تحوّل مثير.. ميتا تسمح باستخدام ذكائها الاصطناعي لأغراض عسكرية أمريكية انستغرام يطرح خيارات جديدة لتصفية الرسائل للمبدعين الجمهوريون يسيطرون على مجلس الشيوخ الأمريكي والتنافس مستمر على مجلس النواب سفينة حربية إيطالية تنضم إلى حملة حماية البحر الأحمر ترامب يفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية وفق النتائج الأولية مفاجأة مدوية.. صلاح بديلا لنيمار في الهلال السعودي ترامب يعلن التقدم والفوز في 12 منطقة أمريكية … . نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية لحظة بلحظة التحالف العربي ينفذ ثلاث عمليات إجلاء جوية في سقطرى الكشف عن القيادي الحوثي المسؤول عن تهريب الأسلحة الإيرانية التحركات واللقاءات العسكرية العليا.. هل قررت الشرعية خوض معركة الحسم مع مليشيا الحوثي؟.. تقرير
يعيش اليمن أزماتٍ وحروبًا ومشاكلَ وفتنًا منذ 33 عامًا ازدادت تلك الأزمات والحروب والمشاكل حدة منذ ما بعد حرب صيف 94م, وأصبح اليمن يمر من سيئ إلى أسوأ, ومن هاوية إلا هاوية؛ حتى وصل إلى شفا جرف هار من الانهيار بسبب سياسة هذا النظام وصمت المعارضة ودورانها في فلك الحوارات العقيمة.
اليوم وبعد أن ثار الشعب في وجه هذا النظام لإسقاطه وللحفاظ على ما تبقى من شيء اسمه اليمن قبل أن ينهار نرى أن اليمن العظيم ينهار بل ويغرق بسبب ما تمارسه بقايا النظام من سياسة تدميرية طالت كل شيء؛ اقتصاد، تعليم خدمات أساسية، بنية تحتية، زراعة, نفايات تتراكم في شوارع المدن, مجاري الصرف الصحي تطفح في الشوارع مهددة بكارثة بيئية في أغلب محافظات اليمن كل جوانب الحياة الإنسانية تدمر, وهذا كله بغرض خلق نقمة عارمة على الثورة وعلى شباب الثورة وتحميلهم مسئولية ما يحدث وتصوير الأمر لدي العامة بأن النظام أرحم بهم من هذه الثورة التي ستنغص حياتهم.
خطة مبرمجة ومقصودة من بقايا نظام فقد كل شرعيته وجعل اليمن في يد مجموعة مراهقة لا يهمها أي شيء بقدر ما يهمها الانتقام من اليمن ومن شعب اليمن الذي ثار ضدهم, لكن ما هو غريب جدًا في ظل هذا الوضع الخطير والخطير جدًا أن نجد اللقاء المشترك ما زال مصرًّا على الحوار وما زال مصممًا على التحاور ومع من؟ مع من ثار الشعب ضدهم! وكأن النظام نجح وبامتياز في برمجة أحزاب اللقاء المشترك على شيء اسمه الحوار, ولذلك فنحن بحاجة إلى علماء برمجة وخبراء البرمجة اللغوية والعصبية وذلك لبرمجة قادة اللقاء المشترك على ما يطالب به الثوار في ساحات الحرية وميادين التغيير حتى تتغير مواقفهم.
إن شباب الثورة لم يخرجوا ولم يثوروا ضد شخص على عبد الله صالح وإنما ثاروا ضد نظامه بكل رموزه وأدواته, وسياسته, وفلسفته, وثقافته, لكن الأخوة في اللقاء المشترك بسياستهم الحوارية مع بقايا النظام الذين ساموا الشعب سوء العذاب يريدون أن يثبتوا وبما لا يدع مجالًا للشك أن مشكلتهم كانت مع الرئيس على عبد الله صالح وليس مع نظام دمّر اليمن وأوصلها إلى مرحلة الانهيار, وأن انضمامهم إلى شباب الثورة ما هو إلا بدافع الحقد والكراهية بل والنكاية بالرئيس على صالح, وكأن المسألة هي مسالة شخصية بينهم وبين الرئيس صالح.
إذ نرى اليوم شباب الثورة يصرون على تشكيل مجلس انتقالي لإنقاذ البلد من الانهيار الذي أوصله إليه هذا النظام وبقاياه, وإذا بالمشترك لا يهمه! انهار اليمن أم لم ينهار غرق أم لم يغرق المهم أن يتحاور ومع من؟ مع بقايا نظام أراد الشعب أن يتخلص منهم! وكأنها رسالة واضحة للجميع أن المشترك يسعى للحفاظ على بقايا النظام بعد أن أجبر "بضم الهمزة" الرئيس على الرحيل والمغادرة بأي شكل كان, المهم أنه غادر ورحل وكأنهم يريدون أن يقولوا للناس الثورة حققت كل أهدافها ولم يتبقَ سوى الحوار حول استقرار الوضع بعد تحقيق كل تلك الأهداف، أليس ذلك عيبًا يا أحزاب المشترك أن يختزل النظام بشخص الرئيس وأن يتم التحاور مع أدواته وبقاياه الذين ما زالوا يقفون للثورة ولشباب الثورة بالمرصاد ويرصدونهم بكل مكان ويعملون على إجهاض هذه الثورة بكل ما أوتوا من قوة ومعهم بعض القوى الإقليمية التي تريد إجهاض الثورة بدولاراتها وذهبها الأسود.
قد نتفهم الدوافع والأبعاد السياسية لأحزاب اللقاء المشترك في مهادنتهم وفي تحركاتهم وفي تغليبهم مصلحة الوطن العليا وفي التريث بحسم الأمور واتخاذ الخطوات التصعيدية الأخيرة لنجاح الثورة, لكن ما لا نتفهمه منهم أن يعيقوا خطوات شباب الثورة وأن يقيدوهم بحساباتهم الخاصة التي جعلتهم يفقدون جزءًا كبيرًا من الشارع المساند لهم, فالوقت ما عاد يحتمل التأجيل أو كثرة الحوار أو إعطاء فسحة من التريث والتفكير.. الوقت في غير صالح الجميع والكل سيدفع ثمن عدم اتخاذ القرار الصائب في الوقت المناسب.