14 اكتوبر ومؤامرة الحراك
بقلم/ مجاهد قطران
نشر منذ: 15 سنة و أسبوعين و يوم واحد
السبت 17 أكتوبر-تشرين الأول 2009 06:34 م

ظل الاستعمار البريطاني البغيض جاثماً على أرض وطننا الغالي لاكثر من مائة عام ، إستغل الخيرات ونهب المقدرات ، وإعتمد على قاعدة { فرق تسد } التي جعلت اهلنا بالجنوب شيعاً كل حزب بما لديه فرحون ، حيث كان هناك السلطنات والمشيخات والامارات .

تلك الافعال الرعناء والعوجاء من المحتل جعلت شعبنا بالجنوب يعيش في بركة دم نظراً للصراعات والاحتكاكات بين السلاطين والمشائخ ، حيث كان كل سلطان او شيخ يريد توسيع سلطنته او مشيخته معتبراً اياها دولةً كاملة السياده ، وإستغل المحتل تلك الصراعات فاطلق على جنوب الوطن الغالي إمارات الجنوب العربي ، مريداً بذلك إنكار يمنية الجنوب .

فاتت ثورة الرابع عشر من اكتوبر التي دفع فيها شعبنا بالجنوب خيرة أبنائه الذين بذلوا ارواحهم ودمائهم رخيصه لاجل تطهير الارض من دنس الاحتلال البغيض ، وتوجت هذه الثوره المباركه بيوم الثلاثين من نوفمبر الذي رحل فيه أخر جندي بريطاني .

طبعاً الاحرار والشرفاء والكرام الذين فجروا ثورة الرابع عشر من اكتوبر لم يستدعوا الدول الاخرى لتاتي بجيوشها لتحرر ارضهم ، لعلمهم ان ذلك يعني استبدال إحتلال بإحتلال أخر ، وطبعا لم يعيشوا في بلاد المستعمر يغدق عليهم المال ويسكنهم في فسيح فنادقه .

بل كانوا من عامة الشعب تجرعوا مرارة الاحتلال وذاقوا وبال تسلطه وقمعه وارهابه .

والان وبعد مرور 46 عاماً على مولد تلك الثوره المباركه وجد ما يسمى بالحراك يريد قتل تلك الثوره المباركه ، والعوده بالوطن الى غياهب جبت الاستعمار ، ووحل ومستنقعات السلطنات والمشيخات .

نعم انه يريد ذلك والا لماذا ينكر اغلب اقطاب الحراك انهم من اليمن وان بلادهم تسمى بالجنوب العربي ذلك من ناحيه اولى ، ومن ناحيه ثانيه لماذا ينادي زعماء الحراك بضرورة التدخل الاجنبي ، ومن ناحية ثالثه انهم يعيشون بدول الغرب ونحن نعلم جميعاً ما الذي يريده الغرب مننا .

الاهم من ذلك كله ان الحراك ينضم اليه حركه تسمى بحركة { تاج } ولو فكرنا قليلاً لوجدنا ان تسمية تاج لا توحي بشي يخص اليمن سواء في أسماء مدنه او أحد شهدائه او اسم يتعلق بتاريخه .

ان كلمة تاج لا تمت بصله لليمن ارضاً وانساناً وانما تتصل وبشكل مباشر وواضح بالتاج الملكي البريطاني ، ومملكة بريطانيا هي المحتل السابق لليمن ، وهي التي تولي القائمين على هذه الحركه كل الرعايه والاهتمام .

اظن انهُ بعد هذه الحقائق وهذه الدلائل اتضح لنا جلياً ان ما يسمى بالحراك يتعمد وبسبق الارصرار والترصد قتل ثورة الرابع عشر من اكتوبر المجيده تحت شعارات زائفه ، وحجج واهيه ، واسانيد مقطوعه .

الاخطر من ذلك ان ما يسمى بالحراك منظمة متعددة الروؤس ، فهي عباره عن تشكيل من اعداء الماضي ، وهؤلاء اعداء الماضي قد حكموا جنوب الوطن ، وكانت الثمار الوحيده لحكمهم التناحر والتقاتل وسفك الدماء ، وما كان ماضيه مذموماً فلا شك ان مستقبله مدحورا .

تحدي من اجل الحقيقه

اتحدى أي شخص من اتباع الحراك ان يرد عليّا بمقال يدحض حججي ويطمس ادلتي ، كما اني اتحدى هذا الحراك ان يكوّن منظمه او هيئه لها اعضاء ولها رئيس يسمع لهُ باقي افراد الحراك ويطيعون .