لماذا يركز الاحتلال على إيجاد مناهج تربوية جديدة لتعليم الأطفال بغزة ؟ 
بقلم/ محمد مصطفى العمراني
نشر منذ: 11 شهراً و 12 يوماً
الأحد 19 نوفمبر-تشرين الثاني 2023 06:22 م
 

تابعت بالأمس المؤتمر الصحفي لمجرمي الحرب من قادة الاحتلال الصهيوني ، ورغم أن العبد لله ليس ممن يجيدون قراءة لغة الوجوه إلا أنني رأيت على هؤلاء القادة الهزيمة والفشل والارتباك والرعب من المصير المجهول الذي سيواجههم عقب انتهاء الحرب على غزة ، ولي عدة ملاحظات هام أسجلها هنا وهي : 

1 ـ تركيز قادة الاحتلال على إيجاد سلطة في غزة موالية لهم بعدالحرب تعمل على تدريس الأطفال مناهج تعليمية وتربوية جديدة " غير إرهابية" ، مناهج لا تزرع فيهم كراهية الاحـتـلال وتنزع من أذهانهم مفاهيم الـ جـهـ اد والاسـتـشـهـاد .! كما دعا رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في لقاء مع الإذاعة العامة الأمريكية "NPR" إلى " احداث تغيير ثقافي في قطاع غزة على غرار ما حدث في ألمانيا واليابان بعد الحربالعالمية الثانية ، حيث تلتزم أي إدارة مدنية في غزة تلتزم بمكافحة الإرهاب عبر تغيير ثقافي في المناهج التعليمية ".

قادة الاحتلال يركزون على هذا الأمر لأنهم وجدوا في غزة جيلا من المجاهدين الذين تسلحوا بالإيمان والوعي فعلى رغم محاربتهم له كما قال النتن بآلاف العملية العسكريةإلا أنه لم يستسلم وواصل بناء قدراته حتى صار هو من يهاجم الاحتلال .! وهنا لابد أن ننتبه إلى أهمية تربية وتعليم الجيل على مفاهيم الجهاد ونزرعفيه الإيمان بالله والثقة بنصره ، وأهمية مواجهة العدو بكل شجاعة وقوة .  

2 ـ الملاحظة الثانية : أن قادة الاحتـلال ينظرونلمحمود عباس بكراهية شديدة ليس لأنه لم يدن عملية " طوفان الأقصى " كما يقولون بل لأنه فاشل فقد تسلم هو ودحلان قطاع غزة إلا أن حماس أخرجتهم منها بعد أن حولوا القطاعإلى بؤرة لنشاط الموساد وأدواته ووثقت عليهم ملفات خطيرة جدا تم إرسال نسخ منها لكل الزعماء العرب . لم يرض الاحتلال عن محمود عباس ومجموعته مهما قدموا له من خدمات لوجستية وأمنية ، ومهما تفانوا فيما يسمونه " التنسيق الأمني " والذي يعني بكل صراحةالوشاية بالمقاومة في الضفة الغربية وتقديم معلومات الاحتـلال عنهم بحيث تحولت السلطة الفلسطينية إلى ما يشبه جواسيس للاحتلال ومع هذا لم ينالوا رضا الـمحـتل الذي يدرس الآن مع الإدارة الأمريكية وحكوماتعربية تغييرا في السلطة الفلسطينية بإدخال عناصر أكثر فاعلية في التنسيق الأمني وأكثر تماهيا مع سلطات الاحتلال مع إبقاء محمود عباس كرئيس فخري .!

قال تعالى : (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَأَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّوَلا نَصِيرٍ ) ( سورة البقرة الآية 120) .

 3 ـ الملاحظة الثالثة : هي تركيز قادة الاحتلالعلى أهمية وحدة الجبهة الداخلية لاستمرار الحرب وتحقيق أهدافها ، وأنه ليس الآن وقتالحديث عن الشأن السياسي ، وهذا لأن كيان الاحـتلال يعاني من انقسام داخلي مخيف رغمما يحاولون اظهاره من وحدة وتماسك ، انقسام في القيادة وفي الشعب ، وقد بدأت تظهر معارضات وتصريحات ومواقف تظهر مجرد جزء بسيط من هذا الانقسام والتباين الذي يؤكد قوله تعالى: ( لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعاوقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون) سورة الحشر الآية 14 .

وكلما طال أمد الحرب كلما تعمق هذا الانقسام وزادت حدته وظهر للعلن وزادت تأثيره على الحرب .

4 ـ في المؤتمر الصحفي لمجرمي الحرب قادة الاحتلال الصهيوني كل ما تم تقديمه هو مجرد وعود بتحقيق الانتصار بعد مضي ما يقاربشهر ونصف على عملية " طوفان الأقصى " وبعد كل هذا القصف الوحشي والهجماتالهمجية على المدنيين ، لم يقدموا انجازا واحدا يحسب لهم مثل :

تصفية قيادات عسكريةمن المقاومة ، أو أنفاق تم تدميرها بشكل حقيقي ، أو أسرى أستطاع الاحـتلال الإفراجعنهم ، أو مناطق تمت السيطرة عليها بشكل حقيقي بحيث تم تصفية المقاومة منها ، وهذايؤكد الفشل المخزي المستمر لجيش الاحتلال والذي صار يعوض عن فشله على الأرض بقصف المدنيينوالمؤسسات الطبية والمدنية .

أخيراً نؤكد على أن المقاومة ستصمد وستواصل جهـادها وسيجد الاحتلال جيشه قد غرق في المستنقع وغاص في الوحل ، ستزداد خسائره البشرية والعسكرية والاقتصاديةوالسياسية ، سيفقد الكثير من الدعم الدولي ، ستزداد الضغوط عليه ، ستزداد الانقسامات وتتعمق وتظهر بشكل يهدد هذه القشرة الظاهرة من الوحدة والتماسك ، وسيظهر الفشل والانهيار في كافة المجالات رغم كل الدعم الذي سيقدمه الأمريكان لأدواتهم في تل أبيب ، وستسوء وجوه الذين طبعوا وتصهينوا وحاصروا أبناء غزة ، وسيسقطون سقوط أوراق الخريف فعدالة السماء ستطالهم بحساب في الدنياقبل حساب الآخرة . سيكشف السقوط المدوي الاحتـلال عن الكثير من الحقائق القذرة ، فـ" عملية طوفان الأقصى " رفعت الغطاء عن بالوعة الاحـتلال التي غرق فيوحلها الكثير من العرب المتغرب المتصهينة قبل غيرهم

، كما غرقت فيها المنظومة الغربية بقيمها الكاذبة وشعاراتها الزائفة عن الحريات وحقوق الإنسان وحيادية الإعلام وغيرها من الأكاذيب التي ضحكوا بها علينا عقودا من الزمان .!