ثمرة البطيخ المجَّوفة.. والكبيرة؟! -
بقلم/ فكري قاسم
نشر منذ: 16 سنة و 7 أشهر و 3 أيام
الجمعة 23 مايو 2008 10:11 م

< أظهرت إنتخابات المحافظين ، ولو على نحو خجول، أن المؤتمر الذي يتكاثر كرغوة الصابون واعتاد مراراً أن يزحلق خصومه، يمكن له الآن، ومستقبلاً، أن يزحلق كتيبة من رجاله.

 ويمكن له أيضاً، أن يزحلق شيئاً من مزاج «البابا» لصالح المزاج العام تماماً كما حدث في محافظات: مأرب والجوف والبيضاء، حيث المزاج المؤتمري للقواعد هذه المرة زحلق شيئاً من مزاج الرئيس، أو لنقل زحلق شيئاً من مزاج الأمانة العامة ودفع إلى رأس المحافظات الثلاث، ثلاثة محافظين (مؤتمريين) اقتنعوا في لحظة أنهم الأجدر.

كان بوسع العدد أن يتسع.. ولم يزل بوسع المؤتمر -كحزب يريد أن يصل إلى سن الرشد- أن يقول لنفسه «لا» في عديد مرات قادمة.

< في انتخابات هيئة رئاسة مجلس النواب مؤخراً، كان غالبية أعضاء كتلة المؤتمر الحاكم، أو على الأقل الذين أعرفهم، يسعون لاختيار رئيساً للمجلس غير العميد يحيى الراعي.

 باقي يزيد يرأس السلطة القضائية عميد، لتصبح السلطات الثلاث كلها ميري. ويخرج الشعب إلى الشارع يؤدي عرضاً عسكرياً مهيباً).

- شعب صفاااااه

- إاااا نتباه

كان غالبية أعضاء البرلمان المؤتمريين «يتزحروا» ليلدوا إرادتهم، كما لو أنه وليد غير شرعي! ويوم الإقتراع كانت إرادة «البابا» باسترضاء تام قد سبقتهم إلى الصناديق.

 بصراحة لم يزل حزب المؤتمر الذي يحاول -جاهداً- بلوغ سن الرشد، يبدو في الغالب أشبه بنادي الصقر الرياضي بتعز لو ذهب شوقي هائل عن رئاسة الصقر سيهرول هذا الاخير إلى الدرجة العاشرة. وكذلك ذهاب الرئيس عن المؤتمر.

< أعود لانتخابات المحافظين وما صاحبها من تعيين إلى مجلس الشورى وتعديل وزاري أراد أن يظهر للناس لابساً جلباب هيئة مكافحة الفساد! وهذا كابح جيد قد يهذب، إلى حدٍ ما، الشهوات العابثة. أقول ربما.

وأما مجلس الشورى، (ثمرة البطيخ الكبيرة والمجوَّفة) فأنه مع الوقت يغدو كما لو أنه منتدى رسمي (العضوية فيه بقرار جمهوري طبعاً) لتبادل الذكريات وبعضاً من مشاعر الحسرة وبعضاً من السخط، السخط الذي يولد هكذا فجأة!!

لا بأس.. إن جيشاً بكامله تم زحلقته في الجنوب، ولا داعي لأن يمتعض بعض المزحلقين إلى تجويف ثمرة البطيخ.

< لن أخفي تعاطفي مع عارف الزوكا (محافظ مأرب) ومحمد علي الرويشان (محافظ شبوة) لقد تزحلقا -باكراً- إلى خدمة العمل التنظيمي (!)

ولم تزل في الرجلين طاقة وذوق وأخلاق يمكن استثمارها في خدمة العمل الحكومي. الأداء الحكومي أحوج.

< واضح أن فخامة الرئيس أحس -تماماً- بالورطة هذه المرة. من أين يخترع لــــ22 محافظاً سابقاً، مناصب عليا في البلد؟

لم يكن امامه غير طريقتين: يعلن عن إنزال مناقصة سريعة لتوسعة مبنى مجلس الشورى، بحجم الاستاد الرياضي، ليستوعب كوم الطالعين الجدد. لكن، هل سيتقبلون الزحلقة بروح رياضية؟ الله أعلم.

أو الحل الثاني: يعلن الوحدة اليمنية مع جيبوتي والصومال، وكلها سنة أو سنتين وتهرول قوات الشرعية وشيوخ الفيد إلى مقديشو وإلى العاصمة جيبوتي (أين أنت ياحمود عاطف؟).

عند ذاك سيصير لدينا محافظات جديدة، وبالتالي ستتوفر مناصب جديدة تكفي لمراضاة فُلان وعلان.

< حالياً ليتمتع كل واحد بما تيسر له من البقاء.

 في جوف البطيخة، واللي حاطط في بطنه بطيخة، واللي ينتظر دوره لينتقل إلى جوف البطيخة ما عليش.

هكذا الحياة.. ناس تروح.. وناس تجي.. وناس على غيري: بلااااادهم؟!

< هكذا هي حكومات العالم الثالث، اغلب رجالات المناصب العليا ليسوا إلا مجموعة من الموظفين، يرتدون ملابس أنيقة ويتمتعون بصحة جيدة، ويسعون طيلة سنوات خدمتهم للفوز برضى البابا.

وفي النهاية من هو ذاك الذي يعبر كل المراحل محتفظاً بقدر من حب واحترام الناس له.

في رأيي.. انتخابات المحافظين، ولو بعد حين، ستجعل سنوات الخدمة لاحقاً هماً مناصفاً لنيل رضى السيد والعبيد معاً!

هذا إن لم تعتجن الشغلة ويطلعوا لنا بتعديل يقضي بتعيين أمناء العموم، «وبنّشَّرة» المحافظين المنتخبين وهكذا إلى أن نكره حاجه إسمها إنتخابات، ونتشيع للعبودية والديكتاتورية.. قدها أخرج من ديمقراطية تعصد الدنيا عصيد...

***

باقة ورد لكل أولئك الذين تزحلقوا من أجل تجربة ينبغي لها -يوماً ما- أن تنجح.

fekry19@hotmail.com

 

 

 

 
نصر طه مصطفىفي ذكرى الوحدة
نصر طه مصطفى
مشاهدة المزيد