إحياء الذكرى المائة لغرق تيتانيك
بقلم/ وكالات
نشر منذ: 12 سنة و 8 أشهر و 16 يوماً
الثلاثاء 10 إبريل-نيسان 2012 05:09 م
 
 

ابتكرت شركة تنظيم الرحلات "مايلز مورغان للسفر"، فكرة لإحياء ذكرى غرق السفينة الأشهر في القرن العشرين "تيتانيك"، عن طريق تسيير سفينه مشابهة لها وعلى متنها عدد الركاب نفسه بشكل يجعلهم نظراء ركاب "رحلة الموت"، التي خرجت فيها السفينة ولم تعد في نيسان/أبريل من العام 1912.

ولا تعتبر رحلة مثل هذه هي الطريقة المثلى التي قد يختارها فتى في الخامسة عشر من عمره لقضاء عطلة عيد الفصح. ولكن بمرور الوقت وجد ديفيد فري نفسه في مرفأ ساوثامبتون صباح الأحد الماضي وهو يرتدي ربطة عنق منقوشة، وتصالح مع فكرة قضاء الوقت في رحلة بحرية على متن سفينة مع أكبر المتحمسين في العالم لتيتانيك.

وتعترف أمه جاكي، 41 عامًا، التي كانت ترتدي قبعة زرقاء مذهلة وبذلة ذات تنورة مخططة تصل إلى الأرض، وتعد نسخة رائعة من "لباس الصعود" الذي ارتدته كيت وينسلت عندما صعدت على متن تيتانيك في فيلم جيمس كاميرون في العام 1997، أن "الأطفال لم يكونوا حريصين عندما تم الحجز قبل ثلاث سنوات، وقد كنا نعتقد أن ثلاثة فقط من سبعة أطفال سيكونون في الرحلة، لكنهم قد أتوا".

وكانت الأزياء التي ارتداها كل من الأم وديفيد والطفلان الآخران، اللذين يتراوح عمريهما بين 5 و 10 سنوات، والزوج ووالديه، تعبر عن ما أشارت إليه العائلة بأنه "رحلة العمر".

وقال ديفيد إنه سعيد لوجوده بين الـ1309 أشخاص الذين شرعوا في الرحلة البحرية التي تستمر 12 ليلة في ذكرى تيتانيك، وليس فقط لأن هذا يعني أنه قد حصل على أسبوع إضافي خارج المدرسة، حيث قال "أنا مهتم بالتاريخ والتراث". فيما أصر والده غراهام، 37 عامًا ويعمل مهندس اتصالات، ألا يوجد هناك أي شيء شنيع في أن تحصل الشركة من كل راكب على 7995 جنيهًا إسترليني لإحياء ذكرى المأساة التي أودت بحياة أكثر من 1500 شخص. وأضاف "إننا لسنا هنا للسخرية، نحن هنا لنتذكر أولئك الذين عانوا".

ووفقا للقس كانون هيو موسفورد، الذي جرى تعيينه قس الرحلة، فإن نحو 800 من الموجودين على متن هذه الرحلة لديهم صلات شخصية بتيتانيك. مضيفًا أنه سيقوم في الساعات الأولى من صباح 15 نيسان/أبريل، عندما تصل السفينة إلى البقعة نفسها في المحيط الأطلسي التي ارتطمت فيها تيتانيك بجبل من الجليد قبل 100 سنة، بإقامة حفل تأبين خاص لأولئك الذين غرقوا في الكارثة.

وقام أشخاص من 28 دولة بالقيام بهذه الرحلة التي تقتفي مسار الخطوط الملاحية المنتظمة التي عبرتها تيتانيك قبل أن تتحطم, وقالت ماري شيبلي، التي تبلغ من العمر 63 عامًا وجاءت من أتلانتا بجورجيا، "نحن نأمل أن نصل إلى نيويورك. وأظل أقول للناس أن هذه رحلة إحياء ذكرى الكارثة وليس إعادة تمثيلها".

ويعتقد بعض أصدقائها أن فكرة الرحلة كانت "كئيبة نوعًا ما"، وهو ما تعترف بصحته، مضيفة ولكن "ليس هناك ما يعد كئيبًا بالنسبة لنا". وهو ما شرحه زوجها، مايك، بقوله إنه يعمل في "المقابر والجنازات" معظم حياته.

ولم يكن الأمر يخلو من الفكاهة أثناء التأكد من وصول الركاب، حيث قالت سو كونكلين، بائعة الكتب المتحمسة من كاليفورنيا والتي كانت ترتدي تي شيرت أسود اللون وبه صورة لتيتانيك، "هل سمعت اسم القبطان؟" "الكابتن بامبرج، آيس بيرغ، بامبرج. أليس هذا مضحكًا جدًا؟". ومثل العديد من الركاب، حرصت كونكلين على إظهار حبها الشديد لتيتانيك قائلة "إذا أصبحت مشهورة يومًا ما، فإن ذلك يعود إلى أني أمتلك 51 قطعة بازل عن تيتانيك".

وكانت هيذر هوتشينسون، 25 عامًا، المبحرة الأسترالية مع جدها الذي يبلغ من العمر 74 عامًا، تناقش بفخر كتبها عن تيتانيك، والتي تبلغ 150 كتابًا، فيما قالت ميشيل لاينز، راكبة أخرى من كانبيرا بولاية كوينزلاند، "لقد شاهدت الفيلم 14 مرة إذا كان ذلك يساعد على فهم حبي لها".

وكانت هناك نفحة من القدرة على المنافسة في الهواء في الوقت الذي كان الركاب يحاولون فيه معرفة ما يمتلك كل منهم بداخله عن تيتانيك. وادعى بيريليكوس إيفان، 24 عامًا ويعمل مدير الكازينو، أنه كان مغرمًا بتيتانيك منذ أن كان في الرابعة من عمره، مضيفًا إن "20 عامًا من الأبحاث قادتني إلى هذا اليوم".

وقال إيفان "لقد جعلت مني ما أنا عليه اليوم، وأتذكر أني عندما كنت طفلا كنت أذعر من رؤية الكيفية التي تم بها تأسيس نظام الفصل بين الركاب، لقد أسست حياتي على أساس أنني لن أتعامل مع أي شخص على أنه من ركاب الدرجة الثالثة، وحتى عندما كنت طفلا، إذا وجدت نفسي أسخر من شخص ما، كنت أقول لنفسي، هل تفهم ما تقوم به؟".

وأضاف أنه بسبب تيتانيك فإنه يعمل الآن في مجال الضيافة، "كنت أريد دائمًا أن أعتني بالناس".

واعترفت رفيقة بيريليكوس في السفر، الممرضة ميغان زوبوك، 25 عامًا، أن معظم حبها للسفينة كان بسبب "أناقتها، الأشياء المتعلقة بالفتيات. لقد أحبت كيف استطاعت حتى النساء الموجودات في الدرجة الثالثة وضع ملابس رائعة". وكانت زوبوك متألقة وهي ترتدي معطفًا طويلا من المخمل اقترضته من والدتها، وقبعة من الريش باهظة الثمن.

وكانت جوي سيمون لون، 72 عامًا، في انتظار أن ينتهي زوجها ديفيد، 70 عامًا، من ارتداء ملابسه. وكان الزوجان القادمان من بيرث في غرب أستراليا قد قررا أن يقوما بالرحلة كنوع من الذكرى لجدي جوي سيمون، اللذين يشتبه في أنهما قد غرقا عندما غرقت السفينة تيتانيك.

وقالت جوي "كان هناك رجل في غرفة المحرك كان يمتلك اسمي قبل الزواج، كوتون، ولم يكن أبدًا في الحسبان. لقد اختفى جدي دون أن يترك أثرًا في وقت ما قبل العام 1912 ونحن نعتقد أنه قد انتهى به العمل على متن السفينة".

وكان منظمو الرحلات البحرية، "مايلز مورغان للسفر"، قد بذلوا جهدًا كبيرًا لإعادة تيتانيك ما قبل التحكم في الجبل الثليجي. وسيكون هناك دروس لتعليم الركاب كيفية الرقص بالأسلوب نفسه الذي كان عليه الرقص في العام 1912، وتتميز كل وجبة بوجود طبق على الأقل يحمل اسم "طبق اليوم من تيتانيك". وتبدو بعض تلك الأطباق فاتحة للشهية أكثر من غيرها. وكان الطبق الخاص بيوم الأحد "ملفوف غراتين"، والذي كان مناسبًا لميزانية راكبي الدرجة الثالثة منذ 100 عام.

ولم يكن على أصحاب التذاكر الرخيصة هذه المرة، لحسن الحظ، أن يعانوا مما عانى منه الفقراء الذين كانوا على متن السفينة المنكوبة، حيث كان كل ركاب الدرجة الثالة في العام 1912، 700 شخص، يتشاركون في حمامين، أما الآن فإن كل كابينة بها حمام داخلي خاص.

ويوجد فرق آخر حاسم بين الرحلة الأصلية منذ 100 عام والرحلة التذكارية، حيث يقول "مايلز مورغان"، "إن السفينة التي تقوم بالرحلة التذكارية الآن بها قوارب نجاة تكفي كل شخص على متن الرحلة".