طهران والرقص على حبال الشرق والغرب.. دخول في المحظور
بقلم/ كلادس صعب
نشر منذ: سنة و 9 أشهر و 17 يوماً
السبت 14 يناير-كانون الثاني 2023 04:27 م
 

وصل “الموس الى رقبة نظام الملالي” وفق تعبير احد الدبلوماسيين السابقين بعدما بدأ بالرقص في عدة حلبات، وهو الذي دخل الساحات العربية والخليجية وعبث بأمنها وجغرافيتها وديمغرافيتها..

اليوم انتقل الى أوكرانيا، عبر مسيراته التي يدعم فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقصف المنشآت الحيوية فيها، دعماً “للقيصر” بهدف إخراجه من مأزقه في أوكرانيا الذي ستدخل الحرب فيها سنتها الأولى، بنتائج لا تقاس بعظمة الإمبراطورية البوتينية ،غير مبالٍ بما لها من نتائج على علاقته بالأوروبيين لاسيما فرنسا التي كانت حمامة العبور بين طهران والولايات المتحدة الأميركية في ملف التفاوض حول الملف النووي الإيراني.

وعلى الرغم من الأجواء المشتعلة التي تلهب نارها الساحات الإيرانية ،بعدما تجاوزت يومها ال118 دون ان يتمكن النظام من اخمادها ،رغم انه استعمل جميع قدراته الترهيبية، وصولا الى القتل المباشر للمتظاهرين والاعدامات التي ينفذها بحق ناشطين من الطراز الاول في المجتمع الايراني ،الا انه لم يتمكن من السيطرة عليها كما كان يحصل في الانتفاضات السابقة، التي كانت تنحصر في الاحواز ومناطق الأقليات التي لم تشكل يوماَ حاضنة للنظام وما سمي ب”ثورة

الخميني” واليوم خرجت من معقل ولاية الفقيه ،حيث بدأت النيران ترمد صور وتماثيل لها قدسيتها بدءاَ من رأس الهرم المرشد الأعلى وصولاً الى قاسم سليماني الذي كان ضلعاً اساسياً من أضلاع النظام.

لم يرتدع النظام عن ممارساته التدخلية في الدول العربية والخليجية بالمباشر وغير المباشر عبر خلايا زرعها في بعض الدول والتي احبطت مخططاتها في مهدها، فبدأ بتوسيع رحى تدخلاته ظناَ منه انه بامكانه دخول سوق التجزئة في هذه الحرب اعتقاداً منه تحصيل مكتسبات في سوريا من خلال مساعدته للروس في حربهم المصيرية ومن جهة أخرى يشكل ضغطاَ على الأوروبيين

بالتهويل من خلال اظهار قدراته لناحية امكانية وصوله الى العمق الاوروبي ولو بشكل غير مباشر من خلال عرض منتجاته الحربية وفعاليتها، لكن النتائج لم تكن في الحسبان حيث بدأ الأوروبيون يدركون مدى خطورة هذا النظام ولم

يكن الرسم الكاريكاتوري ل”شارلي ايبدو” سوى “القشة التي قسمت خيط العلاقة” مع نظام الخامنئي الذي استنزف كل وسائل التواصل مع فرنسا وأقرانها في الاتحاد، وهذا ما دفع ببعض الدول الى تزويد اوكرانيا باعداد كبيرة من المعدات لمواجهة الرفد الايراني لبوتين بمسيراتها وصواريخها . ويعتبر المصدر ان المنطقة ستكون على موعد مع متغيرات كثيرة، لناحية التدخل

الايراني في الحرب على اوكرانيا التي تعتبر حرباً غير مباشرة على القارة الاوروبية، وهذا ما سيزيد من عزلة طهران خارجياً والدخول في المحظور ، مع انقطاع جسر الحوار مع العالم ولا يمكن التعويل على انتصار روسي قد يتحقق في المدى القريب.