الرابحون والخاسرون من فوز ترامب.. محللون يتحدثون حماس تعلق على فوز ترامب.. وتكشف عن اختبار سيخضع له الرئيس الأمريكي المنتخب هل ستدعم أمريكا عملية عسكرية خاطفة ضد الحوثيين من بوابة الحديدة؟ تقرير اعلان سار للطلاب اليمنيين المبتعثين للدراسة في الخارج بعد صنعاء وإب.. المليشيات الحوثية توسع حجم بطشها بالتجار وبائعي الأرصفة في أسواق هذه المحافظة شركة بريطانية تكتشف ثروة ضخمة في المغرب تقرير أممي مخيف عن انتشار لمرض خطير في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي في اليمن أول موقف أمريكي من إعلان ميلاد التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، في اليمن تقرير أممي يحذر من طوفان الجراد القادم باتجاه اليمن ويكشف أماكن الانتشار والتكاثر بعد احتجاجات واسعة.. الحكومة تعلن تحويل مستحقات طلاب اليمن المبتعثين للدراسة في الخارج
ما انفكت أجهزة ما تبقى من السلطة الإعلامية والاستخباراتية تردد الأقاويل والتحذيرات (المعبرة عن الخوف على الوحدة) من الثورة ومن الحراك السلمي ومن المتغيرات السياسية والوطنية العاصفة التي تمر بها البلد مصورة أي تغيير للوضع في البلاد على إنه تهديد للوحدة اليمنية، وإن الوحدة في خطر، لتخلص إلى القول بأن الضمان الوحيد لبقاء الوحدة هو بقاء هذا النظام الذي بلغت به الشيخوخة مبلغها، وغالبا ما تسمعهم يكررون أنهم مع المطالب المشروعة لمواطني الجنوب ومع تصحيح الأخطاء التي أتت بها حرب 1994م، بيد إنهم غالبا ما ينهون الحديث بالقول : "لكن الوحدة اليمنية تظل خطا أحمر لا يمكن المساس به"، وهو ما يثير من جديد السؤال الإشكالي: عن أي وحدة يتحدثون، وما هو نوع الانفصال الذي يخيفون الناس به؟
لم يعترف هؤلاء بعد أن الوحدة التي توافق عليها اليمنيون في الداخل والخارج في العام 1990م والتي تم وأدها في حرب 1994م قد صارت انفصالا من نوع مميز وإن الانفصال الذي يهددوننا به قد تم ونما وكبر وأصبح حقيقة لا تقبل الدحض والإنكار من خلال السياسات التي سلكتها سلطة 7/7، والتي حولت الجنوب بأرضه وتاريخه وإنسانه وثروته وتراثه وهوسته إلى مجرد غنيمة حرب بيد الطرف المنتصر، وحتى وإن اعترفوا بأخطاء تمت بعد حرب 94م المشئومة فإنهم يعودون ويتحدثون عن الوحدة المعمدة بالدم، هذا الدم الذي لم يشبعوا منه قط طوال حكمهم الممتد ثلث قرن من الزمن.
لم يقرأ هؤلاء شيئا عن الوحدة في مدارسهم ولم يتعلموها في مناهجهم الدراسية ولم يؤدوا القسم بالعمل من أجلها في طوابير الصباح وأثناء تحية العلم ولذلك فالوحدة بالنسبة لهم هي مجموعة الغنائم التي حققوها بعد حرب 1994م الظالمة على الجنوب حينما تحولوا بين عشية وضحاها من متسولين على أبواب الجيران إلى مستثمرين كبار في كل القطاعات وإلى أصحاب أرصدة مالية في معظم البنوك والشركات والمؤسسات الكبرى كل ذلك من العائدات التي حققوها بفعل نهبهم للجنوب الذي وجدوه ثروة جاهزة بحاجة إلى لصوص ينهبونها بعد أن استبعدوا أهلها، فقاموا بواجب النهب.
هذه الوحدة بالنسبة لهم هي التي في خطر وهي في كل الأحوال المهددة والتي ستظل مهددة طالما ظل الشعب اليمني يطالب باستعادة حقوقه المسلوبة وحرياته المصادرة وكرامته المهدرة، أما أبناء الجنوب فيعلمون علم اليقين أن الوحدة لن تكون مهددة لأنها لم تعد موجودة في حياتهم، فهي قد ماتت منذ يوم 7/7/ 94م عندما تدفقت قوافل القوى الغازية التي استباحت الأرض والسماء والحجر والشجر والبشر والبر والبحر وحولت الجنوب من دولة لها حضورها الوطني والإقليمي والدولي، دولة لها علم ونشيد وشعار وعاصمة وعملة وتاريخ يضج بالكثير من الملاحم التي لا ينكرها إلّا جاحد أو جاهل، إلى مجرد ملحق يتم استحضاره فقط عند الحديث عن المنجزات الوهمية للقائد الفرد النادر الذي لا يتكرر، ولم يأت الزمن بمثاله.
ليس الانفصال هو تقسيم الجغرافيا إلى قطعتين أو أكثر لكنه تمزيق النفوس والوجدان والمشاعر والهوية والانتماء، وهذا ما فعلت سلطة ما بعد 7/ يوليو عندما حولت شخصا طارئا لا يعرف من الجنوب إلا اسمه إلى متنفذ يسطو على عشرات الكيلومترات المربعة يقيم عليها المشاريع العملاقة أو يبيعها على أبناء المحافظات الجنوبية بالمليارات، في حين لا يستطيع ابن عدن أو أبين أو حضرموت الحصول على عشرة في عشرة أمتار لبناء منزل له ولأولاده في أرض آبائه وأجداده ، وأحيانا يضطر إلى شراء هذه الأمتار المجاورة لمنزله من أحد أبطال 7/7 ممن لا تربطهم أية صلة بما تحت نقطة الشريجة وغالبا ما تحت نقيل يسلح.
الانفصال قد تجسد يوم جرى تدمير منشآت ومؤسسات دولة الجنوب من جيش وشرطة وقضاء وسلطة محلية وشركات ومؤسسات اقتصادية، وموارد نفطية وسمكية وزراعية وتحويلها إلى غنيمة حرب بيد المنتصر في حرب 7/7 وبالتالي فأي تهديد بالانفصال هو هو تهديد بما قد جرى وانساب على الأرض وفي الوجدان وأي تباكي على الوحدة هو تباكي على الميت ممن أماتوه وأشبعوه موتا، وكل ذلك ليس إلا حديثا خارج الزمان والمكان،وبعيدا عن السياق المنطقي للأشياء.
وعلى الذين يتحدثون على الخطوط الحمراء أن يعلموا أن سلطة ما بعد 7/7 قد داست على كل الخطوط الحمراء والزرقاء والصفراء والبنفسجية ولم تبق لونا إلا لون السواد الذي يخيم على حياة اليمنيين في الشمال والجنوب والشرق والغرب.
برقيات:
* الذين يستكثرون على أبناء الجنوب المطالبة بنصف البرلمان ومجلس الشورى والمؤسسات السيادية ويقولون أن هذا ظلم للمناطق ذات الكثافة السكانية يتناسون أن الجنوب كان حتى وقت قريب دولة لها صولاتها وجولاتها في الوسطين الإقليمي والدولي.
* وهؤلاء يتناسون أيضا أن الجنوب قد تجرع مرارة الخديعة والغدر على مدى ما يقارب عقدين وأنه لم يعد ولن يعود يثق بأي نظام قادم لا يمنحه حق الإجهار برفضه أو تأييده لسياسات سلطة صنعاء حتى لو كان رئيس هذه السلطة من الملائكة.
* يقول الشاعر العظيم أبو الطيب المتنبي:
أعيذها نظراتٍ مــــــــنك صادقةً أن تحسب الشحمَ في من شحمهِ ورمُ
إذا رأيت نيوب اللــــــــيث بارزةً فلا تظــــــــــنَّنْ أنَّ اللــيثَ يبتــــــسمُ