجوع شعب بأكمله لا لسبب إلا لأنه اختار حركة إسلامية مقاومة يُقال أنها قريبة من تيار الإخوان المسلمين ـ هذه الحركة التي يعتبرها مبارك عدو له ، في انتخابات جرت في ظروف ديمقراطية قلّ نظيرها في وطننا العربي..

ما ذنب الأبرياء من أهلنا في غزة .

ارفع الحصار يا مبارك لقد بلغت من العمر ما بلغت ( فأقدامك على حافة القبر) فالق ربك بهذه الحسنة ، أما آن لك أن تستحي من الله ..؟ أما آن لك أن تخجل من نفسك وتكون رجلا وتفك الحصار عن المسلمين في غزة ..؟

والله انه لعار على مبارك وعار على كل ملوك وزعماء العرب ، عار عليهم السكوت ، وغض الطرف عن ما يجري لإخواننا في غزة ألا يتقون الله ألا يخافون الله تبا لهم ثم تبا لهم .