البصمات العشر.. والبصمات السود..!
بقلم/ بن سهيل اليماني
نشر منذ: 12 سنة و 10 أشهر و 5 أيام
الإثنين 26 ديسمبر-كانون الأول 2011 08:51 م

في مؤتمره الصحفي- الذي لم يكن له داعيا أصلا- ظهر صاحب البصمات العشر وصاحب البصمات السود.. ليؤكد مجددا لليمنيين وللعالم أجمع أنه لايستحق لاضمانة ولاحصانة..وأن الحصانة التي منحتها له مبادرة الخليج كانت جريمة في حق هذا الشعب .. فهي لم تنصفه من هذا المهووس بالسلطة.. المسكون بخيال العظمة..فهاهي الدماء اليمنية تسفك

من قبل هذا المجرم ضاربا عرض الحائط بالمبادرة وأصحاب المبادرة .. فهو لايردعه شيئ عن ارتكاب الجرائم وتصفية الخصوم.. والمهلة التي منحته المبادرة انما أراد هو من ورائها ان يشفي غليله وينتقم ممن قالوا له : ارحل..ومن

الذين ايدوهم ممن كانوا له شركاء وأصدقاء وأحبة وسمن على عسل – كما يقال..

لقد ظهر في هذا المؤتمر-النكرة- لأن الجو لم يعد جوه ويتصادم مع نصوص المبادرة – التي هي في الأساس من اعداده وأخراج دول الخليج بمباركة دولية- فهو لم يعد رئيسا فعليا بل شرفيا – من باب المراضاة أو المدارة – وكان من

اللائق به كرئيس شرفي الاّ يعقد مؤتمرا صحفيا ..

فماذا اراد من وراء عقد هذا المؤتمر الصحفي ..؟

لو ظهر في هذا المؤتمر وأعلن عن اعتذاره وشديد استنكاره لما حدث لمسيرة الحياة .. لوجد لذلك صدى وقبولا عند الأخرين.. غير أنه – وكما هي عادته- ظهر متحديا بلغة أخرى هذه المرة .. فلم يقل\" سنواجه التحدي بالتحدي\" أو غيرها من عبارات التحدي .. بل ظهر ساخر ا من رئيس الحكومة الجديدة .. وساخرا من مسيرة الحياة.. ومرددا ماقاله

عند توقيع المبادرة عن قصة قتل اسرائيل لأ حمد ياسين.. مضفيا على الأ سرئيليين صفة مراعة حرمة المساجد – ولعله

يقلد عبده جندي في هذه المقولة التي ظل يرددها في مؤتمراته الصحفية الهزلية.

قال عن رئيس حكومة الوفاق محمد سالم باسندوة : أنه صاحب نية حسنة .. وأنه مستعد يبصم له بالعشر ..غير أنه في نظره مسير بالريموت كنترول من قبل الآخرين – معروف من يقصد بهؤلاء الآخرين.. انهم اصدقاؤه وشركاؤه بالأمس ..أعداؤه اليوم . هل يليق برئيس ولوكان بدرجة رئيس شرف – هل يليق به أن يقول عن رئيس حكومة وفاقية انه مسير بالريموت كنترول ..؟ فاذا كانت هذه هي نظرته الى رئيس حكومة توافقية .. فكيف يتوقع منه ان يدعمها ويعمل على نجاحها كما يدعي .. ؟

لقد اراد بهذا الكلام اثارة الغبار امام الحكومة الجديدة باستهداف رئيسها..والتجني عليه.

ثم ماذا عن مسيرة الحياة ..؟ كماهي عادته من تقليل شأن الآخرين .. فقد قال عنهم: انهم عبارة عن 2500يدفع لكل منهم مائة الف ريال .. اراد الاستخفاف بمن غامروا بحياتهم وقطعوا المسافات الطويلة ليوصلوا صوتهم للعالم اجمع بأسلوب حضاري وراقي فيه تضحية وبذل وعطاء يجب أن تحنو له الجباه تقدير ا واحتراما .. لكنهم في نظر الرئيس

الشرفي عبارة عن أعداد مرتزقة وليسوا ثوارا أرادوا ان يعبروا عن عدم رضاهم لما آلت اليه أحوال ثورتهم الشبابية

السلمية بطريقتهم الخاصة التي أثارت الأعجاب والتقدير لهذه الروح الوثابة للحياة..

وعن الأ عتراض لهذه المسيرة واطلاق النار عليها, قال:لو أردت اعتراضها أو ايقافها لأوقفتها في تعز..يعني فيما يعني انه لم يكن يتوقع أن تصل هذه المسيرة الى صنعاء والا لكان اوقفها في مهدها .. وأما عن القتل الذي حصل في صفوفها فهو – كما هي عادته - يرجع ذلك الى مسلحين مند سين من جماعة اللقاء المشترك ..!!

كذلك حاول التقليل من شأن خصومه..واللمز بهم..فهو يقول عن علي محسن أنه ليس لديه قوة وقوته لا تتجاوز ثلاثمائة

فرد وأنه يحتمي بميليشيات القبائل والأصلاح..! ويقول – بأسلوب ساخر- انه سيعوض صادق الأحمر بعشرة مليار ..!

هذه خلاصة مؤتمر صحفي لا معنى له الا الأمعان في ايغال الصدور واشعال النار الهامدة تحت الرماد ..

وماذا عن بصماته التي تركها في هذا الشعب؟ يقول: انه لم يورث أي ثروة ولا ارصدة مالية في البنوك..واذا وجد وا

شيئا – يعني المعارضين –\" يشلوه\".! وانما ورث بصماته في هذا الشعب: استخراج البترول , الوحدة , الديمقراطية..\"!!\", الى آخر المعزوفة التي يردده دائما وكأن ما تحقق في فترته ماكان يمكن ان يتحقق في ظل غيره !

فاذا جئنا ننظرنا لهذه البصمات التي أشار اليها ويعتبرها من منجزاته المهمة والتاريخية – سنجدها على حقيقة الواقع كالتالي:

- البترول : لم يكن له أي اثر يذكر على مستوى النهوض بالشعب وتقدمه ..فهو الى الآن سر غامض لايعرف حقيقته وفائدته الا شخص \"الرئيس الشرفي\"..! وأما الشعب فبطنه نظيفة من بترول ومن غاز ومن أي ثروات أخرى ..

- الوحدة - حلم اليمنيين جميعا : شوهها ومسخها وانقلب عليها حتى كرهها أخرون .. فلا يمكن التغني بشيئ مهدد بالزوال.. بسبب تصرفاته الهوجاء..

- الديمقراطية: لاأدل على أنه لايطيقها ولا يتحملها ولايرضى بها من قوله امام مجلسي النواب والشورى بعد عودته السرية من الرياض: \" أننا عملنا لنا مشكلة عند قيام الوحدة وهي قبولنا بالتعددية الحزبية والديمقراطية\"..الخ كلامه حينذاك ..

اذن هو لايؤمن لا بالديمقراطية ولا بالتعددية ولا بالأحزاب ..

وهكذا يمكن القول عن أ ي بصمة من بصماته أو منجز من منجزاته التي يقول انه ورثها للشعب ..

وللحقيقة والتاريخ فقد ترك بصمات لن تنمحي من ذاكرة اليمنيين .. هذه البصمات هي: ايجاد التفرقة بين اليمنيين

بمختلف الطرق والأساليب ..زرع الفتن الطائفية والمذهبية .. ففي عهده عانى الشعب اليمني من التفرقة المذهبية

فأوجد السلفية , وأوجد الحوثية , وأوجدالقاعدة ..وأوجد الحراك .. وحول اليمن الى ساحة مستباحة من قبل الطائرات الأ مريكية تقتل اليمنيين جهارا نهارا.. \" ولا يعنيه ما يجيئ من الجو\"..! كما قال في أحد المقابلات التلفزيونية ..

بالأضافة الى تلك البصمات السوداء ..فقد كان له بصمات أخرى اشد سوادا وقتامة وهي طرد اليمنيين من دول الخليج وفقدانهم الأمتيازات التي كانت لهم – بسبب سياسته الرعناء ابان غزو صدام للكويت ..ثم بعد ذلك تفريطه في حقوق اليمن التاريخية في ارضه وحدوده في ظرف غامض ستكشف الأيام عن أسرار ذلك التهافت الذي حصل والتخلي عن حقوق الشعب اليمني ..

فهل هذه البصمات التي تركها علي عبدالله صالح بصمات بيضاء يحق له أن يفتخر بها ..؟ أم انها بصمات سوداء..شوهاء ..قاتمة في تاريخ الشعب اليمني على مدى33 عاما هي فترة حكمه النكد.؟