الرئيس في حوارة مع قناة الجزيرة
بقلم/ الجزيرة
نشر منذ: 17 سنة و 10 أشهر و 10 أيام
الخميس 21 ديسمبر-كانون الأول 2006 05:24 م

أعترف الرئيس على عبد الله صالح أثناء مقابلته مع قناة الجزيرة أن ألإرهاب في اليمن كان عائقا للتنمية والاستثمارات وقال أن اليمن " دفعت ثمنا باهضا جراء ما قام به الإرهابيون من اختطافات للسياح الأجانب واعتداء على المدمرة الامريكية (يو اس اس كول ) والباخرة الفرنسية في سواحل حضرموت ما تسبب في تقليص مواردها من السياحة والاستثمارات نتيجة تلك الأعمال الإرهابية ،" كما قلل سيادة الرئيس بما يسمى " تهريب ألطفال على السعودية قائلا " بالنسبة لما يسمى تهريب الاطفال فهذا أمر اخذ جانبا إعلاميا اكبر من حجمه وحقيقة الامر ان بعض السماسرة ياخذون الشباب للعمل في السعودية كعمال فلا يفهم انهم اطفال قصر فهم شباب ولكن يتم تهريبهم الى السعودية لاجل العمالة بمبالغ زهيدة ويكسب السماسرة مبالغ كبيرة وهناك تنسيق امني بين اليمن وبين المملكة لالقاء القبض على مثل هؤلاء السماسرة سواء كانوا في اليمن او في السعودية .


وأكد أن أكبر هدف أمامه خلال المرحلة القادمة هوتحقيق التنمية الشاملة وبناء اقتصاد قوي ومكافحة الفقر وانهاء البطالة هذا هو الهم الأكبر لنا في الأعوام القادم .

للحوار القادم .

وفيمايلي .. نص المقابلة :

الجزيرة: فخامة الرئيس قمتم في الآونة الاخيرة بدور الوسيط في قضايا عدة منها الصومال وفلسطين هل ترون هناك دورا اقليميا جديدا لليمن؟

الرئيس: نحن نعمل مع الاخوة في الصومال بحكم الجوار ، فالصومال بلد جار ويهمنا أمنه واستقراره ونحن نتابع هذا الملف منذ فترة طويلة وليس في الآونة الاخيرة فقط ، ومن قبل أن تأتي المحاكم الاسلامية وبالتحديد منذ ايام الرئيس المؤقت علي مهدي وثم في أيام الرئيس عبده قاسم صلد وواصلنا جهودنا في أيام الرئيس / عبدالله يوسف والأن مازلنا مستمرين عندما ظهرت "المحاكم" فنحن نتابع هذا الملف "الصومالي" لان هناك اعداداً كبيرة من الإخوة الصوماليين يتدفقون الى السواحل والمدن اليمنية ويشكلون عبئا على اقتصادنا،ورغم ذلك نقوم بإيوائهم ورعايتهم باعتبارهم إخوة لنا ونتحمل هذا العبء لوحدنا دون أن تشاركنا الأسرة الدولية , فنحن نعمل على رأب الصدع بين كل أطراف العمل السياسي في الصومال.

الجزيرة : ذكرتم العبء الناتج عن تدفق اللاجئين الصوماليين ما هو حجم هذه المشكلة المتمثلة في اللاجئين الصوماليين وماهي المساعدة التي يمكن ان تطلبوها من الاسرة الدولية؟

الرئيس: حجم أعداد المتدفقين الصوماليين إلى اليمن كبير جدا والمنظمة الدولية لشؤون اللاجئين لم تقم بالدور المطلوب منها لأن عدد كبير من اللاجئين الصوماليين خارج معسكر الإيواء ومنتشرين في كل المدن اليمنية ولهذا يشكلون أعباء اقتصادية وثقافية واجتماعية كبيرة وهذه مشكلة نعاني منها والأسرة الدولية مطلوب منها إتاحة الفرصة لهم للانتقال حيث يريدون للبحث عن لقمة العيش خارج اليمن وبالذات في دول الجوار التي يرغب بعض اللاجئين الانتقال إليها والبعض الآخر يريد أن يهاجر الى أوروبا وأمريكا ، بدلا من ان يظلوا محصورين في معسكرات إيواء او ينتشرون في المدن اليمنية .. وهذا ما نأمله من الأسرة الدولية في أن تفتح المجال لمساعدة هؤلاء اللاجئين للاغتراب لجوانب إنسانية سواء كان ذلك في اوروبا أوأمريكا أو دول الجوار الأمر الذي من شأنه تخفيف الأعباء التي تتحملها اليمن.

الجزيرة : هل حققتم تقدما مع الصوماليين فيما بينهم البين حتى تستقر الأمور هناك وبالتالي يخف تدفق اللاجئين ؟

الرئيس: اعتقد ان مجئ رئيس المحاكم الإسلامية ورئيس البرلمان الانتقالي الصومالي إلى عدن وتواصلنا بالأخ عبدالله يوسف أوقف في اعتقادي اندلاع حرب كانت وشيكة خلال الاسبوع الفائت والتي سعينا للعمل على إيقافها ، واعتقد ان هذه المساعي قد كللت بالنجاح و استجاب الأخ /عبدالله يوسف لاجراء الحوار مع لمحاكم، في حين كانت هناك تصريحات من الحكومة الصومالية المؤقتة برئاسة عبدالله يوسف ترفض اجراء أي حوار مع المحاكم الصومالية وكذلك الاخوة في المحاكم.. خلال تواجدهم في اليمن أتفقوا على الحوار وجعل نقاط الاتفاق الذي توصلا إليه في الخرطوم مرتكزا للحوار القادم .

الجزيرة: فخامة الرئيس نتحول الى موضوع آخر في الماضي كان اليمن يعرف كملاذ أمن لعناصر القاعدة ..الآن ماهي الجهود التي تقومون بها من اجل مكافحة المتطرفين؟

الرئيس: الإتهام خطير جدا أن اليمن كانت ملاذا آمن للإرهابيين بينما جميع بلدان العالم مملوءة بالإرهابيين واكبر دليل على ذلك ان أكثر الإرهابيين وجدوا في الولايات المتحدة الأمريكية وهم الذين نفذوا أحداث 11 من سبتمبر وكذلك الحال

الإرهابيين موجودين في اوروبا والدول العربية ولهذا ليست اليمن البلد الوحيد الذي تواجد فيه إرهابيون ، وانما الإرهابيون منتشرون في جميع بقاع المعمورة.

الجزيرة : في الماضي أعلنت اليمن إنها حليف في الحرب الدولية التي تقودها الولايات المتحدة الامريكية ضد الارهاب فهل مازلتم حلفاء للولايات المتحدة الامريكية في هذه الحرب وهل انتم تنتصرون؟

الرئيس: نحن حلفاء مع الأسرة الدولية لمكافحة الإرهاب ومازلنا ماضون في التعاون مع الأسرة الدولية سواء الولايات المتحدة الأمريكية او المملكة المتحدة أو اوروبا او دول الجوار ومع الأسرة الدولية بشكل عام نتعاون في هذا المجال من خلال تبادل المعلومات لمكافحة الإرهاب .

الجزيرة : هل تتغير المفاهيم لدى المواطنين او الرؤية بانكم تتعاونون مع الولايات المتحدة الامريكية او مع دول الجوار في هذا الشأن .. أي كيف ينظر المواطنون الى هذا التعاون ؟

الرئيس : اليمن يهمها الامن والاستقرار في أراضيها في المقام الأول وأيضا تحقيق السلم الدولي لان اليمن جزء من الأسرة الدولية والإرهاب آفة تهدد العالم أجمع فضلا عن كونه يسبب عائقا للتنمية والاستثمارات وذلك ما عانت منه اليمن حيث دفعت ثمنا باهضا جراء ما قام به الإرهابيون من اختطافات للسياح الأجانب واعتداء على المدمرة الامريكية (يو اس اس كول ) والباخرة الفرنسية في سواحل حضرموت ماتسبب في تقليص مواردها من السياحة والاستثمارات نتيجة تلك الأعمال الإرهابية ، ولهذا نحن لسنا حلفاء مع الولايات المتحدة الامريكية والاسرة الدولية لمصالحهم ولكن قناعة الشعب اليمني ان نمضي في مكافحة الارهاب سواء كانت الولايات المتحدة الامريكية او اوروبا او دول الجوار او الاسرة الدولية معنا في مكافحته ام لم تكن ، فنحن متمسكون بقناعتنا الوطنية انه يجب ان نستأصل شافة الارهاب من بلادنا لانه الحق ضررا فادحا بالاقتصاد الوطني وبالتنمية بشكل عام .

الجزيرة : فخامة الرئيس ماذا عن الاسرى اليمنيين الذين اعيدوا مؤخرا من جوانتاناموا الى اليمن ؟.. ماذا سيحدث لهم ؟وماذا عن اليمنيين الذين مازالوا هناك في جوانتاناموا ؟.

الرئيس : بالنسبة للذين وصلوا من جوانتاناموا عددهم ستة اشخاص أحيلت ملفاتهم الى النيابة العامة وعلى الولايات المتحدة الامريكية اذا كان لديها ملفات أو أي تهم تجاه أي منهم أو اشتباهات او ادانات فلتقدمها الى النيابة العامة وهي ستقوم بدورها في التحقيق معهم وبالتالي اذا هناك ما يوجب احالتهم الى القضاء واذا كان عليهم اي قضايا مخلة بالامن فيحالوا الى القضاء ويحاكموا والا فالدولة ستفرج عنهم ، وبالنسبة للمتبقين في سجون جوانتاناموا نحن نطالب الولايات المتحدة الامريكية بتسليمهم وتسليم ملفاتهم.

الجزيرة : فخامة الرئيس حدودكم مع المملكة العربية السعودية تشهد مشاكل مختلفة.. ماهي الإجراءات التي تتخذونها لمنع مثلا تهريب الأطفال عبر هذه الحدود؟.

الرئيس : هناك تنسيق بين سلطات الحدود في البلدين لمنع تهريب المخدرات وغيرها والقاء القبض على الإرهابيين والنتائج ممتازه في هذا الجانب وقد قامت السلطات اليمنية بضبط كمية كبيرة من المخدرات التي كانت في طريقها الى المملكة قادمة من افغانستان وباكستان وتم القاء القبض على عدد من الارهابيين الذين يفرون من المملكة الى اليمن وتمت اعادتهم الى المملكة اما بالنسبة لما يسمى تهريب الاطفال فهذا أمر اخذ جانبا اعلاميا اكبر من حجمه وحقيقة الامر ان بعض السماسرة ياخذون الشباب للعمل في السعودية كعمال فلا يفهم انهم اطفال قصر فهم شباب ولكن يتم تهريبهم الى السعودية لاجل العمالة بمبالغ زهيدة ويكسب السماسرة مبالغ كبيرة وهناك تنسيق امني بين اليمن وبين المملكة لالقاء القبض على مثل هؤلاء السماسرة سواء كانوا في اليمن او في السعودية .

الجزيرة : فخامة الرئيس مازال امامكم سبع سنين من فترة الرئاسة ماهي امنياتكم لتتركوا لليمن منجزات تذكرون بها في التاريخ ؟.

الرئيس : على صعيد ما انجزناه فقد كان على كاهلنا تركة كبيرة الوحدة اليمنية الامن والاستقرار بناء الجيش القوي بناء منظمات المجتمع المدني التعددية السياسية والحزبية حرية الصحافة احترام حقوق الانسان مشاركة المرأة في الحياة العامة والسياسية وكانت كل هذه تركة كبيرة حققناها ولكن اليوم المهام التي امامنا هي تحقيق التنمية الشاملة وبناء اقتصاد قوي ومكافحة الفقر وانهاء البطالة هذا هو الهم الاكبر لنا في الاعوام القادم .

الجزيرة : ما هو الدور الذي تقوم به اليمن بشأن الوضع في فلسطين ؟

الرئيس : نحن نتواصل مع القيادات الفلسطينية بالذات مع الرئيس محمود عباس ومع حكومة ح
ماس برئاسة رئيس المكتب السياسي خالد مشعل حول احتواء الازمة الناجمة بين حماس والحكومة وبين حماس ورئيس السلطة الفلسطينية ،كان هناك توتر كبير يكاد ان يؤدي إلى انفجار الوضع وتفاقمه ولكننا استطعنا ان نحتوي ذلك من خلال التواصل مع محمود عباس ومع خالد مشعل والتوصل إلى اتفاق بينهما على مواصلة الحوار بين فتح وحماس حول تشكيل حكومة وحدة وطنية وليس بالضرورة أن تكون من حماس أومن فتح ولكن حكومة فلسطينية تضم كفاءات بمايسهم بإنهاء الحصار على الشعب الفلسطيني ..وهما متفقين معنا على أهمية مواصلة الحوار حول تشكيل حكومة وحدة وطنية سواء بين الحركتين فتح وحماس او بقية الفصائل الفلسطينية او المستقلين وهذا ما تم التوصل اليه معهم واسهم في ايقاف التدهور الذي كان متوقعا وينذر بتفاقم المشكلة وحصول صدام مسلح بين حماس وفتح وذلك كان ضد مصلحة الحركتين ومصلحة الشعب الفلسطيني ولايخدم إلا الاحتلال الاسرائيلي .