عفواً سيدي الوزير، اللون والطول
بقلم/ عبد العليم الحميدي
نشر منذ: 17 سنة و 8 أشهر و 15 يوماً
الإثنين 09 إبريل-نيسان 2007 02:20 م

مأرب برس – الرياض – خاص


نهضت من نومي باكر وتوجهت إلى العمل وكانت حالتي النفسية غير مستقرة بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها ليل نهار كموظفين وعاطلين وأصبح أفراد المجتمع بمختلف فئاتهم على حد سواء ( باستثناء الهوامير وأزلامهم ) وإذا ما سألت مواطن ( بالتأكيد مواطن صالح ) سواء موظف أو عاطل عن حاله أجاب بسرعة " ضبحان" والضبح في بلادي الحبيبة أصبح جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية بل أصبح نوعا من أنوا ع البروتينات في قاموس ومعاجم حكومتنا الرشيدة مثله مثل اللقاحات المختلفة.

المهم وصلت إلى العمل وأنا على نفس الحال هم وقلق وحيرة ولكي أنفض هذا الوضع المتشائم بدأت تصفُح بعض المواقع الإخبارية الاليكترونية بهدف متابعة أخبار الحكومة الجديدة القديمة ليس ولعل أن أجد أخبار طيبة تبعث في نفسي ولو قليلا من بريق الأمل وتعمل على إحياء آمالي التي أوشكت أن تموت بسبب تهريج وفساد الحكومات المتعاقبة.

وكان بموقع " مأرب برس " أول المواقع أتصفحها حيث كانت المواضيع والتقارير كثيرة جدا ولفت انتباهي تقرير في أخبار الوطن تحت عنوان ( تجليات إبداعية في حكومة مجور من أول يوم لدوام وزرائه ) وقبل قراءة العنوان أخذت نفسا عميقا ودرت وجهي عن شاشة الكمبيوتر وبدأت أطلق العنان للأحلام والآمال والتي انطلقت بعيدا في عنان السماء وبدأ خيالي يرسم لي كيف آتي الوزراء إلى وزاراتهم مصممين وعازمين على إحلال النظام بدل الفوضى والعمل من فوق الطاولة بدل من تحتها والالتزام بدل من الانفلات والقضاء على الرشوة والفساد والمحسوبية وأن الدنيا أصبحت بألف خير ، صحة للجميع ، تعليم مجاني ، كهرباء لا تنقطع ، مياه غير ملوثة ، شبكة مواصلات عامة وما علينا كمواطنين إلى أن نحافظ على الممتلكات العامة ونحسن استخدامها ( طبعا هذا موجود في خيالي وليس في الواقع).

استدرت مرة ثانية إلى شاشة الكمبيوتر وأكملت قرأة التقرير وبقراته تحقق الهدف حيث أن همومي وآلامي انبرحت وبدأت أتقهقه بصوت مرتفع وبدأت بالاتصال بزملائي وإخبارهم بإنجازات حكومة ماجور في يومها الأول.

الإنجاز الأول يحسب لوزير الكهرباء والذي لم يتضح له الأمر في أي دولة تم تعيينه فيها وزير للكهرباء واعتقد أنه تم تعيينه في جمهورية فرنسا ولا يوجد مشكلة تذكر لا في باريس ولا في المدن الأخرى حيث أن الكهرباء انقطعت خلال القرن الماضي مرة واحدة فقط في العاصمة باريس.ويبدو أن الوزير لم يدرك حتى اللحظة أن التعيين كان في حكومة الجمهورية اليمنية ( حكومة طفي لصي ) وأن الكهرباء تنطفي لمدة تترواح من ساعتين إلى ست ساعات في عواصم المدن أما الأرياف فحدث ولا حرج. كأن الأجدر بوزير الكهرباء في يومه الأول أن يستقرا وضع الوزارة لا أن يتخذ قرارات اقل ما قد يقال عنها بأنها سخيفة لأنه قرار أو توجيه غير ملزم ولا يأخذ به في كثير من الدول الأوربية.

سيادة الوزير إن ربطة العنق لن تحل مشكلة الانقطاع المتواصل والمتكرر للكهرباء إلى إذا كان لديكم خطة في استخدام ربطة العنق حال العجز في الكابلات !!!

سيادة الوزير إن إلزام الموظفين بربطة العنق يقد يكون شي جميل من وجهة نظركم ولكنك تجاهلت أصول ربطة العنق من حيث اللون والتناسب مع ما قد يرتديه الموظف من بنطلون وقميص وقد يقوم بعض الموظفين بلبس ربطة العنق مع الثوب!!! وعليه ياسيادة الوزير لا بد من استصدار قرار أخر يلزم الموظفين بمبدأ التناسق ما بين ربطة العنق والبنطلون والقميص وأنه لا يجوز في أي حال من الأحوال لبسها مع الثوب والخنجر ، ولا تنسى سيادة الوزير شمول القرار على بدل مظهر للموظفين حتى يتمكنوا من متابعة أخر الموضات في عالم الأزياء وهو ما عجز عنه رئيس صندوق النقد الدولي واتضح ذلك جليا من خلال الصورة التي شاهدناها على صفحات جريدة الشرق الأوسط أثناء زيارته أحد المساجد في تركيا وبدت الثقوب واضحة للعيان على جواربه.

أما من ناحية تقصير اللحية " سيادة الوزير " فإن القرار لم يحدد طولها وإنما تم الأمر بالتقصير فقط وهذا يترك الباب مفتوحا على مصراعيه وتظل الاجتهادات قائمة لأن التقصير في اللغة معناه الأخذ من الشي سواء كان قليلا أو كثيرا ولإزالة اللبس نأمل إصدار ملحق لقراركم يوضح فيه طول اللحية المسموح به بالسنتمترات وطُرق التأكد من التزام الموظف بذلك.

الانجاز الثاني لوزير الأوقاف والذي قضى بمنع التدخين في مبنى الوزارة وأنا من ناحية إنسانية أؤيد هذا القرار ولكن كنت أتمنى قراراً بذلك من مجلس الوزراء يقضي بمنع التدخين في الأماكن العامة الوزارات ، المستشفيات ، المواصلات العامة ، الحدائق ، البنوك وغيرها وأطالب وزير الصحة العامة ووزير البئية تبنيهم لهذا القرار.

وأخير ... أقول ... إن ملامح الحكومة الجديدة اتضحت لي جليا من أول دوام لوزرائها وأن أحلامنا قتلت في مهدها وشأت الأقدار أن تستمر معاناتنا إلى ما شاء الله.

حسبنا الله ونعم الوكيل.