مرحبا بعودتك فخامة الرئيس
بقلم/ د: حسين عبدالقادر هرهره
نشر منذ: 13 سنة و شهرين و 14 يوماً
الإثنين 22 أغسطس-آب 2011 09:08 م

كنت اعتقد أن الرئيس المخلوع ثوريا قد نفد بجلده بالخروج إلى السعودية وتجنب النتيجة التي أراها حتمية بمحاكمته وأفراد أسرته على كل الجرائم التي اقترفوها بحق الشعب اليمني، فهناك قائمة اتهام طويلة لا ادري كيف يستطيع المدعي العام حصرها لتوجيه الاتهام لهذه المجموعة وهي تشمل القتل العمد بأوامر مباشرة من القيادات العسكرية التابعة للأسرة وبموافقة الرئيس السابق وهذا يشمل كل جرائم القتل واستخدام السلاح الخفيف والثقيل ضد أبناء الشعب كما حدث في الساحات بصنعاء واب وتعز والحديدة وعدن وغيرها من المدن، وكذلك استخدام الأسلحة الثقيلة والطيران كما حدث في الحصبة ومناطق أرحب ونهم ويافع وغيرها، وهذه التهم وحدها عقوبتها الإعدام.

أما تهم نهب المال العام والتسلط على حقوق المستثمرين ونهب أموالهم وتعطيل أحكام القضاء وتزوير الانتخابات والفصل التعسفي والظلم الذي عانى منه أبناء الجنوب فلا يمكن حصرها لان مداها الزمني طويل، وكل تهمه من هذه التهم عقوبتها السجن لعشرات السنين، هذا غير تهم التصفية الجسدية التي نفذها في خصومه السياسيين حيث يمتلك البعض أدلة تدينه بالضلوع بعملية اغتيال خطيرة قبل جلوسه على كرسي الرئاسة وهذه لوحدها لو ثبتت ضده لكانت كافية على إدانته وتعرضه لعقوبة الإعدام.

لذلك عندما انتقل علي صالح إلى الرياض أصابني نوع من الحنق والحزن لان الرجل افلت من العقوبة وقلت في نفسي لعل الله احرق جسده وأبقى على حياته ليذوق الآلام التي تسبب بها لأبناء الشعب اليمني، ولكن يبدو أن رب العالمين يدبر لأمر ما لأن طبيعة هذا الرجل توضح انه لن يرتدع إلا بعقوبة مصحوبة بفضيحة مثلما حدث لحسني مبارك في مصر الذي أصر على البقاء رغم نصائح المقربين منه بالمغادرة إلا أن عنجهيته وغروره صورت له انه لن يتمكن احد من محاسبته، وقد نقل عنه انه ندم ندما شديدا لعدم استماعه لهذه النصائح حيث عرضت عليه أكثر من دولة الانتقال إليها وشاهدنا الشيخ عبدالله بن زايد وزير خارجية دولة الإمارات يزوره قبل تنحيه بعدة أيام وفسرها المراقبون أنها دعوة لمبارك بالانتقال إلى دولة الإمارات ولكنه كابر ورفض هذه الدعوة الكريمة ،وقد رأيناه ممددا على السرير في قفص الاتهام في ذلة ومهانة وانكسار لم يكن احد يتوقع يوما من الأيام أن يراه في هذا الموقف.

ويبدوا أن صاحبنا اعتمد على قراره بالعودة أن هناك من يدعمه خارجيا من أصحاب المصالح الذين كانوا مستفيدين من وجوده، وان القوة العسكرية التي يديرها أنجاله واقاربة وبقية العصابة التي تحميه سوف توفر له الأمان، وهو لا يعرف ما هي التغيرات العميقة التي حدثت للشعب اليمني وانه أصبح شعبا مختلفا عن الشعب الذي حكمه وأذله، ولا يعرف أن الحرس الجمهوري والأمن المركزي هم جزء من الشعب اليمني وان لديهم أهل وأقارب تضرروا كثيرا من ظلمه وظلم أقاربه وبطبيعة الإنسان اليمني فأنهم لن يصبروا على ما يحدث من قتل وترويع لإخوانهم وشعبهم و قد بدأ كثير من أفراد وقيادات هذه القوات تنسلخ شيئا فشيئا وكل يوم يمر نسمع عن أعداد جديدة تنظم إلى ثورة التغيير وسوف يجد نفسه وحيدا هو وأولاده وأولاد إخوته والمقربين منه بدون أي حماية وعندها لن تنفعه أي عهود أو مواثيق حصل عليها من أي جهة بطريقة الإكراه أن تحميه من المصير الأسود الذي ينتظره.

إن الشعب اليمني اليوم وبغالبية ساحقة لايكن لهذا الرجل اي مودة او احترام بسبب جرائمه في حقهم، ولا يمكن لأبناء اليمن المعروف عنهم تاريخيا عدم تنازلهم عما يمس كرامتهم أو التسامح مع من استباح دمائهم بدون وجه حق، وهناك قضايا كثيرة عالقة في أذهان اليمنيين من الظلم والاستبداد ونهب الحقوق الذي وقع عليهم من هذا الرجل وشلته وأقاربه ولن يسمحوا لهم بالإفلات من العقوبة، وكما هي العادة التي غرسها فينا النظام عبر هذه السنين وعندما لا يجد الناس قضاء ينصفهم فأنهم يأخذوا حقوقهم بأيديهم، والشعب اليمني لن يتغير بين يوم وليلة ولا تستطيع أي ثورة مهما سمت على جراحها أن تغير العادات المغروسة في النفوس إلا بعد مرور وقت طويل قد يتطلب أجيال، وهذا ما على صالح أن يفهمه وهو انه إذا عاد ونجى من القضاء بمؤامرة خارجية فلن ينجو من الثأر وملاحقة أصحاب الحقوق وخصوصا بعد أن يتم خلع أنيابه وتسريح أقاربه من مناصبهم التي أخذوها بدون وجه حق وعندها ما سيحدث له سوف يكون عبرة لمن اعتبر.

وهناك أمر مهم جدا على صالح أن يعرفه وهو انه بمجرد هبوط الطائرة التي ستقله إلى اليمن من السعودية فان هذه الرحلة سوف تكون الأخيرة وان الخروج من اليمن لن يكون بمتناوله أو متناول احد من أقاربه وانه سوف يحاكم ويقف ذليلا خانعا في قفص الاتهام وعندها سوف يعض أصابع الندم ويقول ياليت( وكلمة ياليت ما تعمر بيت).

ولكننا كيمنيين نطمئن فخامته انه سوف يحاكم محاكمة عادلة وبموجب الأدلة والإثباتات وسوف تعين المحكمة له محامين لن يقصروا في أداء واجبهم مع شكي أن يكون هناك محامي سوف يلوث سمعته بالدفاع عنه ولكن احتراما للقانون سيتم إجبارهم على ذلك، وقد سعدت جدا بخبر عودته بالرغم من الإشكاليات التي قد تحدث عند قدومه، ولكنني شعرت أن حكمة رب العالمين تقتضي أن الظالم يجب أن ينال جزاءه وان ثورة اليمنيين يجب أن تستكمل ويكون انتصارها كاملا غير منقوص ومنها محاكمة من أجرم في حقهم طوال هذه السنوات.

فمرحبا بك فخامة الرئيس نورت دارك وبلدك ونراك إن شاء الله في المحكمة بأقرب وقت ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) صدق الله العظيم.