نداء واستغاثة إلى الشعب التونسي
بقلم/ محمد عبدالعزيز البخيتي
نشر منذ: 13 سنة و 9 أشهر و 4 أيام
الثلاثاء 25 يناير-كانون الثاني 2011 08:00 م

ألا باء وألامهات ألأخوة والأخوات أبناء الشعب التونسي العظيم حياكم الله جميعا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وتحياته ومرضاته وبعد نرفع إليكم عظيم العزاء وابلغ المواساة في شهدائكم ألأبرار ونخص بالذكر المواطن البسيط الشهيد محمد البوعزيزي الذي جعل جسده شعلة لثورة بداء ت بطرد الدكتاتور بن علي وزوجته ولن تنتهي حتى تزيل أركان النظام السابق وحزبه البغيض أيها الشعب التونسي العظيم لقد ضللنا سنين وسنين نردد قول شاعركم العظيم أبو القاسم ألشابي رحمة الله عليه.

إذا الشعب يوما أراد الحياة .. فلابد أن يستجيب ألقدر

ولابد لليل أن ينجلي .. ولابد للقيد أن ينكسر

ولكننا لم نكن نعلم أبد أن تلك الأبيات قيلت في الشعب التونسي ولا تنطبق إلا عليه فقط وأنا هنا ومن هذا المنطلق أترجاكم وأتوسل وأتقرب إليكم بدماء شهدائكم الزكية وأراوحهم الطاهرة أنه وبعد أن تنتهوا من مهمتكم الوطنية في تحقيق كل أهداف ثورتكم الشعبية المباركة وبعد أن ترسوا قواعد نظامكم الديمقراطي الجديد وتستقر أوضاع بلدكم الغالي علينا جميعا أن تنزلوا إلى شوارع مدنكم العظيمة وأن تتظاهروا وأن تتجمهروا وأن تعتصموا نيابة عن الشعب اليمني المغلوب على أمره مطالبين برحيل علي عبد الله صالح وأقاربه ومقربيه لأننا شعب مسكين لا نحرك ساكن ولا ندفع عن أنفسنا ظلما فنحن شعب غني بالأمثال الشعبية التي تبرر لنا تحمل الظلم مهما طال أو جار اذكر منها( جني تعرفه ولا إنسي ما تعرفه) و(من تزوج أمنا كان عمنا) وغيرها من الحكم والأمثال اليمانية لا مجال لحصرها ألان ولأننا شعب عن بكرة أبيه يحفظ جيدا جزء يسير من ألأيه ألقرانيه الكريمة (وأطيعوا أول الأمر منكم ) ولأننا نسينا أو لنقل تناسينا أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم و على أن أول من يحاسب يوم القيامة هم المستضعفين من ألناس فقد قال الله تعالى في محكم كتابه (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قلوا فيما كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساَءت مصيراً سورة النساء ألأيه 97 ) وأقنعنا أنفسنا أن ألأيه التي تليها هي التي تنطبق علينا ( إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا 98) الذين عسى لله أن يعفو عنهم حسب ألأيه 99 كما أننا نسينا تماما أن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وكما أننا لا نغير منكر إلا بقلوبنا وذلك اضعف الإيمان.

أيها الشعب التونسي العظيم لا نخفيكم أننا شعب (يرحم) مسكين رقيقي القلوب كما وصفنا النبي ألأكرم صلى الله عليه وسلم وأن لدينا معارضة مسكينة (ترحم الله) كل الذي استطاعت عمله وتعمله وسوف تستمر عمله هوا البكاء والشكاء وطبع وإصدار الشجب والتنديد مثلها مثل مؤتمرات القمة العربية هل تصدقوا إذا قلنا لكم أن غاية ما تتمناه وما حققته المعارضة منذ وجودها حتى ألان هوا الحوار ثم الحوار فالحوار والتحاور والحوار وفشل الحوار ودعواتها المتكررة للحوار واستعدادها الدائم للحوار مع الريس وحزبه وأن يوم السعد بالنسبة لقيادات المعارضة عندنا هوا اليوم الذي يستدعيهم الرئيس لمقابلتهم في دار الرئاسة الذي يبلغ طوله وعرضه بالكيلومترات.

صحيح أيها الشعب التونسي أن المعارضة عندنا دائما ما تعترض على ما تسميها بالعملية ألانتخابية لأسباب كثيرة ولكنها بحنكتها السياسية تخرج بحل مع الريس وحزبه إلى تأجيل الانتخابات وعندما يحين وقتها تعترض من جديد وتسعى جاهدة إلى تحقيق غايتها العظيمة ألا وهي تأجيل الانتخابات وهكذا ولا ندري إلى متى؟.

كما نحيطكم علما أيها الشعب التونسي العظيم أن لدينا اتحادات ونقابات ومنظمات مجتمع مدني كثيرة لا حصر لها ولكن لا حولها ولا قوه (مثل الناس يا ناس) ولدينا صحف وجرائد ونشرات ومنشورات وأندية ومنتديات وصحفيين وصحفيات بلا حدود وفي حدود لكن على (قدنا) ولدينا منظمات كثر للدفاع عن حقوق ألإنسان وعندنا وزارة ووزيرة لحقوق ألإنسان ولكننا نجهل تماما من هوا هذا ألإنسان ألذي ندافع عن حقوقه؟ مع العلم أن مدير مكتب الريس كان قبل فترة هوا الرئيس التنفيذي للمنظمة اليمنية لحقوق ألإنسان ولا ندري هل لا يزال كذلك أم أن المهمة أوكلت إلى غيره؟ ولا ندري أيضاً هل المقصود بالإنسان هنا هوا الرئيس؟

ولا يخفا عليكم أيها الشعب التونسي العظيم أن الريس لدينا صار له على كرسي الحكم ثلاثة وثلاثون عاما بمعنى أنه كان من المفروض أن نتقدم بطلبنا هذا إليكم قبل عشرة أعوام من ألان ولكن جهلنا بكم هوا الذي أحال بيننا وبين ذلك فسامحونا على جهلنا هذا .يا أبناء تونس الخضراء كلما نرجوه منكم هوا ألاحتجاجات والمظاهرات حتى رحيل علي عبد الله صالح عن كرسي الرئاسة ومغادرة اليمن وهوا ألأهم أما أعوانه ومقربيه فاتركوهم لنا ونعدكم أننا سنتكفل بطردهم خارج اليمن لأن حزب الريس عندنا ليس متماسكا كحزب رئيسكم ولا يقوم على أي أيدلوجية سواء نهب الأموال العامة وأنه وبنهاية الرئيس سوف يتفتت وينهار حزبه في عشية وضحاها.

أيها الشعب التونسي العظيم نكرر رجائنا وتوسلاتنا أن تهتموا بمطلبنا هذا لأننا أولاً شعب ضعيف لا حول لنا ولا قوة وثانياً وهوى ألأهم أن الشعب اليمني على قناعة شبه مؤكدة أن مقتل ألاف اليمنيين لو أننا نزلنا مثلكم إلى شوارع مدننا مطالبين برحيل الريس وأفراد أسرته لن يكون كافياً حتى يرحل بينما بن علي ترك الكرسي وفر هارباً ولم يتجاوز عدد شهدائكم ألأبرار المائة شهيد ولهذا نتوسمكم العطف والشفقة والسلام عليكم ورحمة الله .