|
قفا نبكِ من ذكرى بشيرٍ ومنزلِ
غداةَ مسيراتِ الوفاء المحمَّلِ
**
(وقوفاً بها صحبي عليَّ مطيِّهمْ
يقولون لاتهلِكْ اسىً وتجمُّلِ)
**
(وليلٍ كموجِ البحرِ أرخى سدولَهُ)
وطائلِ عهدٍ بالفسادِ المطوِّلِ
**
بقايا عصاباتٍ لأسوأ سُلطةٍ
عليها فلولُ النهبِ من عهدِ (بُرْغُـلي)
**
تدور مع الكهنوتِ مثل زجاجةٍ
وتلبِس كالدجَّالِ ثوب التبتّـُلِ
**
لها في احتراف القتلِ باعٌ وخبرةٌ
وما احترفتْ الاوباءتْ بمقتلِ
**
رأيتُ وكان الليلُ من مِثل لونِهمْ
رصاصاتِ حقدٍ عن يمينٍ وشمئلِ
**
كأني بها من حقدها مثل وابلٍ
تلاحقني عن كلِّ جنبٍ ومِحولِ
**
فأيقنتُ أنَّ الغدر ماضي لغدرهِ
وأنَّ رصاصَ الحقدِ من صنفِ أرذلِ
**
ايا واديا قنصٍ وخوفٍ وريبةٍ
سلاماً على القاضي ووادي المعسِّـلِ
**
وما قنصوا ظبياً شروداً وانما
غزالاً من الإصلاحِ فوق التغزُّلِ
**
كفى ايها الإصلاحُ رفقاً بقاتلٍ
تعذبه بالعفو أم تـتعجَّلِ !
**
كأنك اذ تعفو وإنك قادرٌ
تعاليتَ عن سفكِ الحقيرِ المسفِّلِ
**
وانَّ بشير الخيرِ فوق جيوشهمْ
وانَّ حبيبَ اللهِ في خير منزلِ
**
وماقـُـتل الأحرارُ الا لأنهمْ
اعزُّ وأعلى في الخلودِ المؤثَّلِ
**
وما ولِد الإصلاحُ كي تمدحوا له
ولا المنهجُ الأعلى لمثل التدللِ
**
ولكنه للنصر او يعرف العدا
وانْ راح يرمي خلفهمْ الفُ (عوبلي)
**
اذا امر الإصلاحُ هذي سيوفُنا
وهذي جنودُ اللهِ تـُبلى وتبتلي
**
وانْ تكن الأولى فأمضى رسالة ً
وانْ جنحوا فاجنحْ ولكنْ بأجملِ
**
ولولا تعاليمٌ ودينٌ ومنهجٌ
تكـبـِّلنا بالسـلمِ لولم تكبِّلِ
**
لصبَّحهمْ منا سيوفاً وصيحة
تداوي رؤوسِ البغيِ من كل مُثقَلِ
**
ونأبى لهيبَ الثأرِ فينا خليقة ً
ولكنْ خراباً ايها الـبُومُ فارحلي
**
قـفا نـُرجع الذكرى لخير منارةٍ
وفكرٍ وقرآنٍ ومجدٍ مكلَّلِ
**
نشدُّ ركاب الشِّعر نحو منازلٍ
لها في شغافِ القلبِ افضلُ منزلِ
**
لـ مائلةٍ يادارُ ميَّة رسمُها
على القلبِ كالوشمِ القديمِ المؤصَّلِ
**
شجونٌ وأطلالٌ وذكرى قصيدة
لأغلى شهيدٍ طاهرِالقلبِ انبلِ
**
وأبلغُ في التعبير أنك حاضرٌ
وأنك طودٌ من اباءٍ مـمثـَّـلِ
**
وانْ سكبتُ ريمٌ دموعَ صلاتها
عليكَ وانْ صلَّت عليكَ بأمثلِ
**
شذى زهرةٍ في القلبِ انت حبيبُها
(وإنكَ مهما يأمرِ القلبَ تـفعلِ)
**
وإنك للأزهار ياسيِّد الربى
ربيـعُ عطــاءٍ دائـمٍ لم يـُبـدَّلِ
**
فتحتَ بـ يوم النصرِ باباً الى الندى
بروحكَ حتى حفها اللهُ من علِ
**
كـ روحِ معاذٍ في السماواتِ صادحٍ
ترتل آياتِ الكتابِ المنزَّلِ
**
عليكَ من الإجلال تاج وحلَّة
ومنظومة الإصلاحِ من خير مرسَلِ
**
كأنك والتاريخ صنوا شهادةٍ
تسجِّل للأيامِ مالم يُسجَّلِ
**
وكنتَ بشيرَ الجودِ بُشرى سحابةٍ
همتْ ثم جادتْ بالعطاءِ المجمَّلِ
**
اتتركنا والأرضُ سبعون فارساً
كأنكَ لم تمضِ ولم تترجَّلِ!
**
لـ مائلةٍ في كل ساحٍ ورايةٍ
كمثل بشير الصبح او ضوء مِشعلِ
**
تلملم بالآمالِ بعضَ جراحها
وتنشد بالأشواقِ شوقَ المؤمِّلِ
***
القصيدة تجاري معلقة امرئ القيس وتقتبس البيت الثاني والشطر الأول للبيت الثالث كما هو مبيَّن بين قوسين
شاعر وناقد يمني
في الأحد 10 يونيو-حزيران 2012 07:11:20 م