آخر الاخبار

المليشيا الحوثية تقوم بتصفية أحد موظفي الأمم المتحدة بكتم أنفاسه وخنقه حتى الموت... رئيس منظمة إرادة يكشف عن إعدامات جماعية للمئات بينهم مختطفين من محافظة صعدة إسرائيل تتوعد سنضرب إيران.. وطهران تهدد: سيكون ردنا أقسى بعد النجاح الكبير وإستفادة 10 آلاف طالب وطالبة من مختلف الجنسيات مؤسسة توكل كرمان تعلن عن فتح باب التقديم للدفعة الثانية من منحة دبلوم اللغة الإنجليزية في لقاء بقطر.. رئيس ايران يتودد السعودية ويعبر عن ارتياحه للعلاقات المتنامية مع المملكة الحكومة اليمنية توجه طلباً للمجتمع الدولي يتعلق بملاحقة قادة جماعة الحوثي وتصنيفها إرهـ بياً مصرع احد قيادات الحرس الثوري الإيراني بدمشق الكشف عن مضمون رسائل تهديد بعثها الحوثيون وصلت عبر البريد الإلكتروني.. الجماعة ترفض التعليق بمبرر انها ''معلومات عسكرية سرية'' أربعة سيناريوهات محتملة للحرب الاسرائيلية البرية على لبنان أمنية عدن تناقش عدة ملفات بينها تحركات مشبوهة لخلايا حوثية العيسي يرفض استقالة مدرب منتخب الشباب ويقر بعدم صرف مستحقاته ومكافأة التأهل

الكرامة. مذبحة مفتوحة
بقلم/ د كمال القطوي
نشر منذ: 8 سنوات و 6 أشهر و 15 يوماً
الجمعة 18 مارس - آذار 2016 04:43 م

يدمن لعبته المفضلة في التحريش ، وصناعة الفتن ، وإزهاق الأرواح ، ملتحفاً بوقاحة نادرة قال عنها السفير الأمريكي بصنعاء مطلع الثمانينيات: " إنه يكذب وهو يعلم أنك تعلم أنه يكذب!".

من أول خطوة له في السلطة أرسل لهم الأكفان والأموال ليختاروا بين الكفن والمال ، ارتعبوا قليلاً ، تدخل من أرسله وضغط بقوة فانتقل رئيس العصابة من المخا حيث تهريب الأسلحة والممنوعات ، إلى سدة الحكم، ليمارس هواياته المفضلة ، ويثخن في الجسد المتعب.

يقولون إنه تخلص من القوميين وألقاهم في الجب، ويقولون إنه تخلص من مناوئيه بإرسالهم إلى مهام مفخخة ، وبعد أن توحد مع حزب الجنوب ، استخدم الهايلوكسات كما لم يتخيل مصمموها في تويوتا، ليقضي على التفوق النوعي للحزب بعد أن تخلص من كوادره.

لما فرغ من مناوئيه السياسيين بعد 1997م أحس بالفراغ القاتل ، وتلمظته شهوة الدم من جديد، فالتفت إلى القبائل ليزرع الفتن ، ويمول كل الأطراف كي يمارس لعبته المفضلة، كما كان يعمل ملوك روما حين يرسلون الفرسان يتقاتلون في الميدان والجائزة تكون من نصيب القاتل ، وكان منظر الدماء يشبع نهماً لأولئك الملوك المهووسيين بتلك اللعبة القميئة.

قالوا له إن هنالك عقبات أمام التوريث تتمثل في المنطقة العسكرية الشمالية الغربية وقبائل حاشد ، فتوجه إلى صعده حيث مخزن بارود مذهبي يحتاج لإشعاله فقط ، فلم يتوانى وكان كلما خمد الحريق أشعله من جديد.

عاتبه أحدهم : إنك تتسبب بمقتل الآلف من أجل شخصٍ واحد! وبإمكانك التخلص منه دون تدمير كل هذا الجيش، فنهرة : أنت لا تفهم شيئاً.

وفعلاً لم يكن الناصح يفهم أن لعبة الدماء تستهوي الرجل، فهي في حد ذاتها هواية، قبل أن تكون وسيلة لتحقيق هدف آخر.

أحس أن جهاز الأمن السياسي امتلك من الأسرار أكثر مما ينبغي ، فطبق المعادلة الماسونية من حاز أسرار المعبد فليرحل إلى الدار الآخرة.

فلما قامت الثورة كانت جمعة الكرامة نموذجاً مصغراً لموقفه من الثورة الذي سبق وأن أعلنه بصراحة لوفد العلماء والمشايخ الذين عرضوا عليه الصلح فصرخ في وجوههم : أنا سليل سيف بن ذي يزن، وستصير الدماء إلى الركب!

ولم يدري أنه لم يأخذ من سيف إلا السيف فقط ليذبح به الشعب المغدور.

ظن الطيبون من شباب الثورة أن السلمية والسلمية فقط ستقتلعه! متناسين أننا أمام وحش يستمتع بمناظر الدماء.

وكم كنا نخوض من سجالات في ساحة التغيير مع الشباب البريء الذي كان يعتقد أنه بزحفه إلى دار الرئاسة ستسقط مملكة الحروب والأزمات، وقلنا لهم: إن قائد العصابة ليس له مكان مقدس ، فهو لا يعترف بالدولة أصلاً وإنما يختبئ وراءها لتمرير شئون العصابة.

وها هو اليوم يعيش بدون دار الرئاسة وبدون منصب رسمي في الدولة، ولا يزال يمارس لعبته المفضلة بإتقان وكأن شيئاً لم يتغير.

إذ لا يزال حتى اللحظة وبدون أي غطاء شرعي يستخدم مليشياته التي بناها، ليقوض حلم اليمنيين في وطن مستقر.

تمر بنا ذكرى الكرامة لتقول لنا أن المذبحة مفتوحة ، وأن الدماء لا زالت تجري وأن مسلسل الموت يعمل فينا فمقابل بضع وخمسين شهيداً ارتقوا في الكرامة هنالك مذابح مفتوحة في تعز وصنعاء وعدن وغيرهن من البقاع التي أفرغ فيها براكين حقده.

مالم نأخذ بثأر الكرامة فستبقى اليمن مذبحة مفتوحة حتى ينتهي المسخ من على هذه الأرض الطيبة.