صحفيات بلا قيود: حرية الصحافة في اليمن تواجه تهديدا كبيرا.. وتوثق عن 75 انتهاكا ضد الصحفيين خلال 2024. مركز الإنذار المبكر يحذر المواطنين في تسع محافظات يمنية من الساعات القادمة بشكل عاجل أردوغان يكشف عن أرقام اقتصادية تذهل العالم بخصوص الصادرات التركية خلال 2024 لماذا اصدرت وزارة الداخلية اليمنية قرارا بمنع تشغيل المهاجرين الأفارقة في عدن؟ وزير الخارجية الأمريكى: فوجئنا بسرعة سقوط نظام الأسد وإيران في وضع لا يسمح لها بالشجار .. عاجل وزير الخارجية الألماني والفرنسي في غرف التعذيب بزنازين صيدنايا سيئ السمعة بسوريا وزيرة خارجية ألمانيا بعد لقائها أحمد الشرع: حان وقت مغادرة القواعد الروسية من سوريا وزير الخارجية الفرنسي من دمشق يدلي بتصريحات تغيظ إيران وحلفاء امريكا من الأكراد بعد تهرب الجميع.. اللواء سلطان العرادة ينقذ كهرباء عدن ويضخ الى شريينها كميات من النفط لتشغيلها هكذا سيتم إسقاط الحوثيين عسكريا في اليمن .. تقرير أمريكي يكشف عن ثلاث تطورات ستنهي سيطرتهم نهائيا ...كلها باتت جاهزة .. عاجل
ظهر في العصر الحديث ما يسمي بالذكاء التجاري " Business Intelligence " أو كما يحلو البعض بتسميته الاستخبارات التجارية،وهي كما قام الكثيرين بتعريفها وهي الحصول على المعلومات الصحيحة في الوقت المناسب لإتخاذ أفضل القرارات،المعلومات اليوم يتم الحصول عليها من عدة مصادر إلكترونية تكون في الأصل عبارة عن بيانات مجمعة هنا وهناك.
يقول الخبراء أن تاريخ الذكاء التجاري يرجع الى السبعينات من القرن الماضي، عندما بدأت ثورة المعلومات تنتشر واعتمد عليها في تسيير المؤسسات التجارية والحكومية ومن ذلك الوقت تم الإهتمام بكيفية الحصول على المعلومات بالشكل السريع و السلس و في نفس الوقت ظهرت تكنولوجيا ما يسمي بـمخزن البيانات " Data warehousing " وهي تحتوي على البيانات المجمعة من عدة مصادر، وبذلك أزدادت أهمية الذكاء التجاري و بدأت الشركات المعنية بتطوير أدوات خاصة بهذة التكنولوجيا .
حقيقة الأمر إن الذكاء التجاري كان موجود من قديم الزمان ولكن الفرق اليوم ان المعلومات كان يتم الحصول عليها من الكتب و الخرائط و حتى من الكتابة على الحجر وغيرها و وكان اعتماد الناس كثيرا على ذكاء المستشاريين وقدرتهم على استحضار المعلومات لاتخاذ القرارات الإقتصادية و السياسية . أعتقد أن من أهم الشخصيات التاريخية التي استطاعت أن تحقق أكبر عملية إنقاذ إقتصادي في التاريخ هي شخصية النبي يوسف علية السلام .لقد إستطاع النبي يوسف بما أوتي من العلم و الحكمة ان ينقذ شعب مصر من الهلاك المحتوم يقول الله عز و جل (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) . صدق الله العظيم.
عندما قام النبي يوسف عليه السلام بتفسير رؤيا الملك ،تم تعيينه على خزائن الأرض و ذلك لترجمة ما تعلم من الله الى أرض الواقع حيث أن في ذلك الوقت لم يكن يوجد أي شخص قادر على إدارة خزائن الأرض وإدارة السنوات الأربعة عشر التي مرت بها مصر كيوسف .كان من أهم الأهداف لعبور الأزمة هو تخزين الحنطة , ولكن كيف و كم تحتاج الدولة من المخزون لسبع سنوات ؟.
فالإجابة على ذلك كانت عند النبي يوسف عليه السلام ، لقد قام النبي يوسف عليه السلام بجمع المعلومات التالية :
1-كم عدد السكان في كل مدينة وقرية .
2-كم عدد الحيوانات من بهائم و أغنام وغيرها .
3-ما هو حجم إستهلاك الأفراد و الحيوانات .
4-كم عدد الأراضي القابلة للزراعة .
5-كم عدد ومساحة الأراضي الخاضعة لسيطرة الدولة وغير الخاضعة للدولة .
6-كم عدد العمال العاملين في هذه الأراضي .
7-كم عدد الوافدين من الدول أو الأماكن المجاورة .
8-نسبة النمو السكاني .
وغيرها من المعلومات الضرورية لاتخاذ القرارت التي يحتاج لتنفيذ المشروع ، فبعد حصوله على المعلومات الدقيقة أتخذ القرارات اللازمة لإنجاح المشروع ، فقد بني عدة مدافن للقمح موزعة حسب التجمعات السكانية في الدولة .طبعاً أثناء القحط لم يقم بتوزيع القمح بشكل عشوائي ولكن بناءً على ماتم حصره و جمعة من معلومات عن المواطنين و القوانين التي سنها في ذلك الوقت . طبعا نجاح المشروع الذي قادة النبي يوسف في ذلك الوقت له عدة أسباب و أهم هذه الأسباب هي إرادة الله ، الذي أراد أن يظهر قدرته و قوته من خلال أنبيائه عليهم السلام والأسباب الأخرى هي قوة الأيمان التي تحلى بها نبي الله يوسف و ثقته بالله و حسن الإدارة التي تعلمها بفضل من الله.
أراد الله من قصة يوسف أن يبين للناس أسباب النجاح و الطرق المثلى في بناء دولة اقتصادية من الطراز الأول .بفضل من الله فإن إمكانات العالم اليوم أفضل عما كان عليه في العهود السابقة , و مع ذلك فالعالم اليوم يعيش أزمات إقتصادية من وقت لأخر وفقر مدقع في كثير من الأماكن من العالم .
إن مراكز البحوث و مراكز المعلومات في العالم أصبحت توفر المعلومات بشكل دقيق لصانعي القرارت في العالم ولكن العالم في تخبط الى اليوم، بسبب هذا التخبط فالعالم و الدول الإسلامية خاصة مطالبة بالرجوع الى الثوابت الإنسانية لوجود الإنسان في الأرض وبناء إقتصاديات و مجتمعات تقوم على إحترام الإنسان خالية من الأطماع و الشهوات التي تدمر الحجر قبل الإنسان،المطلوب ايضاً وضع حلول إقتصادية توفر الأمن الغذائي لجميع الناس بدون استثناء والإستفادة من تاريخ الأزمات و مسبباتها بشكل جدي .
*متخصص في الذكاء التجاري