مؤخراً تعالت أصوات بعض المتفيقهين من أبناء تعز وتباكوا حول إستهداف طيران التحالف العربي لبعض بيوت المسؤولين في صنعاء، ومنهم من يقول أن الإسلام لا يجيز تدمير البيوت ومنهم من يتباكى على ترويع السكان الآمنين، وكلام ما أنزل الله به من سلطان.
مجموعة من أنصاف المثقفين أو بالأصح من فقهاء المقايل ينظرون الى أنفسهم انهم صفوة واخيار، ثقافتهم لا تتعدى تصفح الصحف ونقاشات المقايل، ثقافة المجاملات والمصالح.
يتحدثون عن الاسلام ويطوعونه لضعفهم وجبنهم وتخاذلهم، صمتهم أرحم من نطقهم، يفرون في النوائب ويسيل لعابهم في المغانم والمناصب.
غداً ستتحرر تعز وسيتدفقون اليها ويتباكون عليها، وسيتحدثون عن نضالهم ومعاناتهم وهم بعيداً عن تعز او في فنادق الفايف ستار.
الاسلام يُحرم.. الاسلام لا يجيز.. الاسلام ينهى.. يخافون على الثروات ولا يهمهم ازهاق الارواح البريئة، ترتعد أوصالهم لقصف بيت لص وينسون ماجنته يد ذلك اللص، يفرون من بيوتهم وينسون مدينتهم ووطنهم في احلك الظروف ولا يكتفون بذلك بل يسلطون السنتهم واقلامهم على انتقاد هذا والقذع في ذاك ومجاملة من كان سبب في فرارهم وجاء غازياً لمدينتهم سافكا للدماء عله ينتصر فيخطبون وده كي لا ينساهم من منصب او مكانة يفوزون بها وبالاخير سيقولون نحن لا نريد سفك الدماء، لا نريد الدمار.
لا يميزون بين معتدي ومعتدى عليه، لا احد يريد منهم ان يقاتلوا او يدافعوا عن مدينتهم تعز.. فقط كل مانريده هو ان يكّفوا تعز ومن يدافعون عن تعز السنتهم ونذالتهم، فقطرة واحدة من دم مقاوم في تعز أشرف وأطهر وأنقى من أشرف واحد فيهم.
لا تقهرونا وتخمدوا خناجر ارائكم وحياديتكم ووطنيتكم المسمومة في أوصالنا وأوصال رجال تعز الصامدين رغم أنوفكم وأنوف الغزاة وليس لنا إلا أن نقول لكم "يامنصف الجمّا من أم القرون".
فكل البيوت التي تُقصف في صنعاء هي بيوت قتلة ومجرمين يديرون الحرب على الشعب اليمني ليس من الآن وانما من عشرات السنين، الاراضي التي بنوا بيوتهم عليها منهوبة، والاموال التي بنوا منها بيوتهم منهوبة، حتى الاثاث والسيارات من أموال منهوبة، من يتحدث عن الاسلام وحرمة الاسلام لا يفقه عن الاسلام شيء ويتحدى إرادة الله وحكمته.
فإلى الذين يحرمون باسم الاسلام قصف طيران التحالف لمنازل من حجر وترتعد أوصالهم من ذلك كان الله معكم، هذا مانستطيع قوله.. ماذا عن قصف مدينة بكاملها وبمن فيها من سكان وقصف اطفال ونساء يجلبون الماء وقصف المدنيين بالشوارع وقنص المارة من الشيوخ والنساء والاطفال.. مالكم كيف تحكمون!
الاسلام بريء من افعالكم واقوالكم والمؤمن القوي احب عند الله من المؤمن الضعيف وافكاركم وتحليلاتكم لن تبرر مواقفكم وان تفيقهتم باسم الدين والاسلام، فالاسلام واخلاق المسلم ومواقفه لا يمكن ان تكون نسبية.
فان تعلقوا خطاياكم ومواقفكم المتلونة واجرام المعتدين باسم الدين وشماعة الاسلام فهذا بميزان المطففين.
فاذا كنا نتحدث عن الاسلام فالاسلام حذر من المال الحرام بكل أشكاله وأعتبره سبيل للهلاك فالله تعالى لا يحب الخبيث، قال تعالى: "قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا أولي الألباب".
وقال تعالى: "ام حسب الذين اجترحوا السيئات ان نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء مايحكمون).
و قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حين سألوه: الحلال يذهب؟.. فاجاب: يذهب.. فقالوا: يارسول الله والحرام؟ قال: يذهب هو واهله.
نحن نعيش في حرب، والاسلام اكبر من ان نربطه بقصف الطيران بيت لمسؤول فاسد، ومن السخف ان نتباكى عليه والدماء تسيل في شوارع تعز كل ساعة والارواح تزهق دون تمييز بتخطيط وتدبير ممن يتباكى البعض على تدمير بيوتهم في صنعاء او غيرها.
تحدثوا عن العدوان الحقيقي وعن المتسبب في كل مايحدث في البلاد أم أن رياء عفاش ودجله ونفاقه مازال يجري بدماء البعض دون علمه!.. اتقوا الله في تعز وأبناء تعز يا بعض أبناء تعز واتركوا التحليل والتحريم من منطلق الارتباطات والمصالح السابقة فقد سقط هُبل ولن يعود.