آخر الاخبار

حزب الاصلاح بمحافظة المهرة يحتفي بذكرى التأسيس واعياد الثورة ويدعو لاستعادة مؤسسات الدولة قيادي حوثي يجني شهريا أكثر من 190 مليار ريال من وكالات الشحن البحري مقابل عدم اعتراض سفنها التجارية في البحر أحد كبار القيادات العسكرية الأمريكية يسخر من تعاطي الإدارة الأمريكية مع مليشيا الحوثي في اليمن وزارة الأوقاف تبدأ عملية المسح الميداني لشركات النقل لضمان جودة خدمات النقل الأمن وراحة الحجاج مقتل عبد الملك الحوثي كيف سيؤثر على الحوثيين وإيران؟ .. تقرير أمريكي يناقش التداعيات ويكشف عن الخليفه المحتمل منظمات حقوقية تطالب بالإفراج عن الصحفي المياحي من سجون مليشيا الحوثي ثلاث كاميرات سرية في واتساب.. تنقل عنك كل التفاصيل.. تعرّف عليها اسعار صرف الدولار والسعودي في اليمن مساء اليوم الغذاء والدواء تحذّر من شرب حليب الإبل الخام غير مبستر 3 محاولات حوثية لطباعة عملة ورقية.. تقرير الخبراء يكشف تفاصيل جديدة ولماذا لجأ الحوثيون لسك عملة معدنية؟

المنظمات والسبات الإعلامي !
بقلم/ نشوان السميري
نشر منذ: 16 سنة و شهرين و 8 أيام
السبت 23 أغسطس-آب 2008 09:39 م

مارب برس - خاص

مئات الأسماء البراقة واللافتات والشعارات الطنانة والحال كما يقول إخواننا التوانسة أن الجنازة حامية والميت قطّوس " أي قطّ ".

فهذا حال كثير من المنظمات في بلادنا بكل مسمياتها من جمعيات أو منتديات أو اتحادات أو لجان أو مراكز، قاسمها المشترك كما يبدو هو القصور الواضح في توظيف الإعلام في عملها أو في إهماله أصلا.

فعدا بعض الجمعيات الكبرى - قليلة العدد أساسا - التي استطاعت إسماع صوتها إلى حد ما, فإن كثيراً منها لا يزال مجهولا لدى عامة الناس حتى اليوم.

وباستثناء ثلاثة أنواع من الجمعيات هي: الجمعيات الكبرى المعروفة السالفة الذكر، والجمعيات التي ولدت فعلاً ميتة، وتلك الجمعيات المعدة كواجهة للارتزاق غير المشروع, يمكننا أن نقف أمام صنفين من المنظمات ربما يكونان هما الصنفان السائدان حتى الآن للمنظمات غير الحكومية في اليمن ونعني بهما منظمات العمل الموسمي والمنظمات التي يمكن وصفها "بالخرساء".

فالمنظمات الموسمية تكون سمتها العامة هي الركود السنوي إلا من فعالية وتظاهرة واحدة أو اثنتين على الأكثر يختزل فيهما القائمون عليها كل شهور السنة وكل جهودهم ومهاراتهم المتواضعة, وذلك كي يقولوا للمراقب المسؤول فقط: إننا هنا... ما زلنا أحياءً.

ويشكو هذا الصنف من المنظمات عادة أزمةً مزمنة في الإمكانات وغياب محيّر للكفاءات المطلوبة أو ندرتها لتسيير ناجح لعمل المنظمة, إضافة إلى ضعف روح المبادرة وابتكار الجديد والاكتفاء بمتطوعين قد لا يكونون مهيئين لإنجاح مهماتهم.

ويكون غياب الاستراتيجية الواضحة لكيفية تحقيق الأهداف المعلنة والمرسومة لدى القائمين على الجمعية هو في الوقت نفسه سبب ونتيجة تصيب عمل الجمعية بالقصور أو الشلل.

أما الصنف الثاني فتلك التي أطلقنا عليها " الجمعيات الخرساء", وعلى عكس ما قد توحي به التسمية فهذه الجمعيات في واقع الأمر منظمات محترفة فعلاً، ويبرز هذا الاحتراف من خلال مؤشرات عدة أهمها الانجازات الملموسة التي تقدمها الجمعية لمنتفعيها, والتي تقف وراءها كفاءات محترفة ومدربة ومتفرغة مهنيا، إضافة إلى وفرة نسبية في الإمكانات المادية ووجود تصور واضح لطبيعة الدور المنوط بالجمعية تأديته في المجتمع, فبلوغ أهداف الجمعية اليوم أصبح رهينا بانتقال الجمعيات من مرحلة الهواية إلى مرحلة الاحتراف الفعلي.

ورغم هذا النجاح النسبي لعمل هذا الصنف من المجتمعات فإننا بالكاد نسمع عنها وإذا سمعنا نظل لا نعرف عن نشاطاتها شيئا يذكر .. فأين الخلل؟

يشكل الإعلام المنظماتي إن جاز التعبير في تصورنا جوهر الإجابة عن هذا السؤال المهم وهو ما يقتضي من الجمعيات بمختلف مسمياتها إيقاظ الهمم للخروج من سبات الإهمال غير المبرر للمعطى الإعلامي، حتى أن أغلب المنظمات أو الجمعيات تفتقر إلى وسيلة إعلام واحدة خاصة بها فما بالك بالوسائل الإعلامية المتعددة التي يفترض أن تسعى الجمعية حثيثا إلى استخدامها في الاتصال الاجتماعي وإسماع صوتها إلى المنتفعين والرسميين والمتعاطفين, ثم إنه لا بد من الوعي أولاً وأخيراً أن كل جمعية هي في حد ذاتها وسيلة إعلام.

ويبدو أن الجمعيات اليمنية ليست مهيأة في أغلبها لتوظيف الإعلام في نشاطاتها وإذا ما توفر هذا الفهم فكثيرا ما تنقصها الإمكانات والإدارة الجماعية والموارد الضرورية والخبرة اللازمة للقيام بالجهود الاتصالية المتطورة, لذا غالبا ما تكتفي الجمعيات بالركون إلى تغطية وسائل الإعلام اليمنية لنشاطها رغم أن هذه التغطية في الواقع هي تغطية محدودة وهامشية.

ولعلنا نتفق تماماً في خاتمة المطاف مع أحد خبراء الاتصال العرب في تصور أن تطور الإعلام الجمعياتي في المنطقة العربية - بما فيها اليمن بالطبع - رهين بتطور الحياة الجمعياتية في حد ذاتها, وسوف يزدهر هذا النمط الإعلامي يوم تعتمد الجمعيات سياسات إعلامية واضحة وتفهم الإعلام باعتباره اختصاصاً وعلماً وحقلاً معرفياً وضرباً من ضروب النشاط البشري القائم بذاته.

* خبير إعلامي ومدرب

n.sumairi@gmail.com