عزيزي المعارض ( لا تسرع فالموت أسرع )
بقلم/ طارق عثمان
نشر منذ: 13 سنة و 10 أشهر و 23 يوماً
الأحد 19 ديسمبر-كانون الأول 2010 05:46 م

الدهس أو التصادم ، أو الاصطدام بجسم ثابت ، أو الانزلاق ، أو التدهور ، أو الانقلاب هي الحوادث المرورية المعهودة في أي بلد في العالم ...

و تنجم عادة عن السرعة الزائدة ، أو الانفجار ، في إطار المركبة ، أو تعطل أحد الأنظمة فيها كنظام الفرامل ، أو عدم صلاحية الطريق ، أو المخالفة لقواعد المرور والسلامة ...

لكن أن يتم إمطار سيارة واحد من كبار السياسيين المعارضين بوابل من الرصاص وهو يسير بها في قلب العاصمة ثم تعلن السلطة أن هذا حادث مروري فهذا التصريح هو الحادث الذي يجب أن لا يمر .

حدث هذا قبل أشهر حين تمت محاولة اغتيال الدكتور عبد الوهاب محمود رئيس المجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك ، حين أمطرت سيارته بوابل من الرصاص في شارع مجاهد وبررتها الحكومة حينها بأنها حادث مروري ، لتتوالى بعدها الحوادث المرورية سواء صرحت بذلك السلطة أم لم تصرح فقد حدث انفجار لسيارة \"عبد الناصر باحبيب\" الأمين العام المساعد للجنة الحوار الوطني تلاه انفجار الإطار الأمامي لسيارة فضل على عبد الله الأمين العام للجنة بعد ان استقلها بدقائق وفي أوقات متقاربة وتوقيت متأزم .

أخر الحوادث المرورية هي محاولة اغتيال النائب سلطان العتواني الأمين العام للتنظيم الوحدوي الناصري وهو على سيارته في جولة الكميم من قبل مسلحين يستقلون سيارة هايلوكس ( وهي السيارة التي حظيت بشهرة مثيرة في اغتيالات ما بعد الوحدة ) .

كيف يمكن تفسير ذلك الحادث التي تعرض له الدكتور عبد الوهاب بأنه حادث مروري ثم قياس كل الحوادث الأخرى عليه ؟؟ !!!

حاولت شخصيا أن أصل إلى تفسير مقنع في كيف يمكن اعتبار إطلاق الرصاص على سيارة معرض سياسي على إنه حادث مروري معتمدا على أنه لابد أن يكون لدى الحكومة الحكيمة فهم مغاير للحوادث المرورية .

حاولت ذلك بعد أن ربطتها بالحوادث المرورية التي تلتها والتي تشبه إلى حد كبير الحوادث المرورية السابقة التي أودت بحياة الكثيرين كالسقاف والمتوكل ومجاهد أبو شوارب ونجا منها الكثيرون كالزنداني ونجى منها الشيخ عبد الله الأحمر في السنغال ، هذاعدا عن الحوادث المرورية للطائرات العسكرية والمروحيات ..

فوجدت أنها جميعا حوادث مرورية بالفعل ومن عدة أوجه .

إذ يمكن اعتبار الحادث مروريا لأنه يحدث في وضح النهار وأمام ( المارة ) وقريبا من إشارة المرور في العادة...

الحدث يعد مروريا إذا كان من تعرض له قد خالف قواعد السلامة المرورية وتجاوز ( الإشارات الحمراء ) للنظام وهي المخالفة التي تتراوح عقوبتها بين التغريم وسحب رخصة القيادة أو إطلاق الرصاص الحي .

كما إن الحادث والحوادث المشابهة تخضع للقواعد المتعارف عليها في حل النزاعات المرورية مثل قاعدة كل واحد يصلح سيارته ، أو ثلثين بثلث ، بحيث تتحمل المعارضة الثلثين والحكومة الثلث والمجني عليه الله يرحمه كان مسرعا.. وطالما وهذه الحوادث تخضع لقانون المرور هذا فهي حادثة مرورية بامتياز حتى ولو تم إفراغ الرصاص في رأسك وأنت على فراشك تغط في نوم عميق ولا تحلم بأي شيء له علاقة بالمرور ...

كما أن كل حادث( يمر) دون أن يتمكن أحد من إدانة السلطة يعتبر مروريا ..

لذا فإن كل هذا الاعتبارات تقودنا إلى جعل هذه القضايا حوادث مرورية صرفة ولا شبهة جنائية وراءها .

ولذلك وبعد إن عرفنا أن إطلاق الرصاص على السيارات هي حوادث مرورية فلابد أن نلتزم جميعا بقواعد المرور الجديدة التي ربما يتم تضمينها في ملصقات أسبوع المرور العربي للسنة القادمة

وهي كالتالي :

عزيزي السائق : المعارضة هي أحد أسباب

الحوادث المرورية المؤسفة فتجنب المعارضة أثناء القيادة

أخي السائق : لا تتحدث في السياسة وأنت تقود المركبة فقد تكون سببا في إصابتك برصاصات قاتلة .

أخي السائق : ضحايا الحوادث المرورية نتيجة التهور في القيادة السياسية في تزايد مستمر فحاول أن تتجنبها.

أخي السائق المعارض : لا تسرع فالموت أسرع

أبي : قدم استقالتك من المشترك وعد إلينا سالما فنحن في انتظارك .

عزيزي السائق المعارض : أن تصل مواليا للسلطة حتى ولو متأخرا خيرا من أن لا تصل أبدا .

عزيزي السائق المعارض لا تصطحب أطفالك أثناء قيادة المركبة ، يكفي أن تموت لوحدك .