تتصرف الإمارات في جنوب اليمن كأنها الحاكم الفعلي، الآمر الناهي، متجاوزة بذلك الشرعية، وقيادات المحافظات، والسلطات العسكرية، والمقاومة الصادقة..
تسلح مجموعات حراكية انفصالية بلاحساب.. وتعطي من تشاء منهم رتبة "مقاوم"، وتنزع صفة المقاومة وتجردها من المقاوميين الأصليين كما جرى في عدن وحضرموت مثالا... ومن استطاعت تسليط عليه فرق الاغتيال قامت بذلك، ومن لا فتسلط عليه حملات إعلامية مسعورة يبدأ بها كبراءها من نشطاء الدولة الإماراتية، ويتلوهم الحراكيون وآلاف الحسابات الوهمية تمهيدا لإستباحة دم الرجل بعد شيطنته، حتى يذهب غير مأسوفا عليه مجتمعيا بعد أن كان بطلا مقاوما، وتسجل القضية ضد مجهول أو يتم القاتل إلى فندق في دبي للتحقيق معه أو تكريمه بالأصح!!
في غضون ذلك توكل لفئات حراكية صلاحيات خارج السلطة كالقبض على كل من يخالف النجمة الحمراء، وكل من يخالف وجهة نظر بريمر اليمن المحتلين الجدد من أبوظبي.. بل وتوكل لهم مهمة الاغتيالات، والتصفيات الممنهجة لقيادات الإصلاح والسلفيين المعارضين لمشاريع العنف والفوضى واللادولة والإرهاب.. وهو ما تئن منه عدن والضالع وحضرموت خصيصا...
في غضون ذلك تقوم بتدريب الميليشيات الحراكية على السلاح الثقيل تمهيدا للانفصال من طرف واحد ليبقى النفوذ كاملا لها، لإبتلاع جنوب اليمن اقتصاديا..
أول الخاسرين من هذا هي السعودية، والتي هكذا أفعال تناقض مشروع عاصفة الحزم من أساسه، وتعيد الجنوب لرجال إيران من حراك البيض وحلفاؤهم، ثم يبقى الشمال بقعة استنزاف لها في خاصرتها الجنوبية بيد الحوثي والإرهاب... وأمامها تهديدات شمالية تزحف من العراق والشام بتسارع يومي... أي ما يتطلب الأخذ على المشاريع الضيقة بحزم... أو كما قال خاشقجي: من لا يدركون مشروع عاصفة الحزم ولا يرون الرؤية الكاملة بخطواتهم المستعجلة!
الخاسر الثاني هي الشرعية الهزيلة التي لم تعد تملك قرارها، ورمت الكرة لملعب هؤلاء، مع أنه بإمكانها اختبارهم في التنمية أو حل مشكلة الكهرباء على الأقل، بدل تركهم يمارسون الاقتيات والافتئات على حساب الشعب اليمني، وعلى حساب الشرعية التي لم تنعم بالعاصمة المؤقتة عدن لمباشرة عملها لجميع ماسبق..
ثم الخاسرون اليمنيون جميعا والجنوبيون خصوصا إن لم يأخذوا على أيدي السفهاء، فسيصحون على مشاريع عنف، وأراضي خصبة للقاعدة وأخواتها، ولا دولة، واستبداد شمولي بوليسي ... واحتلال إماراتي واضح... وكل هذا قد بدأ للعيان ويجري على الهواء مباشرة...ولا أحد يقف ضده حتى اللحظة...
تفكيك منظومة الاحتلال، وتحرير تعز سينهي كل هذه المشاريع الضيقة ذات الذراع الأمريكي والتي لا تريد لليمن والسعودية والخليج على السواء الاستقرار..
لكن متى نصحوا لها... ونعارض #الاحتلال_الإماراتي_لجنوب_اليمن ؟!