الجمهوريون يسيطرون على مجلس الشيوخ الأمريكي والتنافس مستمر على مجلس النواب سفينة حربية إيطالية تنضم إلى حملة حماية البحر الأحمر ترامب يفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية وفق النتائج الأولية مفاجأة مدوية.. صلاح بديلا لنيمار في الهلال السعودي ترامب يعلن التقدم والفوز في 12 منطقة أمريكية … . نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية لحظة بلحظة التحالف العربي ينفذ ثلاث عمليات إجلاء جوية في سقطرى الكشف عن القيادي الحوثي المسؤول عن تهريب الأسلحة الإيرانية التحركات واللقاءات العسكرية العليا.. هل قررت الشرعية خوض معركة الحسم مع مليشيا الحوثي؟.. تقرير رفقة محمد بن زايد.. شاهد ثاني ظهور لطارق صالح عقب إصابته بحادث مروري في الساحل الغربي حزب الإصلاح يعلق على إشهار التكتل الوطني للمكونات السياسية
كل الاحتمالات مفتوحة في المواجهة مع إيران عسكرياً، قد تقع المواجهة بشكل واسع أو محدود، رداً على الهجمات الأخيرة، وقد لا تقع.
لكن مآل النظام سينتهي مثل مآل صدام حسين ومعمر القذافي؛ هذه حتمية تاريخية للأنظمة العدوانية. فقدرتها على البقاء والاستمرار مرهونة بالاستمرار في المزيد من النشاطات العدوانية، وهذا يفسر إشكالية نظام صدام حسين الذي دخل في معارك مباشرة مع إيران والخليج، وقبلها كان يوشك على الحرب مع سوريا، وفي الأخير اصطدم بالقوة الأكبر، الأميركية، وتم القضاء عليه.
وللأنظمة العدوانية سلوك قلما تستطيع أن تتخلص منه، يدفعها في الأخير إلى الدمار والانتحار، كما حدث لألمانيا النازية.
وهذا ما يجعلنا نستبعد أن يتعاملوا في طهران مع الأزمة بغير التشدد والتحدي، ودفع الأزمة إلى المزيد من التدهور. هذه طبيعة النظام التي جبل عليها منذ بداية قيام الجمهورية، معلناً أن تصدير الثورة هدفه، وإلى هذا اليوم وهو يسعى لتصدير الثورات، وفق رؤيته الثيوقراطية السياسية، وبسببها المنطقة في حالة اضطراب مستمرة.
منذ سنين طويلة، دول المنطقة، ومنها السعودية، متضررة من سياسات إيران وممارساتها ضدها، وكانت تتحاشى دائماً دفع الأمور نحو المواجهة.
إنما الرغبة في ردع إيران كانت تقريباً دائماً حاضرة في الأذهان وحلقات النقاش، وسبق أن طرحت بشكل جاد في العقد الماضي، عندما اتضح أن طهران تسرع في إنجاز مشروعها النووي لأغراض عسكرية بشكل خطير.
تلكأت السعودية، ومعها بقية دول الخليج، في المشاركة في أي عملية عسكرية.
لا أحد يريد الحروب.
ومع تأجيل مواجهة إيران، زادت الأوضاع سوءاً وخطراً.
بعد حلب وصنعاء، أصبحت الرياض وجدة والفجيرة في مرمى صواريخ إيران التي أطلقتها مباشرة أو عبر وكيلها الحوثي.
ونحن نعرف من سلوك طهران أنها ستتقدم، ولن تتراجع في عملياتها حتى يأتي اليوم الذي تضطر فيه هذه الدول المستهدفة إلى المواجهة، لكن للأسف ستكون في وضع أصعب، كما حدث في اليمن. فمواجهة الحوثي الإيراني في اليمن تأخرت وأُجلت حتى استولى على كل اليمن تقريباً، واضطرت الدول المتحالفة من أجل طرد الحوثي وإعادة الحكومة الشرعية إلى تحرير البلاد من آخر شبر بقي فيه، في حرب صعبة.
وحتى مع وضوح مسار الأحداث نحو الصدام، يصور البعض الوضع الخطير في التعامل مع إيران بكثير من الاستخفاف، كمنولوج فكاهي، إنه ترمب، إنه بولتون. الحقيقة المشكلة هي في طهران، خامنئي، وقاسم سليماني. لقد مرت على المنطقة حروب كثيرة واعتداءات إرهابية كثيرة من إخراج إيران، وحاولت حكومات المنطقة السيطرة على الوضع بطرق مختلفة وفشلت.
ومنذ أيام الرئيس الأميركي جيمي كارتر، عندما استولى رجال الدين على الحكم في إيران، تعاقب سبعة رؤساء على البيت الأبيض حاولوا بطرق مختلفة احتواء إيران ومقاطعتها ومكافأتها، على أمل إقناعها بالتخلي عن سياساتها العدوانية، لكن بلا فائدة. لنكن واقعيين ونتعامل مع المشكلة على حقيقتها، لا من خلال نظريات المؤامرة، واعتبار أن ما يحدث مشروع أميركي إسرائيلي، أو أنه مشروع عسكري تجاري.
بغض النظر عن كل العوامل الإضافية، بما فيها المصالح الأجنبية المستفيدة من الأزمة، فإن الخطر الإيراني المستهدف لدول الخليج، ودول المنطقة، لم يعد محل شك. واليوم، أكثر من أي زمن مضى، لم يعد هناك شك في حقيقة نوايا نظام طهران الشريرة.
ما يحدث في لبنان وسوريا والعراق واليمن جرد كل المدافعين المدعين بحسن نوايا طهران، والمهاجمين لسوء نوايا خصومهم، من كل حججهم.
نحن أمام واقع ماثل أمامنا، لا بد من مواجهة النظام في طهران، وإلا سنؤكل كما أكل الثور الأبيض.