المعلم والتعليم في زمن الحوثي
بقلم/ فهمي الزبيري
نشر منذ: سنتين و شهر و 28 يوماً
الخميس 08 سبتمبر-أيلول 2022 04:54 م
 

تزايدت الانتهاكات بحق التعليم خلال الآونة الأخيرة، حيث تعمد مليشيا الحوثي على تدمير التعليم ومؤسساته بشكل ممنهج ومتعمد لإفراغ العملية التعليمية من محتواها ليكون الطلاب فريسة سهلة لمعتقداتهم الطائفية والذهاب بهم الى جبهات القتال في انتهاك صارخ لكل المواثيق والمعاهدات الدولية التي تتضمن الحق في التعليم وحماية الطفولة. قبل أيام عصابات الحوثي المتواجدة في مدارس صنعاء تقرر فصل طالبة بسبب عدم ترديد الصرخة الخمينية في طابور الصباح، هكذا أصبح التعليم في مناطق سيطرة الحوثي في تدهور وتدني متسارع بسبب سياسات الجماعة الطائفية واعتبار المدارس والطلاب مغانم لاستخدامهم في التجنيد والعروض العسكرية والتحشيد في مناسباتهم السلالية التي لاناقة للشعب اليمني فيها ولا جمل.

وبالنسبة للمعلمين والتربويين في مناطق نفوذ الحوثي فآلاف من القصص والمآسي التي تدمي القلب، ومراحل تعرضهم لمختلف صنوف الانتهاكات والتي وصلت إلى القتل خارج تظاق القانون داخل مدارسهم والاختطافات أثناء ممارسة عملهم أو في طريقهم، وعمليات التعذيب والمعاملة القاسية

والمهينة في سجونهم السرية وجرائم الاختفاء القسري وتغييبهم عن أقاربهم والاعتداء الجسدي والتهديد والتهجير القسري ونهب مرتباتهم والتنكيل بهم وإجبارهم على حضور دوراتهم الطائفية والسلالية في محاولة بائسة منهم لتجريف هويتهم الدينية والوطنية.

يوم أمس، حادثة أفزعت المجتمع اليمني عامة ومسرح الجريمة مدرسة الشعب بمحافظة إب، كان ضحيتها أحد المعلمين الذي تعرض للضرب والإهانة من قبل عصابة مسلحة تابعة لمليشا الحوثي استقدمها أحد الطلاب. أكدت المصادر أن مسلحين مدججين بالأسلحة اقتحموا المدرسة وقاموا بضرب وإهانة المعلم صلاح المجيدي في المدرسة بأعقاب بنادقهم،

ولم يتوقفوا عند ذلك وإمعاناً في إهانة المدرس وإهدار كرامته أمام الطلاب والمدرسين قامت العصابة المسلحة بالإمساك بالمدرس ليقوم الطالب بلطم

أستاذة أمام مرأى ومسمع الجميع وسط ذهول الطلاب والمعلمين في ساحة المدرسة. ليست المرة الأولى التي يتم فيها الاعتداء على المعلمين بل وصل الأمر إلى قتل أحد المدرسين بعد الضرب المبرح والإهانة في إحدى

المدارس الأهلية في العاصمة صنعاء أمام الطلاب والمدرسين، لينتهي به الأمر بالموت بعد وصوله إلى منزله وشعوره بالقهر والوجع والإهانة الذي لم يتحمله، لتأتي المليشيات وتستثمر كل حادثة بالتقاط الصور وعدد من الأثوار الذي غالباً ما تعود وتذبح كرامة وانسانية المعلم المغلوب على أمره.

هكذا وصل حال التعليم ومؤسساته في ظل سيطرة مليشيات الحوثي التي تسعى جاهدة لنشر خرافاتها وأساطيرها الباطلة، بينما المعلم الذي يعد حجر الزاوية في العملية التعليمية يفتقر إلى أبسط احتياجاته ونهبت مرتباته وعلاواته ومزاياه، في استهداف ممنهج لتدمير التعليم.

لن تتوقف المليشيات عن انتهاكاتها وستستمر في هدم التعليم وتزييف عقول الطلاب وتحريف المناهج وتفخيخ مستقبل الجيل، وإهدار كرامة المعلم، مالم تكن هناك اجراءات دولية حقيقة وجادة، ومساندة مؤسسات الدولة الشرعية لاستعادة الوطن وتخليص الشعب من أعداء الجمهورية.

* مدير عام حقوق الانسان بأمانة العاصمة