آخر الاخبار

أول عضو في مجلس القيادة الرئاسي يكشف عن إنعكاسات عودة ترامب الى واجهة المشهد الأمريكي وخيارات الحرب ضد الحوثيين المركز الأمريكي للعدالة يدين محكمة في شبوة أصدرت حكماً بسجن صحفي على ذمة منشور على الفيسبوك السفير اليمني بدولة قطر يزور معسكر منتخبنا الوطني للشباب بالدوحةضمن استعداداته لنهائيات كأس آسيا بالصين من نيويورك.. رئيس الوزراء يؤكد للأمين العام للأمم المتحدة تمسك الحكومة بمسار السلام وفق المرجعيات الثلاث ويطالب بضغط دولي تجاه المليشيا بعد دعوات تشكيل لجنة من المحايدين لزيارة الأسرى.. حزب الإصلاح يعلن موافقته ويضع شرطا صغيرا يحرج الحوثيين ويضعهم في زاوية خانقة الحكومة اليمنية تؤكد التزامها بالمسار الأممي لحل الأزمة وغوتيريش يقول أن ملف اليمن أولوية الحوثي يوجه البوصلة باتجاه السعودية ويهدد بضرب اقتصادها ويقول أن المعركة قادمة أسعار الصرف في اليمن مساء اليوم اسقاط طائرة مسيرة في مأرب تحول في الشراكة بين الحكومة اليمنية والأمم المتحدة.. من الإغاثة إلى التنمية

عن "حاشدية" الثورة اليمنية.
بقلم/ ماجد الجرافي
نشر منذ: 17 سنة و شهر و 24 يوماً
الثلاثاء 27 نوفمبر-تشرين الثاني 2007 07:45 ص

مأرب برس – خاص

لم تكن القبيلة في يوم من الأيام خارج إطار المعادلة السياسية في اليمن، وإن كان هناك من جديد تشهده الساحة السياسية اليوم فإنه لا يعدو عن كونه إعادة ترتيب لأوراق المشهد السياسي، من خلال انتقال القبيلة إلى الطرف الآخر من المعادلة السياسية بكل ثقلها الاجتماعي والسياسي..

وإذا كانت "المعارضة" كمفهوم سياسي جزءاً من أي نظام ديمقراطي ينهض بها مجتمع مدني تذوب فيه جميع الكيانات التقليدية، فإن بروز ظاهرة "المعارضة القبلية" اليوم وفي ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها بلادنا، لا يكشف عن صراع بين مكونات النظام السياسي القائم فحسب، ولكنها تكشف في ذات الوقت عن نقاط ضعف يعاني منها الواقع السياسي، استطاعت الكيانات التقليدية أن تنفذ من خلالها وأن تقدم نفسها كبديل للكيانات المدنية التي أثبتت عجزها في تلبية تطلعات الناس إلى مستقبل أفضل..

وهذا الضجيج السياسي الذي بدأت القبيلة بإثارته من خلال تحركاتها السياسية المتعددة خلال الفترة الماضية، لا يشكل ظاهرة غير صحية بحد ذاته، ولكن مكامن القلق فيه تكمن في أدبياته السياسية وخطاباته الاستنفارية التي لم تقتصر على استثمار معطيات الراهن لصالح مشاريعها، بل إنها ربما شطت في استجلاب الماضي لتعزيز مواقفها السياسية التي بدأت تشكل إزعاجاً للبعض، سواء كانوا في السلطة أو في المعارضة..

إن المتتبع لأدبيات وخطابات الحراك القبلي الراهن الذي يتصدره حسين الأحمر وشقيقه حميد، وهما يستحضران التاريخ، يجد بأنهما يؤسسان لمفاهيم جديدة لمفهوم القبيلة ولأدوارها السياسية، من خلال التأكيد على حاشدية الثورة اليمنية ونفيهما المطلق لحاشدية النظام، بل إن خطابهما يحاول التأصيل لحاشدية النضال، سواء قبل الثورة أو بعدها..

وبأسلوب ضمني حاولت مذكرات الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر أن تؤكد ما صرح به نجلاه، فالمتصفح لهذه المذكرات لن تفارقه فكرة حاشدية الثورة والنضال، وإلغاء جميع الأدوار التي اضطلعت بها جميع فئات الشعب اليمني في هذه الثورة ضد نظام الأئمة البائد بشكل ضمني، من خلال تضخيم الأدوار النضالية للمناضلين المنحدرين من حاشد، وتجاهل غيرهم من المناضلين الذين لم يكن لهم شرف الانتماء إلى حاشد..

وإذا كان هذا في مذكرات الشيخ الأحمر ضمناً فإن الأحمر الصغير "حسين" قد ذهب إلى أبعد من ذلك عندما أكد على حاشدية الشهيد محمد محمود الزبيري، وكأنه مناضل قبلي كرس حياته للنضال في سبيل مجد عشيرته ضد نظام الأئمة الذي انقلب على حلفائه في حاشد كما ينقلب النظام الجمهوري اليوم عليها، ولتنتهي عملية التقمص التاريخي التي سيطرت على خطابات "حسين" بإثبات أن الزمان قد استدار وعاد إلى هيئته، يوم بدأت طلائع الثورة اليمنية بتأجيج نضالاتها ضد نظام حكم الأئمة البائد، الذي يؤكد شقيقه "حميد" على أوجه الشبه بينه وبين النظام القائم، من خلال كونهما يمثلان وجهين مختلفين لنظام حكم فردي مستبد، ولسنا في صدد الاتفاق أو الاختلاف مع مشائخ (حاشد) حول هذه الجزئية، ولكن ما نحن بصدده هو "حشدنة" التاريخ اليمني والنضال والثورة، ومحاولة تهميش الأدوار النضالية لأقطاب المجتمع المدني المتأهب اليوم للإصلاح السياسي، من خلال العودة إلى متاريس القبيلة التي باتت تبحث عن دور تلعبه عبر ركوب موجة التغيير المتنامية في جميع أنحاء اليمن، التي لم تنل ما نالته (حاشد) من خيرات الثورة والوحدة..

* majedabdalla@hotmail.com