آخر الاخبار

ترامب يخسر معركته الأولى.. الاقتصاد الأمريكي يتهاوى البنك المركزي الأوروبي يعلن عن أكبر خسارة على مدار تاريخه هل تستطيع أوروبا الدفاع عن نفسها بدون دعم أميركي؟ توجيهات عسكرية مشددة من رئيس مجلس القيادة الرئاسي لوزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان ..تفاصيل وفد حوثي يسافر سراً للمشاركة في تشييع حسن نصر الله ووفد أخر يغادر مطار صنعاء يتم الإعلان عنه.. إستياء واسع لحلفاء المسيرة .. جناح إيران يتفرد بكل التفاصيل احتشاد قبلي مُهيب بمأرب.. قبائل مذحج وحمير تُعلن جاهزيتها الكاملة لمواجهة مليشيا الحوثي وتدعو التحالف العربي لمواصلة الدعم العسكري وتطالب الشرعية إعلان معركة التحرير بيان توضيحي عاجل لشركة الغاز اليمنية حول الوضع التمويني وحقيقة تهريب مادة الغاز إلى الخارج الشركة المالكة.لفيسبوك وواتساب وانستغرام تعلن عن نشر أطول كابل بحري بالعالم.. يربط القارات الخمس؟ خفايا وأطماع مواجهات نارية في الدور الستة عشر في دوري أبطال أوروبا قرعة دور الستة عشر للدوري الأوروبي لكرة القدم

بين علماء الثورة وعلماء الثورة المضادة
بقلم/ د أحمد زيدان
نشر منذ: 6 سنوات و 9 أشهر و 21 يوماً
الأربعاء 02 مايو 2018 07:18 م
 

حين سأل أحدهم الإمام مالك بن أنس -رحمه الله-: لماذا نرى أصحاب الباطل مجتمعين ومستمسكين بباطلهم، بينما نرى أهل الحق متفرقين ومشتتين زاهدين في حقهم، أجابه: ألم تقرأ قول الله تبارك وتعالى: "وأشربوا في قلوبهم العجل"؟

فقد دخل حب العجل في قلوبهم، وهو ما يحصل تماما اليوم، فبينما يبقى علماء الثورة والربيع العربي زاهدين بحقهم وحق الأمة التي استرعتهم عليه، نرى علماء الثورة المضادة مستمسكين بباطلهم وباستبدادهم.

لم يدرك علماء الثورات العربية حتى اليوم الخطر الماثل أمامهم، ولم يقدروا حق اللحظة التاريخية التي يعيشونها، التي سيكون لها ما بعدها لهم وللأجيال القادمة.

نرى كيف أن رموز الثورة المضادة من مشايخ وعلماء يجأرون ويصرخون بباطل أسيادهم صباح مساء، ونرى مؤتمراتهم واجتماعاتهم وخطبهم وكتاباتهم بشكل يومي، فقد أشربوا في قلوبهم حب الاستبداد ودعمه ومساندته، بينما علماء الثورة والربيع العربي وكأنهم يخجلون أو خائفون من الحق الذي يستندون عليه، بالتالي، يترددون أو يحجمون عن الجهر به.

فضلا عن تناديهم لعقد مؤتمر أو جلسات نقاش يفصّلون فيها باطل القوم، وخطرهم وخطلهم وما يترتب عليه من مصائب وكوارث على الأمة راهنا ومستقبلا، بالإضافة إلى دعم ومساندة شباب الثورة والربيع العربي، يبتكرون الطرق للمساندة كما يفعل من هو في الصف الآخر.

في المقابل، نرى شرعيي الفصائل والأحزاب المطالبة بالتغيير، والحاملة لراية الربيع العربي وثوراته المباركة، طرائق قددا، أكثر ما يشغلهم أنفسهم وبعضهم بعضا، ولذا فقد انشغلوا ببعضهم عن ثورتهم، فضلا عن خطر الباطل الذي يتهددهم.

فتارة نسمع مقالاتهم ببعضهم مرجئة، وغلاة وبغاة ونحوها، وينسون أو يتناسون وضع خريطة طريق لأنفسهم وللأمة لإخراجها من استبداد ران على قلبها، إلى حرية وعدل وإنصاف ينتظرها بعد أن اشرأبت أنظار الأمة لهذه اللحظات لعقود، قدمت خلاله الغالي والنفيس، وقدمت خلاله فلذات أكبادها من أجل أن تصل إلى لحظة الحرية الحقيقية التي طال انتظارها.

ليس أمام هؤلاء الشرعيين إلا أن يتقوا الله في أنفسهم وفي دنياهم وفي آخرتهم، قبل أن يتقوا الله في غيرهم وفي ثورتهم وفي ربيعهم العربي، فيُحيّدوا خلافاتهم المذهبية والفكرية من أجل الصالح العام ومن أجل خير العباد والبلاد، وإلا سيخسر الجميع كما رأينا في الحالة السورية.

في الحالة السورية، خسرت كل الفصائل التي اتهمت بعضها بعضاً بالعمالة والتبعية، فكان نصيب الجميع هو الطرد وتفريغها من أتباعها ومناصريها.

ولعل المثال الأحدث هو الغوطة، ومن قبله حمص والقصير وحلب وغيرها كثير، والحبل على الجرار، فهل من وقفة تأمل للحظة واحدة؟!

يتم فيها تحييد الخلافات وفك الاشتباك من أجل الصالح العام، وهذا الأمر لا ينطبق على الشام وحدها، وإنما ينطبق على كل بقعة أرض يشتبك فيها الشرعيون، ويخوضون أشرس المعارك ضد بعضهم، ليخدموا بذلك عدونا وعدوهم، فتنعكس خلافاتهم على الأرض والثورة، فيطيلوا بالتالي مآسينا ومآسي الأمة.

اجتمع أهل الباطل على باطلهم، وتفرق أهل الحق عن حقهم، فهل من وقفة؟ وهل من لحظة تأمل من أجل وضع الأولويات والأسبقيات؟ ثم التحرك وفقا لخريطة طريق تحفظ رأس المال، لتبدأ عملية التجارة مع الله وعباده ليتضاعف رأس المال، وحينها ستدعو لكم الأجيال، لتتجنبوا دعاءها عليكم.

 (صحيفة العرب القطرية)