حشود هادرة بمحافظة تعز تنديدا بجرائم الابادة والتهجير بقطاع غزة الذكاء الاصطناعي يورط عملاق التكنولوجيا «تسلا» ويقودها للمحاكمة عبر القضاء كلاب آلية تنظف أحد الجبال المصنفة ضمن قوائم التراث العالمي رابطة اللاعبين المحترفين تكشف عن المرشحين لجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لشهر أكتوبر دولة خليجية تبدأ بسحب الجنسية من المئات من مطلقات مواطنيها الإنذار المبكر ينشر توقعات الطقس خلال الساعات الـ24 القادمة في 11 محافظة يمنية قراءة تركية: من سيحسم المعركة الانتخابية في أمريكا ويفوز بكرسي الرئاسة؟ أول تعليق من أردوغان على تعيين نعيم قاسم خلفاً لـ نصر الله تحذير خطير في أحدث تقرير للبنك الدولي عن الوضع الاقتصادي والإنساني في اليمن اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين تترأسه اليمن
دخلت مؤخرا خدمة الفيديو إلى الإعلام الالكتروني اليمني, فصارت تتحدث بالصوت والصورة, جامعة بين مزايا الإعلام المرئي والمسموع والمقروء معا, مستفيدة من المساحة التي وفرتها التكنولوجيا في ثورة المعلومات, ومعها تحول القراء عبر (الملتيميديا) إلى مشاهدين أيضا.
كانت المواقع الالكترونية اليمنية من ضمن الملتقطين لهذه المساحة النوعية التي صارت تتكئ على بوابة بعض المواقع, في حين صار لها الوضع المميز والمستقل في بعضها الآخر.
وأمام هذه الجديد, ماذا يقول المختصون عن الواقع والطموح, الحاضر والمستقبل؟ وإلى أي مدى وصلت, وإلى أين من الممكن أن تصل؟.
وفي البدء, بدا من الملاحظ أن هدير الحرب العسكرية التي تحمل النسخة السادسة والتي يخوضها الجيش في شمال البلاد ضد جماعة الحوثيين, قد رافقتها, بشكل لا يخفى على أحد, حرب إعلامية مشهودة, وقفت فيها الحكومة بأجهزتها الإعلامية الكبيرة في طرف, ووقف الحوثيون ندا لها في الطرف الثاني, كانت مساحتها الشبكة العنكبوتية العالمية, وتوزعت مسميات هذه المساحة بين المواقع الالكترونية الداخلية والخارجية, والأهم من ذلك مواقع الفيديو التي أنشئت مؤخرا من قبل المواقع الإخبارية اليمنية.
لتطور واختصار الجهد.. وفر الحاسوب والنت إعلاما جديدا
يقول حمدي البكاري- صحفي- في مقال له تحت عنوان "الإعلام الجديد في اليمن.. وعود المستقبل" نشره في موقع "مأرب برس" إن أكثر من حدث يمني يمكن مشاهدته عبر مقاطع فيديو يلتقطها صحفيون أو هواة ويبدو أن تقنيات الفيديو بدأت بالوصول التدريجي إلى بوابة الصحافة الالكترونية اليمنية, ففي أبريل 2009م بدأ موقع مأرب برس خدمة بث مقاطع الفيديو http://www.marebvideo.com متيحا للمتصفحين إمكانية إضافة المقاطع التي يريدونها وكذلك التعليق على المقاطع المبثوثة.
وفي السنتين الأخيرتين كما يقول عبد الرحمن عبد الخالق- أستاذ في قسم الإعلام بجامعة عدن, شهدت المواقع الالكترونية اليمنية توسعاً كبيراً، وتطوراً على المستوى التقني والفني والتحريري، واستفادت من الإمكانيات الكبيرة التي وفرها الحاسوب والنت، ومن ضمنها استفادتها من الصورة المتحركة "الفيديو"، وهو ما بدأته مؤخرا بعض المواقع منها "مأرب برس" و"التغيير نت"، و"الصحوة نت"، و"سبتمبر نت"، و"المصدر أون لاين" وغيرها من المواقع.
أي أن هذا الخدمة المفيدة, حسب وصف محمد قاسم نعمان- رئيس تحرير صحيفة التحديث الصادرة من عدن, برزت ضمن العملية التواصلية, بين المتابع (المستقبل) والمرسل, ويرى أنه "لابد من تشجيعها".
بالمثل فإن خدمة الفيديو عند أحمد الزرقة- كاتب وصحفي- تأتي في إطار التنافس والتطور التقني, والتي أصبحت تتيح سرعة الوصول إلى الجمهور وما يريدونه.
محمد الأسعدي-صحفي- ينظر لهذه الخدمة بأنها أحدثت فرقاً كبيراً، وبالإمكان أن تحدث المزيد من التقدم إنْ تابعت التطوير في هذا المجال, خصوصا وأن "مقاطع الفيديو تختصر الكثير من جهد الكتابة والشرح والتفصيل, وتقدم وقائع لا يمكن إنكارها, وتواجه تضليل الإعلام المضاد بشراسة".
يقول محمد الصالحي الذي تسنّم منتصف الجاري رئاسة التحرير (كان مديرا للتحرير) في موقع مأرب برس , إن خدمة الفيديو هي من أحدث التكنولوجيا التي طرأت على عالم الصحافة، ولـ"التطور المستمر في خدمات الشبكة العنكبوتية والتنافس الحاد بين المؤسسات الإعلامية؛ للحصول على رضاء قرائها, وجدت الخدمة مفعولها في إبراز تطور بعض تلك المؤسسات" وفقا له.
"مأرب برس" كما يضيف البكاري, ليس وحده من يبث مقاطع الفيديو فهناك أيضا موقع التغيير نت الذي أدخل خدمة الفيديو العام الماضي http://www.al-tagheer.com/all_video.php , وخدمة الصحوة نت عبر الصحوة يوتيوب http://www.youtube.com/alsahwanet التي انطلقت في أكتوبر 2008م بعد ست سنوات من انطلاق الموقع.
الفيديو, سلاح الإعلام.. الفارق الكبير في صدى صعدة
مؤخرا, عندما تعلق الأمر بالحرب الدائرة في محافظة صعدة والتي رافقتها حرب إعلامية بين طرفيها, استفاد الحوثيون منها بشكل أكبر, حيث أنهم جماعة صغيرة هدفهم واضح, يخدمهم في مرحلة المواجهات, في حين أن البيروقراطية في الأداء الإعلامي للحكومة, وتعدد الجهات التي تمر عليها الرسالة الإعلامية حتى تصل إلى الصيغة النهائية, يحد من سرعة وصولها, إذ أن الإعلام الرسمي لم يتعود, بعد, على التعامل السريع في بث الرسالة الإعلامية, وفقا لـ"الزرقة".
ويعتقد الأسعدي, أن الحروب الأخيرة التي استخدم فيها المتمردون, من أتباع الحوثي, هذه الخدمة, أحدثت فارقاً كبيراً على الأقل في الأوساط الإعلامية المتابعة, والتي لا تمتلك سبيلاً إلى معرفة ما يجري على الميدان. إلا أن المتقن لـ"مهارة التصوير والمونتاج والإخراج", كما يضيف, يمكن أن يضلل المتابع العادي.
ويعود الأمر في هذه النقطة عند نعمان إلى كيفية التعامل معها من حيث شرف المهنة, وهو أمر غاية في الاعتبار, بحيث لا تسوق بشكل خاطئ؛ كونها وسيلة من وسائل المعلومات. حتى أن نعمان لم يستطع تقييم هذه الخدمة "التقييم الصحيح, في مثل هذه الظروف", خصوصا وأن "كل طرف يريد إثبات صحة معلوماته التي قد يكون بعضها مشروع, في حين أن بعضها الآخر غير مشروع", يتفق مع الأسعدي في أن "التكنولوجيا والتطور الرقمي تجعلان الفرد يشكك من مصداقية المعلومة المنقولة".
يؤكد الصالحي أن الدور الكبير للفيديو في اليمن برز من خلال الحرب السادسة بين القوات الحكومية والمتردين الحوثيين، و"كان السبق للطرف الأخير من خلال بثه لمقاطع فيديو تظهر ما يقول إنها انتصارات يحققها في حربة مع حكومة صنعاء"، ينوه إلى أن "الحكومة عندها أحست بأهمية هذا السلاح الإعلامي, فلجأت له مؤخراً".
وفي "مأرب برس" أكثر المواقع اليمنية قراءة في اليمن, حسب تصنيف الموقع العالمي "الكسا", تتطلع إدارته دوماً إلى الريادة, فتسعى إلى تقديم المبتكر والجديد (هذا ما أوضحه رئيس التحرير), يقول "كان لنا السبق في تدشين موقع مأرب فيديو التفاعلي؛ لتكتمل خدماتنا الإخبارية المكتوبة وتضيف عنصراً تفاعلياً هاماً بالنسبة للمستخدم".
رعب الصورة مرهون بمزود الخدمة ومستوى الجودة
اعتبرها "خدمة وتقنية بالغة الأهمية، لما تمتلكه الصورة الحية من أهمية وتأثير على الناس" أشاد بها من تلك البؤرة الجوهرية, فـ"الرعب الذي يتملك الأنظمة الشمولية والديكتاتورية من الصورة وتأثيرها" يقول عبد الخالق إنه تجسيدا لهذه الأهمية "ولذا نرى سطوتها الشديدة على الإذاعة والتلفزيون، وضيقها بالمساحة الواسعة الذي يوفره الفضاء الالكتروني، فنراها لا تألوا جهداً على ابتداع مختلف الوسائل من حجب المواقع واقتحامها بعقلية القراصنة، ومضايقة العاملين في هذا الميدان، حتى أنها تصل بأساليبها إلى طرق لا تسلكها سوى العصابات وقطاع الطرق، من خطف وتنكيل".
إلا أن متلقيي خدمة الفيديو في اليمن, ما زالوا قليلين, واستخدام الانترنت بشكل عام ما زال قليلا في اليمن, مقارنة بدول أخرى, كدول الخليج, وإن تفاءل "الزرقة" بمستقبل هذا النوع من الإعلام, خصوصا وإن القنوات التليفزيونية أصبحت تشجعه كجزء من صحافة الجمهور, أكد أن ذلك مرهون بمزود الخدمة, ومسألة احتكارها, إذ تعاني الآن من ضعف في التحميل والتصفح.
يرى البكاري أن الكثير من الصور ومقاطع الفيديو عن الأحداث مثبته على اليوتيوب ومواقع أخرى لاسيما تلك التي لا تستطيع القنوات التلفزيونية الوصول إليها, مثلما يحدث في بعض احتجاجات محافظات في جنوب البلاد, لكن الكثير من هذه المقاطع يجري التقاطها عبر أجهزة الموبايل, ما يعني الضعف في الجودة.
أداء تفاعلي.. انتماء حديث.. خطورة مهمة
وإن كانت كذلك فإن عبد الرحمن عبد الخالق يعتقد أن إدخال الصحافة اليمنية الالكترونية لخدمة الفيديو أعطاها مشروعية الانتماء لوسيط هام وخطير, والتي دونه تفقد أهم ميزاتها, واستفادت من هذه الخدمة حديثا على الرغم من انطلاقتها في 1996م فقد ظلت لسنوات غير مستفيدة من الإمكانيات الكبيرة التي يوفرها الحاسوب والنت، من صوت وصورة ونص مقروء، ومن تخزين للبيانات "الأرشفة الالكترونية"، وعدم توافرها على روابط تشعبية، وغياب العنصر التفاعلي في أدائها، من حيث تخصيص نوافذ للتعليقات والآراء.
يربط الزرقة خدمة الفيديو بالتصوير, وهي لا تستخدم تقنية عالية, إذ بالإمكان إيصالها عبر التليفون أو عبر البلوتوث, في الوقت الذي أصبحت فيه من أكبر الاستثمارات في الشركات الإعلامية عبر العالم, كما هو موقع الـ"يوتيوب".
إيجابية الجمهور.. سلبية التحميل
"مأرب برس" أكثر المواقع اليمنية الخاصة تصفحاً، أفرد نوعيا موقعا مستقلا لهذه الخدمة, ما سيوسع من رقعة تأثيرها والتعاطي الفاعل معها, ويضيف عبد الخالق أن إعطاء "الفيديو" المساحة التي يستحقها في إطار المواقع الالكترونية، سيعطي الصحافة الالكترونية زخماً كبيراً، وسيوسع من قاعدتها الجماهيرية، مستدركا أن ذلك يعود إلى الاعتماد على اللقطات الحية والمباشرة, إن أمكن, الأكثر فعالية.
ومما يساعد على هذه الجماهيرية أن ليس لها علاقة بالمستوى التعليمي أو القراءة, مما يجعلها متاحة للجميع, ومستقبلا, كما يتفاءل الزرقة, سترسل خدمة الفيديو عبر الهواتف الخلوية في اليمن الذي ما زالت فيه خدمة تصفح المواقع بطيئة, إلا أن الزرقة يعتقد أنها ستحاول تقدم شيئا وإن كانت بدت ثمة عوائق في التصفح والتحميل.
ما زالت اليمن, بحسب الصالحي, تواجه إشكالية كبيرة في بطء خطوط الانترنت بجميع مستوياتها, ما يؤدي بوقوف مالكي المؤسسات الإعلامية (المواقع الإخبارية) أمام هذا العائق في تقديم خدمة أفضل بجودة أعلى، غير تشكيلها المعيق للمتصفحين من داخل اليمن الذين يستخدمون الخط العادي للانترنت، لكن الوضع, عند الصالحي, لن يظل على ما هو عليه؛ لأن التكنولوجيا تتطور بشكل مذهل.
بين الابتزاز والالتزام.. الاهتمام بالبُنْيَة
وفي اليمن أيضا يشعر الأسعدي أن المجتمع الإعلامي فيه يهتم بشدة بجديد التقنيات, وإن كان لا يجيد أحياناً إدارة هذه التقنيات الجديدة، يقول "بات في فضائنا الصغير عشرات المواقع الإخبارية التي تعتمد سياسة الابتزاز المعلوماتي والسرقة الممنهجة لجهود وحقوق الآخرين الفكرية من مواد إعلامية وإخبارية وصور ومقاطع فيديو وغير ذلك, وهذا يسيء للوسط الإعلامي ويقلل بالتقادم من الدور المناط بالإعلام".
نعمان, وإن قرأ هذه الخدمة "بشكل إيجابي" وأكد "إمكانية تطورها وتقديمها خدمة أكثر للناس" شدّد على ما أسماه بـ"الالتزام الأخلاقي من خلال الدقة في نقل المعلومة".
وهذا ما تؤكده بعض المواد المسجلة على عدد من المواقع اليمنية التي تستهوي المتابع, فإن بعضها "لا تتحرى المصداقية في حق المصدر الأساسي والمالك الفكري للمادة المسجلة", ولا يخفي الأسعدي أن هناك مواقعا مميزة, وأنها تقدم غير ما يمكن مشاهدته في مواقع الشبكة العالمية, وبإمكانها أن تحدث فارقاً كبيراً, إعلانياً وإعلامياً إن اهتمت بالبنية التحتية السليمة لهذه التقنية في طواقهما الفنية من جهة والتجهيزات اللازمة لهذه التقنية من جهة أخرى, طبقا لما ذكره.
ختاما.. ولّدت الردود حجما من التفاؤل والتفاعل مع هذا الجديد الذي أتى خارجا عن إدراك الخيارات, ربما, فارضا نفسه كأحد مفرزات العصر, حتى لا ندري هل استضافته المواقع الالكترونية أم استضافها, إذ أتاح لها نوافذ مهمة من حيث المجاراة الرقمية والتكنولوجية, أو من حيث رفع مستوى تقديم المعلومات على نحو أكثر فاعلية وأكثر إقناعا..
صحفي من هنا وأكاديمي من هناك, اتفقوا على أنها تمثل جديدا, ويبشر المستقبل بأن لها حضورا قويا, غير أن الأمر يتوقف عند مستوى الالتزام الأخلاقي من جهة, فيما يتعلق بنشر المعلومة, إذا ما أخذنا ميزتها في تقديم الواقع كما هو بعيدا عما يُتّبَع في الكلمة المكتوبة.. كما يتوقف الأمر عند نسبة الاحتكار ومزود الخدمة وسرعة التصفح والتحميل من جهة أخرى, ولا ننسى حجم الجودة في اللقطات الحية والمباشرة والأكثر فعالية, أي مستوى المهارة والإبداع من جهة ثالثة, ومن غير المستبعد خوف الحكومات والأنظمة من صورة الإعلام الجديد, في ظل هامش ديمقراطي يكاد يذكر.