تاج محل .. أغنية من المرمر ترمز للوفاء
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: 17 سنة و 8 أشهر و 22 يوماً
الخميس 08 فبراير-شباط 2007 09:40 ص

السفر إلى الهند يكون ناقصا دون زيارة منطقة أكرا التي تضم عددا من المواقع السياحية العالمية من بينها تاج محل وريد فورت وفاتحبور سيكري.

وتربط أكرا بالعاصمة دلهي طرق برية وسكك حديدية فضلا عن الرحلات الجوية، إلا ان غالبية السياح الذين يزورون المن

طقة كثيرا ما يستقلون اكسبريس شاتابدي الذي يصل الساحة التاسعة صباحا ويعود في الثأمنة والربع مساء، ما يسمح للزوار بقضاء اليوم بكامله. كما يمكن ايضا ان يصل الشخص برا بالسيارة من دلهي إما بالسيارات المستأجرة او بالحافلات المخصصة للجولات السياحية.

وقال الرئيس الاميركي الراحل بيل كلينتون عقب زيارته لتاج محل: إن العالم ينقسم الى اثنين... اولئك الذين زاروا تاج محل وهؤلاء الذين لم يحظوا بزيارته.

وتاج محل بالهندية ( ताज महल ) هو تاج محل هو من أجمل المباني الإسلامية في الهند من حيث الروعة والزخرفة والتصميم الهندسي.

وهو مبنى عملاق يشرف على مدينة أكرا بالهند، والتي كانت عاصمة المغول في ذلك الحين إلى أن قام الإمبراطور شاه جهان الذي حكم الهند قبل أكثر من 300 سنة بنقل العاصمة من أكرا إلى مدينة دلهي والتي هي عاصمة الهند حتى اليوم.

وهو معلم معماري هندي يعتبر من أكبر الشواهد على الفنون والعمارة في العهد المغولي.

وقد شيدَّ هذا البناء الضخم الإمبراطور شاه جهان تكريماً لزوجته وشريكة حياته والتي كان اسمها (ممتاز محل) حيث كان الإمبراطور يحب زوجته كثيراً لأنها كافحت معه وكانت مخلصة له وأنجبت له ستة أولاد، ولما توفيت في عام 1630 حزن عليها زوجها الإمبراطور حزناً شديداً وقرر أن يقيم لها أجمل مقبرة يمكن أن يشاهدها إنسان، فاستدعى المهندسين المعماريين من كافة أنحاء العالم من الهند وتركيا وفارس والجزيرة العربية ليتعاونوا في وضع تصميم مميز لهذا البناء، وبعد 18 عاماً أصبح البناء جاهزاً بعد أن اشترك في تنفيذه أكثر من 20 ألف عامل، وقد جلبوا له الحجارة الجميلة والرخام الأبيض المصقول من الهند ومصر والجزيرة العربية والتبت.

قامت منظمة اليونسكو بإدراج المعلم في قائمة التراث الثقافي العالمي.

أكثر من 20 ألف عامل لبناء الضريح

تطلب الأمر عشرين سنة وتجنيد أزيد من عشرين ألف رجل لبناء هذا المعلم الفريد. يبلغ ارتفاع الضريح (المبنى الرئيسي) 73 م، نقشت عليه آيات قرآنية، وبعض الرسومات البارزة والتي تعتبر مرجعا للدراسية فن الرسم في الهند أثناء العهد المغولي. ينتصب الضريح على منصة مربعة، وعلى كل جانب منها منارة دائرية. إلى يمينه شيّد مسجد صغير، وإلى اليسار ينتصب مبنى يقال له "جواب"، أوجد لإحداث توازن (مع المسجد) في الشكل العام للضريح.

وقد تم ترصيع وتزيين جدران المبنى بالأحجار الكريمة والعقيق وزهور عباد الشمس وأحجار الفيروز في تنسيق رائع يبهر الأبصار ويسلب العقول كما تحيط بالمبنى من كل جانب مجموعة من القباب الكبيرة والصغيرة غير المتصلة والتي يبلغ ارتفاع بعضها 41 متراً.

وكانت تحيط بالمبنى حديقة كبيرة تعتبر قمة في التخطيط والتنسيق الرائع حيث كانت تضم النافورات الجميلة والأشجار العالمية المشكلة بطريقة هندسية جميلة وبعد وفاة الإمبراطور دفن في نفس البناء إلى جانب زوجته.

يتم الولوج إلى الضريح بعد العبور على الحدائق الواقعة داخل مساحة مطوقة تتخللها بوابة كبيرة. جمعت المساجد والأضرحة الأخرى -للزوجات الأقل حظا- بالقرب من المكان. يتواجد النصبين التذكاريين لكل من "ممتاز محل" و "شاه جهان" ت( 1666 م)، في قاعة ثمانية الأضلاع، أنجزت النقوش التى تتواجد عليهما بطريقة متقنة، وتمت إحاطتهما بستائر مخرومة ومطعمة بالمرمر والأحجار الكريمة.

لا يعرف بالضبط صاحب هذه العمل، إلا أنه يرجح أن يكون المهندس المعماري "أستاذ عيسى" (من أصول تركية أو فارسية) إلى جانب خان رومي الذي أشرف على أعمل بناء القبة، و "رانمال" الذي قام بتخطيط الحدائق.

يعتبر تاج محل اليوم واحداً من عجائب الدنيا وهو ينتصب وسط مساحات شاسعة من الحدائق على ضفة نهر يامونا في أغرا. ومع أن أشهر ركن فيه هو ضريح ممتاز محل بقبته الرخامية البيضاء إلا أن هذا المجمع الضخم الذي يمتد على مساحة 42 فداناً يتضمن أيضاً مساجد ومآذن ومباني أخرى.

وقد قال البعض إن شاه جيهان لم يكن ينوي أن يجاور زوجته في القبر وإنما كانت نيته بناء تاج محل آخر من الرخام الأسود ليكون ضريحاً له. إلا أن الكثير من الباحثين يرون غير ذلك ويعتقدون أنه كان يرغب فعلاً أن يدفن قرب ممتاز محل.

عن أخبار الغد