آخر العقبات أمام قطار الثورة
بقلم/ فكري القباطي
نشر منذ: 12 سنة و 10 أشهر و يومين
الإثنين 02 يناير-كانون الثاني 2012 07:27 م

يُدركُ بقايا النظام أن قطار الثورة أوشك على الوصول إلى محطتهِ الأخيرة ..

ويُدركُ أيضاً أن زرع عبوات ناسفة على سكة القطار لإيقافه عملية مستحيلة ولكن زرع جراثيم ناسفة لوحدة الصف في ركاب القطار غير مستحيل نظراً لوجود ركاب لديهم قابلية تامة لاستقبال جراثيم النظام الناسفة لقناعاتهم الوطنية والموافقة لايدولوجياتهم الوثنية التي سقطت أصنامها الطائفية والحزبية تحت أقدام الشعب الثائر ليصبح اللادين \"اللاأدرية\" عقيدتهم الجديدة ..

فلم يعد القصر الجمهوري بالنسبة للـ \"أدريين\" المحطة الأخيرة لقطار الثورة بل أصبحت منصة التغيير هي المحطة الأخيرة التي ستقودهم إلى ثقب يأجوج ومأجوج للالتقاء بإلههم الجديد ..

هناك حيث ينتظرهم مايكروفون منصة ساحة التغيير ذلك المقدس الذي ذكره أجدادهم في كتبهم وتناقلته فلوركلورياتهم القديمة باعتباره الوعد الموعود والغائب الموجود والحاضر المفقود على تلةٍ تتوسط مدينة الأوندرادو أو فلنقل ساحة التغيير..

من البديع أنهم قد استيقظوا في الثلث الأخير من الثورة ليؤدوا شعائرهم \"الأدرية\" بلا قِبلةٍ محددة ولا مناسك واضحة فذلك إن دل على شيء فإنما يدل على أنهم قد صبأوا عن دين آبائهم ولكنهم أوشكوا على الدخول-إن لم يكونوا قد دخلوا- في فراغٍ وطني ووثني لتفتح لهم كنائس علي عبد الله صالح القومية والأمنية أبوابها للخروج من حالة الفراغ إلى روزنامةٍ من المهام والوصايا التي ستعيد إليهم كيانهم المفقود تماماً كما فعل \"ماثيو جولوفنسكي\" -وهو العميل المزدوج للإمبراطورية الروسية والبلاشفة- حينما ألف بروتوكولات حكماء صهيون لتكون توراة جديدة يسير عليها يهود أوروبا المضطهدون والحالمون بالسيطرة على العالم ..

لذلك انتقلوا من خانة التوظيف السياسي البحت لقضاياهم وأفكارهم إلى خانة التوظيف الطائفي والوثني لتشكل الوسيلتان غايةً جديدةً تكتمل خطوطها الحمراء بتمزيق الصف وإعادة الوطن لنقطة الصفر بعيداً تماماً عن شعاراتهم الحقوقية التي أكسبها -سابقاً- تعاطف الشعب فلا \"هولوكوست\" صعدة ولا \"هولوكوست\" الناصريين وقفتا عائقاً لإثنائهم عن الدخول في رقعة علي عبد الله صالح الشطرنجية ليصبحوا أحجاره الجديدة ..

ولذلك لن نستغرب من قسمهم -الكهنوتي- بالصلاة على رقعة السبعين لأن أحجار الشطرنج الجديدة تريد أن تقود خلفها الآلاف من الثوار لكي يُذبحوا قرباناً لإلههم الجديد والذي لن يمنحهم صكوك القبول والغفران حتى يأتونه بالقرابين التي ستعيد إليه عرشه وتُعيد إليهم كيانهم المفقود ..

وما أشبه الليلة بالبارحة فهذا القسم ليس سوى نسخةٍ مكررةٍ من قسم عبد الله بن أبي حينما عاد إلى المدينة بعد غزوة أحد فقال :ليخرجن الأعز منا الأذل ... ورغم أنه كان الأذل إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحجم عن قتله على الرغم من أن بعض الصحابة أشار بذلك فرد النبي قائلاً : والله لو قتلته يومئذ لأرغمت أنوف رجال .. فيتحدث الناس أني قد وقعت على أصحابي فأقتلهم صبراً ...

ولكن قبل أن نُقرَّ بضعفهم علينا أن نعترف أن خارطة علي عبد الله صالح الجديدة قد فتحت باباً لعبور هؤلاء المستوطنين إلى قلب الثورة ليكون حقهم في المواطنة شرطاً من شروط النجاح لثورتنا المجيدة لذلك لن يكون نفيهم خارج أسوار \"مدينة الاندورادو\" حلاً مقنعاً لنا فبقاؤهم بيننا سيدفع بهم إلى كشف كافة بروتوكولاتهم التي ستحقق لهم حلمهم المنشود ولكن من دون المساس بثوابت منصة التغيير \"التلة المقدسة\" والتي تنص على أن المايكروفون حقٌّ للجميع لا يجوز إخضاعه لأية إملاءاتٍ أو توصياتٍ قد تخدش من قداسته المزعومة ..

ومن أراد الحصول على المايكروفون لخدمة الثورة فلا بأس ولكن من أراد الحصول عليه لخدمة المسيخ الدجال فعليهِ أن ينتظر قيام الساعة أو فليذهب إلى منصة السبعين هناك حيث ينتظر -هُبل- من لا دين لهُ ليمنحه مايكروفون زائداً ألفين ريال ..

يبقى علينا الإشارة إلى أن الحجم الحقيقي لهؤلاء أقل بكثيرٍ من أن نفرد لهم موضوعاً كاملاً ولكن مهنية الحرف تفرض علينا النظر إلى معتقداتهم بعين الشفقة لأنهم وإن كانت مدة صلاحيتهم الثورية قد انتهت مع أول قداسٍ أقاموه على منصة ساحة التغيير إلا أن الركلات التي تلقوها من أبناء الشمس حراس منصة ساحة التغيير كانت كافيةً لإصابتهم بالرضوض الجسدية والمزيد من الاختلالات النفسية ..

وقد يكون من الإنصاف أن ننظر إليهم على أنهم آخر العقبات أمام قطار الثورة لكي لا نحرمهم من صكوك علي عبد الله صالح ولكن قبل ذلك علينا أن نذكرهم أن هذا القطار هو الوسيلة الوحيدة التي ستدخلهم إلى رقعة السبعين بل وستفتح لهم أبواب العودة إلى وثنيتهم القديمة ليمارسوا شعائرهم الناصرية والحوثية ضمن مجتمعٍ حر يحترم حقوق الأقليات ولكنه بلا شك يحتقر من لا دين لهم ..