الرابحون والخاسرون من فوز ترامب.. محللون يتحدثون حماس تعلق على فوز ترامب.. وتكشف عن اختبار سيخضع له الرئيس الأمريكي المنتخب هل ستدعم أمريكا عملية عسكرية خاطفة ضد الحوثيين من بوابة الحديدة؟ تقرير اعلان سار للطلاب اليمنيين المبتعثين للدراسة في الخارج بعد صنعاء وإب.. المليشيات الحوثية توسع حجم بطشها بالتجار وبائعي الأرصفة في أسواق هذه المحافظة شركة بريطانية تكتشف ثروة ضخمة في المغرب تقرير أممي مخيف عن انتشار لمرض خطير في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي في اليمن أول موقف أمريكي من إعلان ميلاد التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، في اليمن تقرير أممي يحذر من طوفان الجراد القادم باتجاه اليمن ويكشف أماكن الانتشار والتكاثر بعد احتجاجات واسعة.. الحكومة تعلن تحويل مستحقات طلاب اليمن المبتعثين للدراسة في الخارج
السياسية - ابو بكر عبدالله
* تحدثت تقارير أن الحكومتين اليمنية والأميركية تدرسان توجيه ضربات على أهداف جديدة لخلايا "القاعدة" على صلة بالنيجيري عبد المطلب، ماذا عن هذا التوجهات؟
- الضربات التي توجهها الأجهزة الأمنية لعناصر الإرهاب في اليمن تأتي في إطار الخطة الأمنية التي وضعتها الأجهزة اليمنية، وهي التي تقوم بتنفيذها. وكما قلنا في السابق، فالأجهزة الأمنية لديها تنسيق وتعاون استخباري، وفي مجال تدريب قوات مكافحة الإرهاب مع الولايات المتحدة الأميركية وغيرها من الدول، وبالتالي فان أي تعاون مع دول خارجية هو تعاون في مجال تبادل المعلومات والتدريب فقط، وليس هناك أي تنسيق لضربات مشتركة.
* تحدثت الصحف الأميركية عن اتفاقية بين صنعاء وواشنطن تتيح السماح بمرور صواريخ موجّهة وطائرات أميركية مقاتلة وأخرى من دون طيار لضرب أوكار القاعدة في اليمن؟
- لا توجد أي اتفاقية مع الولايات المتحدة الأميركية في هذا الصدد، كما لا توجد أي مشاريع مطروحة للتوقيع بين البلدين بهذا المجال، واليمن لديها خطط واستراتيجيات قريبة وبعيدة المدى لمواجهة خطر الإرهاب، والتي تقتضي تعاونا معلوماتيا واستخباريا مع دول المنطقة، وكل دول العالم بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوربي.
* يشار إلى أن اليمن لا يزال يعاني من محدودية الإمكانات، هل تتطلعون إلى دعم أميركي؟
- قلنا في السابق إن اليمن بصدد رفع وزيادة وحداتها ضمن قوات مكافحة الإرهاب، وهذه الوحدات بحاجة إلى دعم في مجال التجهيزات والتدريب، وإلى وسائل الاتصال والنقل، وهذا هو الدعم الذي تريده اليمن.
* أشير إلى أن اليمن وواشنطن تدرسان تحديد أهداف للقاعدة لضربها، وخصوصا استهداف العناصر التي كانت على صلة بالنيجيري عبد المطلب، المتهم بتفجير طائرة الركاب الأميركية؟
-الأجهزة الأميركية تحقق معه، ونحن بدورنا نحقق لمعرفة الجهات التي كان يتواصل معها في اليمن، وعند ما تتوفر المعلومات سننقلها إلى الجانب الأميركي في إطار التعاون والتنسيق القائم بين البلدين.
* ظهور النيجيري عمر الفاروق في الولايات المتحدة لتنفيذ هجوم إرهابي والكشف عن صلاته بخلايا القاعدة في اليمن هل يثر القلق لديكم بشأن الحضور القوى لـ"القاعدة"؟
- نعتقد أن إقامة هذا المتهم في اليمن قبل أن يتوجه لتنفيذ مخطط تفجير طائرة الركاب الأميركية يعكس حقيقة أن تنظيم "القاعدة" في اليمن ليس إلا جزءا من تنظيم "القاعدة" الدولي، الذي يقوم بعمليات إرهابية في العديد من دول العالم بما فيها دول المنطقة، وبالتالي فإن مواجهة خطر القاعدة يحتاج –باعتقادي- إلى تنسيق الجهود بين كافة الدول سواء دول المنطقة أم دول العالم من أجل مواجهة هذا الخطر.
* أعلنتم أن عبد المطلب أقام في اليمن أربعة أشهر، بماذا تفسّرون عدم اكتشافه؟
- عند ما حضر هذا المتهم إلى اليمن تم منحه تأشيرة دخول؛ كونه كان قد حصل على عدة تأشيرات من دول صديقة بما فيها الولايات المتحدة الأميركية، وهو ما طمأن الجهات المعنية في مصلحة الهجرة والجوازات لمنحه التأشيرة، وبالتالي لم يكن تحت المراقبة الأمنية.
ولا شك أن الأجهزة الأمنية لديها الكثير من المعلومات بشأن العناصر المشتبه بارتباطها بتنظيم "القاعدة"، ولم يكن هذا الشاب ضمن العناصر المُدرجة في قوائم المشتبه بهم في اليمن.
* الحملات التي شنّها اليمن مؤخرا لمواجهة "القاعدة" هل تعتقدون بأنها كفيلة بالقضاء على خلايا التنظيم الأصولي أم أن هناك حاجة إلى جهد دولي؟
- لا شك أن وجود تنظيم بهذا المستوى يحتاج إلى جهد مشترك لمواجهته، خصوصا وأن خطره لم يعد يتهدد دولة بعينها بل يستهدف جميع البلدان، واليمن منذ سنوات تدعو إلى المزيد من التعاون الأمني والاستخباري مع الدول العربية والأجنبية من أجل مواجهة خطر "القاعدة" الذي يتهدد كل الدول، وربما ينتشر إن لم يكن هناك تعاون حقيقي بين دول المنطقة في الجانب الاستخباري لإحباط العمليات الإرهابية التي يخططون لتنفيذها بوسائل مختلفة ولمحاصرة مصادر التمويل الذي يوفِّر لها الإمكانيات لتنفيذ مخططاتها الإرهابية، بالإضافة إلى الدعوة إلى استمرار جهود التأهيل والمناصحة معهم.
* هل يعني ذلك أن التعاون القائم حاليا بين اليمن والدول العربية لم يعد فاعلا؟
- أعتقد أن الدول العربية بحاجة إلى إعادة النظر في التعاون القائم وإعادة النظر في الجهود المبذولة في مكافحة الإرهاب حاليا، وخاصة في جانب إعادة التأهيل أو ما يعرف ببرامج المناصحة مع هذه العناصر.
واعتقد بأن علينا أن نستفيد من تجارب الدول العربية التي لها تجارب في هذا المجال لنرى مدى نجاحها ونعمل من أجل تطويرها أو نستبدلها بوسائل جديدة؛ لأن مواجهة الإرهاب لن تنجح فقط بالمواجهة المسلحة مع العناصر الإرهابية.
ولدينا الشباب المغرر بهم، الذين ينبغي أن نحميهم من هذه العناصر، وهذا هو التحدِّي الأكبر الذي تواجه كل الدول العربية اليوم ويحتاج إلى نظرة شامله لدرس كل أبعاده الاجتماعية والتربوية والاقتصادية وغيرها.
* ماذا عن الضربات الأخيرة التي وُجهت ضد تجمّعات ومعسكرات "القاعدة"؟
- الضربات الأخيرة التي وُجهت للتنظيم جاءت بعد جهود استخبارية رصدت تحركات عناصر "القاعدة" منذ فترة طويلة،وكان مقررا أن تتم الضربة في وقت سابق، لكنها تأخرت؛ كون الحكومة كانت ترغب في تحديد دقيق للعناصر الإرهابية، وبالذات الخطيرة منها، ولإثبات جديّة الحكومة في مواجهتهم بعد أن فشل الحوار وبرنامج إعادة التأهيل معهم.
والتقرير الذي قدّمه نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن، الدكتور رشاد العليمي، في مجلس النواب قدّم كل المعلومات بشأن الضربة، وتضمّن كثيرا من التفاصيل. والعنصر المهم هو أن الضربات كانت استباقية، وحققت أهدافها في ضرب أهم أوكار التنظيم، وإحباط كثير من مخططاتهم التي استهدفت مصالح يمنية وأجنبية، كما نجحت في القضاء على العديد من القيادات الكبيرة التي ظلت طوال الفترة الماضية تنشط في استقطاب الشباب والتغرير بهم من أجل تحويلهم إلى مشاريع انتحارية غالبا ما تستهدف الأبرياء.
* أثار البعض أسئلة بشأن توقيت الضربات الجوية على أوكار "القاعدة"؟
- ربما هناك من تساءل: لماذا أخّرت الحكومة الضربة على خلايا "القاعدة"، ونقول: إن أجهزة الأمن كانت ترصد كل تحركات خلايا التنظيم في اليمن منذ فترة طويلة، وكان مقررا أن تتم في وقت سابق، لكنها تأخرت لعدّة عوامل، داخلية في المقام الأول.
أول هذه العوامل: أن الحكومة كانت ترغب في تنفيذ ضربة استباقية قاضية تنجح أولا في استهداف القيادات الخطيرة. وثاني هذه العوامل كان في انشغال الحكومة بالمواجهات مع المتمرّدين في محافظة صعدة ومديرية حرف سفيان، والتي تزامنت مع الاضطرابات والأعمال التخريبية الخارجة عن القانون التي تصاعدت في المحافظات الجنوبية من قبل عناصر الحراك الانفصالي في مساعيها لتنفيذ مشاريعها التخريبية للنيل من وحدة الوطن وأمنه واستقراره وتنفيذ أجندات خارجية.
هذه العوامل وغيرها جعلت الحكومة تقرر تأجيل أي مواجهات مع خلايا "القاعدة"؛ كونها لم تكن راغبة في فتح جبهة ثالثة مع خلايا تنظيم "القاعدة" قد لا تحقق النتائج المرجوّة.
لكن أجهزة الأمن في الفترة الأخيرة رصدت تحركات ومخططات لعناصر التنظيم وقياداتها في محاولة منها لاستغلال الظروف الطارئة في المحافظات الجنوبية، وفي محافظة صعدة، وكان واضحا أنها أرادت استغلال هذا الوضع لصالحها، وهو ما جعلها تظهر في بعض المديريات هنا وهناك بصورة علنية، ونقول: المديريات وليس المحافظات؛ لأن البعض يتحدث عن بعض المشكلات، وكأنها منتشرة في المحافظات، بينما هي محصورة في بعض المديريات، وهذا الوضع جعلهم يظهرون علنا، ومحاولة إظهار أن الأجهزة الأمنية ضعيفة وإعطاء انطباع للداخل والخارج أن "القاعدة" في اليمن صارت ملاذا آمنا للهاربين من عناصر التنظيم وإظهار غياب هيبة الدولة، وأنها غير مسيطرة على الوضع في تلك المناطق.
وفي الوقت نفسه، فإن التعاون الاستخباري بين اليمن وجيرانها، كشف أن هناك مخططات كبيرة وبالغة الخطورة تتبناها مجموعات من "القاعدة" تشمل القيام بعمليات إرهابية وانتحارية تستهدف السفارة البريطانية وبعض المدارس الأجنبية وتستهدف بعض المصالح الاقتصادية اليمنية أو المشتركة (استثمارات محلية وأجنبية).
وهذا التطوّر هو ما جعل الحكومة تقرر فورا التعامل مع خلايا التنظيم في هذه المرحلة.
ولذلك مثلت العمليات الاستباقية التي استهدفت ضرب أوكار ومعسكرات "القاعدة" في مديرية أرحب والعاصمة صنعاء ومحافظتي أبين وشبوة ضربة قاضية لهذه العناصر.
تعاون استخباري
* تحدثتم عن تعاون استخباري مع من تقصدون؟ وما هي طبيعته؟
- التعاون الاستخباري قائم بين اليمن والعديد من الدول العربية والأجنبية، بما فيها الولايات المتحدة الأميركية، منذ سنوات.
وكما قلت، فإن المعلومات حول نشاطات خلايا تنظيم "القاعدة" كانت موجودة لدى أجهزة الأمن قبل فترة طويلة، وكانت هناك عمليات رصد للعناصر الموجودة ونشاطاتها ثم كشفت التحقيقات عن مخططات متعددة، كان عناصر التنظيم يعدون لها لاستهداف المصالح اليمنية والأجنبية والمرافق الاقتصادية، واغتيال مسؤولين أمنيين وعسكريين.
كما كشفت عن حركة استقطابات واسعة قامت بها قيادات في "القاعدة" للعديد من الشباب وصغار السن والتغرير بهم.
والمجموعة، التي داهمت أجهزة الأمن والشرطة وكرها في العاصمة صنعاء، كانت مكلفة من قبل قيادات التنظيم بتقديم الدعم اللوجستي لمجموعة من الانتحاريين الذين تم تجهيزهم لتنفيذ عمليات تفجيرات باحزمة ناسفة، وتمكين هذه العناصر من الحصول على مقرات للإقامة والتخطيط لشن الهجمات.
* لكن الغارة الجوية في أبين أوقعت قتلى وجرحى من المدنيين، في حين أكدت بعض الأوساط أنه لم يكن هناك عناصر من تنظيم "القاعدة"؟
- المنطقة التي استهدفتها الحملة لم تكن في قرية -كما ذكرت بعض وسائل الإعلام- بل معسكر تدريب لـ"القاعدة"، والمشكلة أن بعض عناصر التنظيم احضروا أسرهم إلى هذا المعسكر، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد منهم، ونحن في الحكومة نعتبرهم ضحايا تصرفات العناصر الإرهابية، التي فرضت عليهم التواجد معهم من دون الاكتراث إلى تعرّضهم للخطر، خصوصا وهم يعرفون أنهم ملاحقون.
واعتقد أن أي إنسان عاقل لا يمكن أن يضع من يحب من أفراد أسرته في موضع الخطر، وفي موقع قد يعرضهم لضربات أمنية وعسكرية، لكن ذلك ما حصل.
* لكن سقوط مدنيين أثار احتجاجات واسعة؟
- نحن نأسف لسقوط هؤلاء، فهم أبرياء، ولكن يتحمّل مسؤولية ذلك العناصر الإرهابية، ونؤكد مجددا أن الضربة استهدفت معسكرا لتنظيم "القاعدة"، وسقوط ضحايا مدنيين سببه تصرّف عناصر الإرهاب في جلب أسرهم إلى المعسكر لاستخدامهم في توفير الطعام والغذاء للمتدرِّبين، ومع ذلك، فإن هذه القضية خلفت ضجّة إعلامية، واستغلت العناصر الإرهابية هذا الأمر كما استغلتها بعض المنابر التي تدافع عن عناصر التطرّف والإرهاب في اليمن والعالمين العربي والإسلامي.
تعويض المدنيين
* هل من إجراءات حكومية لمعالجة هذا الأمر؟
- أود التأكيد أن الحكومة شكّلت لجنة للبحث والتحقيق في القضية، وهي تقوم حاليا بمهامها، وستقدّم تقريرها قريبا، وسيتم بناءً على ذلك تعويض من تعرضوا لأضرار في هذه العملية من الأبرياء.
* هل من أرقام بشأن عناصر "القاعدة" الذين كانوا في هذا الموقع ساعة الغارة؟
- هناك معلومات جمعتها الأجهزة الأمنية بشأن بعض عناصر "القاعدة" الذين كانوا متواجدين في مكان الضربة وهم من اليمنيين وغير اليمنيين، وجمع بقية المعلومات يحتاج إلى المزيد من التحليل، لكن المؤشرات المتوفِّرة تظهر أن عددا من عناصر "القاعدة" من جنسيات عربية وأجنبية، كانوا ضمن العناصر اليمنية في المكان الذي استهدفته الغارة.
* في الضربة الثانية، التي قالت الحكومة إنها استهدفت تجمعا لـ"القاعدة" في وادي فرض بمحافظة شبوة، أشير إلى سقوط مدنيين أيضا؟
- الضربة الثانية تمت في إطار العمل الاستخباري، حيث تم رصد نشاطات عناصر التنظيم في هذه المنطقة، كما توصلت أجهزة الأمن إلى أنها كانت تخطط لتنفيذ عمليات انتقامية، وجاءت الغارة الاستباقية لإحباط مخططاتهم لضرب المصالح اليمنية والأجنبية.
* الظهور المفاجئ لخلايا "القاعدة" بعد الغارة الجويّة في محافظة أبين، بماذا تفسرونه؟
- علينا أن نشير أولا إلى أن وسائل الإعلام نقلت احتشاد رجال القبائل في محافظة أبين بعد الضربة نقلا خاطئا، إذ صوّرت أن جميع من احتشدوا هناك بأنهم من أعضاء "القاعدة"، بينما في حقيقة الأمر أغلبية هؤلاء كانوا من رجال القبائل الذين حضروا إلى المنطقة لتقديم واجب العزاء لقبيلة آل باكازم، واندست فيهم عناصر "القاعدة" وظهر محمد صالح عمير مع عدد من أتباعه، وهو يتوعّد بالانتقام، ومن هناك انطلق إلى محافظة شبوة للمشاركة في اجتماع ضم العديد من عناصر التنظيم الإرهابي في محافظة شبوة، وتعرّض بعد ذلك للقصف بضربة جوية وكان هو واحدا من قتلى الغارة.
* مشاركة أميركية
* تحدثت تقارير عن أن الطائرات الأميركية هي من نفّذت الغارات الجوية على أوكار "القاعدة" في أبين وشبوة ما مدى صحة ذلك؟
- التصريح الذي أعلنته الأجهزة الأمنية أكد سابقا أن الضربة الجوية كانت يمنية مائة في المائة مع الاستفادة من معلومات استخبارية قدّمت من بعض الجهات، منها الولايات المتحدة الأميركية، مع العلم أن التعاون الأمني في مكافحة الإرهاب قائم مع عدد من الدول منذ فترة طويلة.
* تتالي الهجمات ووصولها إلى المناطق النائية، كما في الهجمة التي شنتها أجهزة الأمن على مخبأ لـ"القاعدة" في مديرية باجل بالحديدة، ألم يحمل رسالة ما؟
تنفيذ عمليات بعد إجراءات رصد ومتابعة للعناصر الإرهابية في منطقة نائية وبعيدة في محافظة الحديدة، وبهذا المستوى، لا شك أنه أوصل رسالة إلى خلايا التنظيم بأن اليمن لا يمكن أن يكون ملاذا آمنا للهاربين من العناصر الإرهابية في تنظيم القاعدة، كما لن يكون وكرا لاختباء العناصر الإرهابية. وباعتقادي أن هذه الهجمة قدمت دليلا قويا إلى استعداد الأجهزة الأمنية للضرب بيد من حديد على كلّ من تسوّل له نفسه المساس بأمن اليمن وعلى هؤلاء أن يدركوا أن أيادي الأجهزة الأمنية ستطالهم في أي مكان وزمان، وهذه العملية أيضا رسالة إلى كل من يفكر بتقديم الإيواء أو التستّر على الإرهابيين، بأنه سيكون مستهدفا وسيعامل معاملة العناصر الإرهابية.
* توعد تنظيم القاعدة بعمليات ثأر لمقتل عناصره هل تتوقعون حصول رد؟
- نتوقع أن عناصر "القاعدة" ستحاول الرد لتأكيد حضورها في الساحة اليمنية، ولكن الأجهزة الأمنية تدرك هذا الخطر ووضعته في الاحتياطات لمواجهته من خلال التنسيق مع شركائها في مكافحة الإرهاب للتنسيق وتبادل المعلومات لمنع أي مخططات إرهابية.
* أشير إلى أن العديد من عناصر "القاعدة" نجوا من الغارات الجوية، كما أن آخرين فروا، هل ستستمر ملاحقة هؤلاء؟ وما الخطر الذي يشكلونه برأيكم؟
في الحقيقة الهاربين كان بينهم قياديون في تنظيم "القاعدة"، وهم -بلا شك- يشكلون خطرا مستمرا، لكن الحكومة ستستمر في تعقّبهم، وفي الوقت نفسه يظل الباب مفتوحا أمام من يريد العودة إلى جادة الصواب، ونبذ الإرهاب، ولعل الدعوة التي وجهها فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية بهذا الصدد تؤكد ذلك.
وبدلا من الانسياق وراء العنف والإرهاب ندعوهم إلى أن يساهموا في مسيرة الأمن والاستقرار بدلا من طريق التدمير والقتل الذي لا يخدم الإسلام ولا اليمن ويؤدي إلى إراقة دماء المسلمين.