رسائل دول الخليج من العاصمة دمشق لسوريا وللعرب وللمحور الإيراني المليشيا تجبر طلاب جامعة ذمار على إيقاف الدراسة للإلتحاق بدروات طائفية وعسكرية تشمل التدرب على الأسلحة المتوسطة والثقيلة تعرف على الأموال التي سيجنيها ريال مدريد في حال تتويجه بكأس العالم للأندية 2025؟ أول دولة أوروبية تعلن تقديمها الدعم المالي لسوريا توكل كرمان : الشرع يدير سوريا وفق الشرعية الثورية وتشكيل حكومة شاملة بُعَيْدَ سقوط نظام الأسد نكتة سخيفة خمسون قائداً عسكريًا سوريا ينالون أول ترقيات في الجيش السوري شملت وزير الدفاع.. مأرب برس يعيد نشر أسماء ورتب القيادات العسكرية 1200 شخصية تتحضر للاجتماع في دمشق لصناعة مستقبل سوريا .. تفاصيل عاجل الإنذار الأخير ... واتساب سيتوقف عن العمل على هذه الهواتف نهائياً أجهزة الأمن بمحافظة عدن تلقي القبض على عصابة تورطت بإختطاف النساء ...تفاصيل صحيفة هآرتس: الاتفاق السعودي الحوثي معضلة أمام إسرائيل في حربها ضد الحوثيين ... قراءة تل ابيب لمشهد الحسم العسكري المتأرجح
خلال قرابة اربعة عقود كان صالح اللاعب الابرز والاوضح في المشهد اليمني ومن راقب صعوده من المقاعد الخلفية الى كرسي رئاسة الدولة سواء القريبين منه او المتابع العادي يدرك استراتيجية رئيسية وهي ان صالح كان يستطيع الانحناء بسهولة للمرور من المداخل الضيقة .
صحيح ان التناقضات والتوازنات القبلية والمناطقية والسلطوية هي من مكنته من الوصول وخضوعه لها هو الطريق الذي مكنه من السيطرة عليها لاحقا , فهو وان بداء لهم بطموح ضيق في البداية لمجرد صنع مركز قوى شخصي خاص به بجوارهم مستعينا بما توفره الدولة من قوة وامكانيات الا انه استطاع بعد ذلك ان يصبح مركز القوة الاكبر ثم المهيمن لاحقا على كل من اعتبره لا يشكل خطر عليهم وسيظل خادما لمشاريعهم ومصالحهم لا متسلطا عليها , وحتى في علاقاته الدولية استخدم نفس الاستراتيجية .
ولكنه وكأي بشر كان يأخذه الغرور والكبر وخصوصا عندما يحس باجتماع قدر كبير من عوامل السلطة والقوة تحت يديه فيبدا باتخاذ مواقف وقرارات لا يتردد في التراجع عنها مع اول بوادر رؤيته لمالاتها السيئة وينحني لأعدائه ويخضع لنصائح مستشارية المقربين والذين لا يقيم لهم بالا في الاحوال العادية .
مشكلة الحوثي مع صالح ليس انه يكرهه او حس الانتقام هو الذي يحركه ولكنه يحتقره , فعندما تكره شخص وتضطر ان تتحالف معه وانت ترغب في الانتقام منه فانت تأخذ حيطة مضاعفة نتيجة الخوف والحسابات المعقدة التي تضطر لإجرائها بين المكاسب والخسائر وقوة الخصم وامكانياته اما احتقار الخصم فيجعلك اعمى وتفقد الكثير من التقدير السليم بسبب نظرتك الدونية للخصم .
صالح وبالعكس من ذلك يتعمد اعطاء خصمه الشعور بالتفوق ويتحمل الضربات وينحني للعاصفة ويوهم خصمه بضعفه وقلة حيلته وحتى غباء مصطنع يخفي مكره الشديد حتى يطمئن ذلك الخصم ويستخف به ويمكن تعداد الكثير من المواقف وتطول القائمة وهو يكرر نفس الاستراتيجية ( الحمدي , الغشمي , الناصريين , المشائخ , عبد الفتاح , علي سالم والحزب الاشتراكي , الاصلاح والمشترك , ثورة الشباب ).
ما يمكن قراءته من سلوك صالح النمطي انه كلما بداء يظهر نفسه ضعيفا فهو لديه شيء يخفيه بالتأكيد وبالعكس عندما يبداء بالتبجح والعنجهية والتهديد فهو في اضعف حالاته ويحاول اخفاء مكامن ضعفه او في لحظة تجلي ثقة بمكسب وشيك .
طريقة صالح في تحمل اساءات الحوثيين في الفترة الاخيرة بل وخطاباته الاسترضائية هو ما كان يطرح التساؤلات عن حقيقة وضع صالح وما يخفيه في جعبته للحوثيين .
نتيجة المعركة الحاصلة بين الحليفين وحتى حقيقة هذه المعركة لاتزال ضبابية ووجود المحرك الخارجي ودوره هو الحاسم في فهم طبيعة الاحداث واعادة تشكيل التحالفات الداخلية والتموضعات بالنسبة للخارج .
مع ايماني الثابت ان كل الاطراف في المسألة اليمنية صراعها هو من اجل السلطة ومكاسبها بينما قضية هذا الشعب الحقيقة هي الدولة التي لا يتعامل معها الجميع الا باعتبارها مطية لركوب السلطة لا اكثر .
د محمد الكمالي