صدى تونس في أرض الكنانة وسبأ يا مصر أنت كوكبة العصر
بقلم/ فؤاد الصوفي
نشر منذ: 13 سنة و 8 أشهر و 28 يوماً
الأربعاء 02 فبراير-شباط 2011 08:50 م

وكتيبة النصر

وإيوان القصر

بهذه الأبيات استهل الدكتور عائض القرني قصيدة كتبها في أحدى زياراته لمصر مصر الخير ومصر الصمود ومصر التحدي هذا البلد العريق الذي علَّم العرب دروسا بليغة و لم يزل يسطر ذلك .

ولم ينل أيُّ حدثٍ في هذه الأيام صدى بما فيه حدث تونس كما وجدت وتجد أحداث مصر المحزنة ، شعبٌ يغلي ويخرج بكل أطيافه على كلمة واحدة يردد شعار لا للظلم لا للقهر ،كفى استبداد .

أصواتٌ تعلو أمام عنادٍ رسميٍّ طاغوتيّ، يقدم مصلحته وبقائه على مصلحة الشعب وسفك دمه. فرّ أولاد الحاكم العسكري واهله ليبقوا آمنين ، وبقي هو متشبثا ليستكمل المسيرة، مسيرة حماية الصهيونية وإذلال الشعب والقضاء على حيويته وعنفوانه حتى آخر لحظة من أنفاسه . وحوله سدنته وخدمته وحاشيته الذين مكنهم من أن يسطوا على قوت الشعب وثروته فطغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد فانحنوا لأمره وانصاعوا لجبروته ومعهم آخرون لا يخرجون من حضيرته .

ومما يؤسف له تلك المواقف العربية المخزية الخاذلة للشعب المصري والوائدة لخياره وثورته، مواقف الدول العربية المَدينة للشعب المصري كشعب وليس كطاغوت، مَدِينة له ثقافيا وفكريا وعلميا ؛ تأييدٌ واضح للقمع والقهر والاستبداد وسفك الدماء دون مناصرة للشعب وخياره ولا مناصحة لذابحه وطاغوته ، والأدهى والأمر أن أصبح الزعماء العرب حماة لطاغوت مصر ومستعدون للإضرار بالشعب المصري وسيبذلون كل إمكاناتهم حفاظا على حسن مبارك ، إنهم يشهدون بذلك شهادة زور يؤكدون بها ان مبارك هو المظلوم ! فجرَّموا الضحية لصالح الجلاد، لكن تلك الشهادة هي دلالة جديدة على أنهم من نفس الجنسية وعلى نفس المنهج وانهم رضعوا من ضرعٍ واحد ويخضعون لسيِّدٍ واحد .

فلم يرعوِ أولئك أو يثوبوا من أن يعلنوا موقفهم المؤيد لذبح الشعب وإبادته. إنها رياح التغيير، المرجفة لهم انطلقت من إفريقيا متوجهة صوب آسيا قريبا إن شاء الله ،لأنها المنطقة الأكثر تضررا وستزلزل الظلمة اينما كانوا .

لقد أدركت الشعوب العربية أن حقوقها مصادرة وأن الظلم متعمد وانه لا يراد لهذه الشعوب في المنطقة ان تنهض ، وانها يجب ان تبقى في صفوف العالم الثالث، مهما كانت مقدراتها ومواردها ، والأهم أن يستفيد من تلك المقدرات حماة إسرائيل وضباط امريكا في المنطقة ، وأدركت أنها ذات قوة كامنة وجيش كبير من الشباب الذين وحّد كلمتَهم ضيقُ العيش ونكده ومتاعبه، فضمتهم آلامهم حتى صاروا كرجل واحدٍ يفرشون الأرض ويلتحفون السماء رجالهم ونساؤهم واطفالهم.

شباب دفعتهم إلى الخروج بأكفانهم شهادات البطالة المكتسحة و توزيع الوظائف لخواص المسئولين وكل الامتيازات الحكومية يستحوذ عليها حواشيهم وصارت البلدان لهم ولذويهم حتى صارت اموال الدولة متداولة بين الأغنياء منهم فنهبوا الأرض وثورات برها وبحرها وجوفها ، وخصصوا ما لا يصلح للخصخصة من المؤسسات المهمة بأسمائهم او اسماء وكلائهم وخدمهم لتصبح الشعوب بلا ثروة ولا وطن ولا هوية.

ولذلك كله فهم اليوم يترجَّون جميعا كما ترجى الطاغوت بن علي ، فالتعديلات الوزارية وتعيين مبارك لنائب لم يؤمن به منذ ثلاثين عاما وتغير القرارات والدعوة إلى حوار قيادات الأحزاب التي حرمت من الحق الدستوري بكل وقاحة وبلطجية في الماضي القريب ،إنه يستغيث بها اليوم، يستغيث بها بدعوتها لحوار لم يدعها له من زمن طويل، لقد صادر حقها الدستوري في انتخابات الشعب والشورى .

وأشبه بذلك استغاثات الرئيس اليمني مؤخرا حيث تم الإعلان عن استراتيجية الأجور وتخفيف الضرائب وأعلن عن زيادة في مرتبات الجيش وإنشاء صندوق لدعم خريجي الجامعات.. واعتماد 500 ألف حالة في الضمان الاجتماعي ، و يستغيث مؤخرا بالمعارضة يدعوها لملجأ الأزمات مرة أخرى – الحوار- فينادي له كلما اشتد عليه الأمر حتى إذا قضى مآربه منه نبذ مواثيقه وعهوده وراء ظهره ، وفي دول عربية أخرى تخاف من الزحف اتخذت إجراءات للوقاية ولكنها جد متأخرة وقريبا سوف تزلزل موجات التغيير عروش الباقين....وإنا غدا لناظره قريبُ.