تونس تحقق نجاحاً كبيراً في تصدير الذهب الأخضر إسرائيل تدك أكثر من 40 ألف وحدة سكنية في جنوب لبنان وتجعلها ركاما وانقاضا عاجل: أمريكا تحبس أنفاسها وتتحصن مع تفاقم التوترات وترامب يعلن واثق من الفوز وايلون ماسك يحذر من هزيمة المرشح الجمهوري واخر انتخابات في تاريخ أمريكا لأول مرة في تاريخها… التعديلات الدستورية الجديدة في قطر وتجربتها الديمقراطية عثمان مجلي يصارح الخارجية البريطانية: الجميع يدفع ثمن منع الشرعية من تحرير ميناء الحديدة بحضور دبلوماسي ومباركة رئاسية .. عدن تشهد ميلاد أكبر تكتل وطني للمكونات السياسية يضع في طليعة أهدافه استعادة الدولة وإقتلاع الإنقلاب وحل القضية الجنوبية مجلس القضاء الأعلى بعدن يصدر قرارات عقابية بحق إثنين من القضاة مقتل امرأة في قعطبة بالضالع برصاص الحوثيين صحيفة أمريكية: هجوم ايراني قريب على اسرائيل سيكون اكثر عدوانية من السابق توقعات المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر حول الأمطار ودرجات الحرارة في المحافظات الشمالية والجنوبية
اليوم إن سألت أي فرد ممن شاركوا ـ فعليا ـ في دك البنيان وسحل الإنسان , أو ممن ساهموا ـ تصفيقا ـ في صنع نكبة الجنوب ومحنة أهله , بداية سبعينيات القرن الماضي . فإنك ستجد منهم جميعا جوابا موحدا من مشكاة واحدة .
ـ سيقولون .. " إن ذلك كان اندفاعا جنونيا متهورا لا تبريرا له اليوم ولا تفسيرا , وإن عقولنا كانت مغيبة وإرادتنا مسلوبة , وذلك بتأثير تعبئة نفسية سلبية بغيضة سبقت تلك الأحداث . تعبئة غرستها فيهم الدروس المنهجية في الحلقات الثورية , وأهازيج القومية العربية , وشعارات حركات التحرر العالمية , وأحلام الاشتراكية من مساواة وحقوق للكادحين , وغيرها من ترانيم الحماسة الثورية ... فترسخت في عقولنا صورة وهمية لوطن فاضل وحياة كريمة . وتم إقناعنا أن ذلك لن يتحقق إلا بزوال العوائق أمامها , من بقايا الاستعمار ومخلفاته من البرجوازيين والإقطاعيين , وأن الدين " أفيون الشعوب " فيجب التخلص من رموزه الكهنوتية . وأنه يجب تدمير الطبقات الاقتصادية من الشركات الاستثمارية العالمية كي يبقى الناس جميعا في مستوى واحد .. وهكذا تشبعنا بذلك الزخم الثوري , وما أن جاء وقت تسلمهم الحكم بعد إزاحة قحطان , حتى ضغطوا زر التشغيل فانطلقنا إعصارا نقتلع الأرواح ونحطم كل ما هو أمامنا مما نظنه خطرا يهدد ثورتنا ووطنا وحريتنا , دون أن نفكر في أهميته لحياتنا ومعيشتنا . لقد تم لهم ما أرادوا , وكنا أدوات تمرير لمشروعهم ومخططهم الذي تم إعداده مسبقا . وحتى الساعة لا ندري لماذا فعلنا ذلك ؟ لقد خربنا وطننا بأيدينا لا بيد الاستعمار , ولا بيد من ظنناهم الخونة بيننا " .
وأما من لزم الصمت أو خرج مكرها فسيقول لك .. " ومن كان حينها يملك الجرأة أن يقول ( لا ) , كان يكفي أن يقول أحدهم أنك عميل وامبريالي وكهنوتي ليتم سحبك وتغييبك . وسيلحق أهلك الحزن والألم وهم يتذللون عند بيت كل مسؤول .. يريدون جوابا يشفي لوعتهم .. حيا أنت أم ميتا ؟ . وطوال حياتك لن تجد جوابا ل " حيا أم ميتا " .
واليوم تلوح في أفق الجنوب كل تلك السحب السابقة تحمل في غمامها ألما وعذابا وقهرا . ألا ترى حجم التعبئة في النفوس ضد فئة محددة من الناس والجماعات والمؤسسات ؟. ألا ترى حجم التخوين بين المكونات ؟ . ألا ترى تقلب المواقف وتقييم الأفراد بين لحظة وأخرى لمجرد النقد البناء لموقف خاطئ محدد ؟ , ألا ترى حدة التصرف الجنوني ضد المخالفين في الرأي والوسيلة ؟! فيتم وصمك بالخيانة والعمالة وشتمك بكل أنواع القذارة والحقارة , وتهديدك والعمل على تصفيتك ؟ , ألا ترى عمليات خطف وتغييب لأفراد لا يعلم أهلهم مصيرهم ؟ , ألا ترى عمليات اقتحام لمساكن طلابية ولبيوت أهلية ولمؤسسات وهيئات وطنية قانونية ؟ , ألا ترى نار التحدي والتمرد بين جهات سياسية وأمنية وعسكرية ؟ , نارا سيطال لهبها كل شيء , ولن ينجو منها بنيان ولا إنسان . اليوم هناك تضليل للوعي وتغييب للعقل , وتخويف وترهيب نفسي , فما أسهل أن تقول لمن خالفك " عميل وخائن و .... ", لتردد معك فرقة ال " قاز " الملتهبة ما تقوله دون وعي ولا فهم . هذه التصرفات تحدث اليوم , فكيف إذا تمكن لهم كل شيء غدا .
أبو الحسنين محسن معيض