وزارة الأوقاف تكرم 183 حافظاً وحافظة بمحافظة مأرب وزير الأوقاف يدعو الى تعزيز التعاون مع الدول العربية التي حققت نجاحات في مجال الأوقاف رئيس دائرة العلاقات الخارجية بمؤتمر مأرب الجامع يلتقي رئيس المنظمات الأوروبية المتحالفة لأجل السلام عاجل: غارات جديدة على اليمن المعبقي محافظ البنك المركزي يتحدث عن أهمية الدعم المالي السعودي الأخير للقطاع المصرفي ودفع رواتب الموظفين تعز: مقتل جندي وإصابة آخرين في قصف مدفعي حوثي بجبهة الدفاع الجوي اليمن تبحث عن فوزها الأول في كأس الخليج اليوم أمام البحرين وحكم اماراتي يدير اللقاء المرأة اليمنية.. كيف توفق بين الأدوار الأسرية والمهنية؟ عاجل: تحسن في أسعار الصرف بعد الإعلان عن تحويل نصف مليار دولار كدعم سعودي لليمن ''الأسعار الآن'' واتساب تطلق برنامج وأدوات ذكاء اصطناعي قوية للشركات
لم يعد يخفى على أحد أن مشروع " الحراك الجنوبي " بدأ يفقد رونقه وبهاءه الذي ظل محتفظاً به طوال الفترة الماضية وهو ما يمكن أن يعزى إلى غياب القيادات الأساسية التي قادت مسيرته منذ البداية وتسلم عدد من الشباب المتهورين وفاقدي الخبرة زمامه وهو ما انعكس سلباً على أدائه ، هذا عدا الخلافات التي بدأت تطحن قياداته ومنتسبي مكوناته .
فبعد ما يسمى باجتماع جمعية ردفان الشهير قبل خمس سنوات انطلق الحراك الجنوبي بتظاهرة كبيرة قادها العميد النوبة من ساحة العروض بخورمكسر عدن وكانت تنادي بعودة المسرحين قسراً من أعمالهم المدنية والعسكرية منذ انتهاء حرب صيف 1994 – سيئة الصيت – قبل أن يرتفع سقف المطالب من عودة المسرحين إلى المطالبة بحل الدولتين .
اليوم بعد أكثر من خمس سنوات على الانطلاقة لم يعد الحراك ذلك المارد الذي خرج من قمقمه وأزعج زبانية السلطة ، فالمكونات بينها تتناحر وتتقاتل وتتبادل السباب والشتائم وتهم التخوين بما يجسد الشمولية في اسوأ صورها ، والأتباع قد جنحوا إلى العنف ، في حين لم يعد المشروع الداعي إلى فك الارتباط والتحرر والاستقلال وغيرها من الكلمات الرنانة – لم يعد باستطاعته تحمل مقال كتبه صحفي أو وجهة نظر معارضة حتى لو كانت من داخل الحراك نفسه وهو ما يضع أكثر من علامة استفهام أمام الدولة التي ينشدها هؤلاء وكيف ستكون معالمها في ظل الممارسات الشمولية التي ينتهجها قادة الحراك .
لم يكن من الحكمة بمكان أن يقف الحراك الجنوبي في خط معارض لإقامة خليجي 20 في عدن ، إذ أنه بقليل من الحكمة كان بالإمكان التفكير في استغلال التجمهر الخليجي الحاشد بعدن لشرح أبعاد مشروع الحراك وكسب مزيد من التعاطف معه ، ولم نسمع إلا صوتاً حكيماً واحداً انبرى من بين قادة الحراك ليعلن بشجاعة موقفه غير المعارض لإقامة البطولة في عدن وهو الدكتور عبدالحميد شكري رئيس ما يسمى بالمجلس الوطني الذي زاد على ذلك بأن دعا أتباعه ومؤيديه إلى تشجيع المنتخب الكويتي لأن الكويت كما يقول مرت بنفس تجربة المحافظات الجنوبية .
قد لا أتفق مع الدكتور شكري ومع غيره من قادة الحراك في ما يدعون إليه إذ أنني لا أرى في الانفصال حلاً لمشاكل اليمن أو حتى المحافظات الجنوبية منفردة ، إلا أن موقفه من البطولة عرى الكثير من الأصوات الغوغائية داخل الحراك التي تبنت فكرة معارضة البطولة دون أن تحسب الخسارة العائدة على مشروعها من هذا التصرف غير المبرر .
لسوء حظ قادة الحراك وصنيعهم أن تنظيم القاعدة دخل على الخط وحذر من إقامة بطولة خليجي 20 في عدن وهو ما دفع دول الخليج إلى التصميم أكثر على إقامة البطولة في مكانها وموعدها كون الأحداث جعلت أي نقل وأي إلغاء لإقامة البطولة في عدن قد يشكل نصراً للقاعدة وهو ما لم يمكن تقبله حتى على المستوى الدولي .
مؤخراً تعرض الزميل غازي العلوي لاعتداء آثم من قبل عناصر تابعة للحراك الجنوبي في الضالع تم على إثره إسعافه إلى المستشفى بسبب شكوك حول كونه مصدراً لخبر يتحدث عن لقاء الرئيس بقيادات في الحراك وبعدها تعرض الزميل أنيس منصور لاعتداء مماثل من عناصر في الحراك أيضاً ، في حين أحدث المقال الأخير الذي كتبه الزميل عبدالرقيب الهدياني بعنوان: (( من يزرع الريح يجن عاصفة )) هجوماً شديداً عليه وانتقادات حادة جعلته محل همز ولمز في مجالس الحراك في أكثر من مكان ، فأي أفق جديد وأي حرية رأي وأي تحرر يبشرنا به الحراك وقد ضاق بالآراء المخالفة وهو لا يزال في طور النشأة .
وبعد هذا وجدنا عناصر تابعة للحراك ترفع صوراً للمتهم بتفجيرات نادي الوحدة في تصرف يجسد أقسى مشاعر الاستفزاز لأسر الضحايا وأولياء الدم الذين خسروا أحباءهم وأبناءهم في أبشع تفجير ارهابي لم تعرف مثله مدينة عدن منذ سنين طويلة ، وإذا كان المتهم بريئاً حتى تثبت إدانته ، فقد كان الأولى لعناصر الحراك أن تسلك سلوكاً حضارياً بانتظار نتيجة المحاكمة لا رفع صور المتهم في التظاهرات والمطالبة بإطلاق سراحه وفوراً على النحو الذي طالبت به الشعارات واللافتات المرفوعة في أحد مهرجانات الحراك بالضالع .
إن على أتباع الحراك المخلصين أن يستعيدوا مشروعهم المخطوف ويعيدوا بناء أسسه بعدما عاث فيه العائثون والدخلاء عليه فساداً ووفروا على السلطة تعب الإجهاز عليه ، بحيث يكون ذلك المشروع التائق للتغيير والحالم بغد أفضل وأجمل عبر سلوك مسلك النضال السلمي والطرق الحضارية لا عبر فرز الناس بالهوية والجنوح للعنف وتكميم الأفواه إذ أن تصرفات مثل هذه لا يمكن لها إلا أن تنبئ بغد أسود ليس أفضل من اليوم بأية حال .. فيا عقلاء الحراك : هل نلتقي سوياً على كلمة سواء ؟؟ .
abdulrahmananis@yahoo.com