رحمك الله يا أبا سالم
نشر منذ: 17 سنة و 6 أشهر و 3 أيام
الجمعة 22 يونيو-حزيران 2007 09:08 م

مأرب برس ـ ماليزيا ـ خاص

الحمد لله الذي لا يٌحمد على مكروه سواه والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم,,, أما بعد

فإنا لله وإنا اليه راجعون و حسبنا الله ونعم الوكيل, إن دمعاتي تسبق كلماتي وعبرات ي تخنق أفكاري. ماذا أقول في رثائك يا أباسالم يا أخي يا حبيبي يا أستاذي, لكم تفتضح حقارة الدنيا الفانيه عندما نفقد أمثالك, نعم إن الكلمات أراها تعجز عن التعبير عن مافي خاطري لهذا الرجل العظيم ليث المنابر, أسد الحروب, الرجل الشهم, صاحب الأخلاق العاليه, والسجايا النبيله.

إن اول خاطر هجم على بعد بلوغ الخبر هو خاطر الوحشه العظيمه التى أحسست بها عند فراق هذا الرجل العظيم الذي كان له أعظم تأثير على نفسي منذ صغري وهذة شهادة لا أملك ان أخفيها, لقد أحسست بوحشة كأنني في صحراء مهلكة وفي ظلام دامس وخشيت أن الله يصطفي كل صادق و مخلص - ولا نزكي على الله أحدا- ويذرنا بين من على شاكلتنا في نياتهم الدخن.

# عبدالله بن عمر بن عبدالله بن سالم الحداد كم أحببت هذا الإسم ولكم عشت وأنا أحب أن يٌذكر عندي وعلم الله كيف يكون شوقي وأنا اراه. كم عشت وأنا أتمنى وأحلم أن أرد إاليه جزءاً يسيراً من حقة على. لقد كان مثالى من بين الأحياء.

# عبدالله بن عمر بن عبدالله بن سالم الحداد أبا سالم الداعية الصادق المخلص – ولا نزكي على الله أحدا- كم تتشنف الأسماع لسماع صوته المجلجل ونبراتة الصادقة والمؤثره. إذا صعد على المنبر هز النفوس وهيج المشاعر وتفتحت له القلوب وأثنت عليه الألسن.

# عبدالله بن عمر بن عبدالله بن سالم الحداد يلقاك بوجه بشوش وأسلوب جذاب كأنه سيتقطع لك. عندما تراه ترى فيه القدوة الصالحه, ترى الكرم والشهامة, وترى فيه الأخلاق في أسما معانيها.

# عبدالله بن عمر بن عبدالله بن سالم الحداد – أبا سالم – عرفته جبال أفغانستان مجاهداً أسداً مقداماً شهد له شيخ المجاهدين عبدالله عزام – رحمهم الله جميعاً –. هزم الكمندوز الروسي وهو بمفرده لكن الله معه وقتل قائدهم. عرفه اليمن في حرب الانفصال, قائدا وليثا وفارسا لا يشق له غبار كان يطلب الشهاده بصدق فنسال الله ان يبلغه منازل الشهداء.

# عبد الله بن عمر الحداد عرفته المراكز والمخيمات والمساجد والحلقات مربياً فاضلاً وداعياً الي الله باحواله قبل اقواله وبجنانه قبل لسانه. وضع الله له القبول وتشرب الناس حبه فتراهم يثنون عليه كبيرهم وصغيرهم بعيدهم وقريبهم وكل من عرفه او سمع عنه والناس شهداء الله في ارضه ومن احبه الله احبه الناس الحب الصادق الصافي الذي لا يعرف له سبب دنيوي هذا هو القبول الرباني الذي يهبه الله لاحبابه في الدنيا نسال الله ان يكون فقيدنا منهم.

ابو سالم رحل يوم الجمعه بعد أن صلي الفجر وهذا يوم عظيم من مات فيه أمنه الله فتنه القبر. رحل سريعا ونحن احوج ما نكون اليه, سنفتقده كثيرا,ً ستفقده المساجد والمنابر, وستفقده الارض التي مشي عليها وستبكيه.

  ابو سالم اجد نفسي كأنني لا اريد أن أقطع الكتابه عنه وفي نفس اللحظه عندي يقين اني مهما كتبت فلن اعبر عن ما في نفسي ولن اوفيه حقه. واداءً للواجب اقدم التعازي الحاره الي اخواني احمد ومحمد وعبد الكريم وضيف الله ومحسن اخوان اخي ابو سالم والي ابناءه وابناء اخوته واهله وعشيرته وكل محبيه والي نفسي لاني لا أري مصابهم أعظم من مصابي ولا نملك الا أن نقول أنا لله وأنا اليه راجعون. ان العين لتدمع وان القلب ليحزن ولا نقول الا ما يرضي ربنا وانا لفراقك يا ابا سالم لمحزونون وصبراً وثباتا علي ما كان عليه. رحمك الله يا ابا سالم وتقبلك في عباده الصالحين ورفع درجتك في المهدين وجعل كتابك في عليين واحسن عاقبتك في اهلك وذريتك الي يوم الدين. اللهم اغفرله وارحمه واعف عنه واكرم نزله ووسع مدخله واجعل قبره روضه من رياض الجنه وابدله داراً خيراً من داره واهلاً خيراً من اهله وزوجاً خيراً من زوجه. اللهم باعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب ونقه من الخطايا والذنوب كماينقي الثوب الابيض من الدنس واغسله بالماء والثلج والبرد. اللهم ضاعف حسناته وتجاوز عن سيئاته واجعل الموت له راحه من كل شر واجعل خير أيامه يوم يلقاك. اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده, اللهم أجمع بيننا وبينه تحت ظل عرشك يوم لا ظل الا ظلك وفي مستقر رحمتك إخواناً على سرراً متقابلين برحمتك يا أرحم الراحمين.

والحمد لله رب العالمين,,,

الأسيف المكلوم/ عسكر بن عبدالله بن محمد طعيمان

الجمعه 6/6/1428هـ

22/6/2007م

ماليزيا